“نيويورك تايمز” اليمن ينتقل من أزمة إلى أخرى والقاعدة تمهل حكومته اسبوع لإعدام الجنود
حد?دت جماعة “أنصار الشريعة” التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن? أمس الاثنين? نهاية الشهر الجاري موعدا?ٍ لإعدام نحو 70 جنديا?ٍ أسرتهم في مواجهات مع الجيش اليمني في محافظة أبين جنوب البلاد? فيما من المتوقع أن تنطلق اليوم حملة عسكرية ضد القاعدة في زنجبار.
وقال مصدر يمني مطلع لـ”يونايتد نرس نترناشونال”: إن الجماعة قامت بالإعلان عبر مكبرات الصوت في مدينة جعار في محافظة أبين? أنه تقرر إعدام الجنود الـ70 الأسرى من الجيش نهاية شهر أبريل الجاري? كما قامت بتوزيع ملصقات على جدران المنازل تعلن فيها قرار إعدام الجنود وموعده.
وعل?ق مصدر عسكري على إعلان القاعدة نيتها إعدام الجنود الـ70 قائلا?ٍ لـ”يونايتد برس إنترناشونال”: إن ما تقوم به الجماعة هو ردة فعل على الضربات الموجعة التي تلقتها خلال الأسبوعين الفائتيين? وفقدانها لقيادات مهمة في التنظيم? بالإضافة إلى مصرع نحو 300 من مقاتليها على جميع جبهات القتال.
وأضاف المصدر أن الساعات الأخيرة للتنظيم بدأت تلوح في الأفق عقب اعتماد المنطقة العسكرية الجنوبية لخطط ترمي إلى إنهاء التنظيم من جذوره? وستنطلق حملة عسكرية اليوم من قاعدة العند باتجاه زنجبار.
وأشار إلى أن “سلاح الطيران والبحرية اليمنية ستشارك في أعمال القتال في زنجبار”? مشيرا أن الحملة العسكرية الهدف منها السيطرة على مدينتي زنجبار وجعار ثم الانتقال للسيطرة على بقية المدن الأخرى في محافظة أبين.
وكانت منظمات حقوقية يمنية حذ?رت السبت في بيان صحفي “من توجهات لدى جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في أبين? لتنفيذ إعدامات جماعية بحق 70 جنديا?ٍ أسيرا?ٍ في حال لم تستجب الحكومة اليمنية لمطالبهم في الإفراج عن معتقليهم في سجون الأمن السياسي والأمن القومي”. وناشدت المنظمات جماعة “أنصار الشريعة” حماية حياة الجنود الأسرى لديها والكف عن أي إعدامات خارج القانون.
إلى ذلك? قال زعيم قبلي ذو نفوذ كبير في جنوب اليمن أمس: إن دبلوماسيا سعوديا اختطفه متشددون على صلة بتنظيم القاعدة الشهر الفائت في “حالة صحية جيدة” وقد يطلق سراحه خلال “الساعات المقبلة”. وقالت الرياض الأسبوع الفائت: إن متشددا يشتبه في أنه على صلة بتنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن خطف الدبلوماسي عبدالله الخالدي وطلب الإفراج عن نشطاء في السجون السعودية.
وهدد في اتصال بالسفارة السعودية في صنعاء بقتل الدبلوماسي ما لم تنفذ مطالبه. وقال الشيخ طارق الفضلي الزعيم القبلي في أبين والقيادي البارز في الحركة الانفصالية في جنوب اليمن: إنه كان يتوسط لدى الخاطفين لإطلاق سراح الخالدي.
وقال الفضلي لـ”رويترز”: الأمور تسير على ما يرام… الرجل بخير وفي حالة صحية جيدة. وأضاف: إنه قد يفرج عنه “خلال الساعات المقبلة”. واختطف الخالدي نائب القنصل السعودي في عدن بجنوب اليمن خارج منزله يوم 28 مارس الفائت.
وقال متحدث سعودي: إنه تم تحديد هوية المتصل من تنظيم القاعدة وهو مشعل الشدوخي الذي أدرجت السلطات السعودية في العام 2009 اسمه على قائمة سعودية بالهاربين من تنظيم القاعدة. وقال متحدث سعودي رسمي: إن الشدوخي قال إن جماعته ستستعد لقتل الدبلوماسي ما لم تنفذ مطالبهم وهدد بالمزيد من الهجمات منها تفجير السفارة واغتيال أمير سعودي.
ورفضت الرياض التي تتمتع بنفوذ كبير بين القبائل اليمنية إجراء أي مفاوضات مع القاعدة للإفراج عن الخالدي وتعهدت ببذل كل ما في وسعها للإفراج عنه. وعززت الأزمة السياسية في اليمن نفوذ الإسلاميين في البلاد فاستولوا على بعض المدن في الجنوب.
وفي تعليقها على الأحداث? رأت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القيادة اليمنية الجديدة تواجه جملة من التحديات التي وصفتها بالخطيرة بما فيها سلسلة الهجمات التي يشنها مسلحون بالجنوب والأزمة السياسية المتفاقمة بالعاصمة? وقالت: إنها تهدد استقرار البلاد. ففي الأسابيع القليلة الفائتة واجه الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي تحديا مفتوحا بعد أن حاول طرد أو إعادة تعيين مسؤولين موالين لسلفه علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لمدة 33 عاما.
وفي الجنوب قتل المئات باشتباكات زادت حدتها بعد هجوم “متمردين” على قاعدة عسكرية تابعة للجيش? واستولوا على أسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات. وتنقل الصحيفة عن ضباط بالجيش من منطقة لودر التي تعد مركز القتال? أن الجنود لم يستطيعوا استعادة السيطرة على القاعدة التي أرغموا على الانسحاب منها بعد هجمات المسلحين مطلع أبريل الحالي? وو?ْصف الوضع بأنه “خارج عن السيطرة”.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن اليمن ينتقل من أزمة إلى أخرى منذ مطلع العام الفائت عندما خرجت الجماهير بمختلف أرجاء البلاد احتجاجا على حكم صالح. ورغم أن العديد من اليمنيين أعربوا عن أملهم بأن يشكل الاتفاق -الذي تخلى بموجبه صالح عن الحكم في فبراير الفائت- مخرجا من الأزمة? فإن الأسابيع الأولى لهادي بمنصبه تذكر بالانقسامات المستمرة ونقاط الضعف التي ازدادت تعقيدا بسبب الثورة الشعبية ضد