الكشف عن تفاصيل جديدة حول اغتيال العالم النووي الإيراني الشهيد فخري زاده
شهارة نت – وكالات
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في تقرير، نشرته السبت، أن “الموساد وعناصر وعملاء إسرائيليين حاولوا قتل العالم النووي محسن فخري زاده على مدى 14 عاماً مضت، حتى حانت اللحظة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، عن طريق الذكاء الاصطناعي والروبوتات”.
وأفادت الصحيفة بأن “عملية اغتيال فخري زاده وصفت بأنها عملية غيّرت من كل المفاهيم الأمنية المتعارف عليها حول العالم”.
وأكدت الصحيفة أن “فريق الموساد الإسرائيلي قام بالتحكم في رشاش آلي عبر الأقمار الصناعية، وقد تواجد في مقر سري على بعد آلاف الأميال، فضلاً عن تركيب كاميرات مراقبة في مكان الاغتيال، في وقت تم تجميع هذا السلاح الآلي، سراً، داخل إيران نفسها، عبر تهريب أجزائه على مدى فترة طويلة”.
وكان قد تم اغتيال العالم النووي الإيراني بالرصاص وهو داخل سيارته برفقة زوجته، وكان خلفه عدة سيارات للحماية الأمنية وواحدة فقط أمامه، حيث أكدت الصحيفة الأميركية أن فخري زاده كان يهوي العيش في حياة طبيعية، بعيداً عن الصخب الإعلامي والسياسي، ويرغب دوماً في اصطحاب أسرته إلى شاطئ البحر، والخروج في رحلات ريفية بالسيارة.
وبعد وقت قصير من استشهاده في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وجّهت إيران أصابع الاتهام إلى “إسرائيل”، وقالت إن هناك “دلائل جدية على وجود دور إسرائيلي”.
“نيويورك تايمز”، أكد أن “الاستعدادات للاغتيال بدأت بعد سلسلة من الاجتماعات في نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020 بين مسؤولين إسرائيليين، بقيادة مدير الموساد، يوسي كوهين، ومسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو ووكالة المخابرات المركزية المخرجة جينا هاسبيل”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل كانت قد أوقفت حملة التخريب والاغتيال في عام 2012، عندما بدأت الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران أدت إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وأنه بعد أن ألغى ترامب هذا الاتفاق، أراد الإسرائيليون استئناف الحملة لمحاولة إحباط التقدم النووي الإيراني وإجبارها على قبول قيود صارمة على برنامجها النووي”.
وفي أواخر شباط/فبراير، قدّم كوهين للأميركيين قائمة بالعمليات المحتملة، بما في ذلك اغتيال فخري زاده، حيث كان الأخير على رأس قائمة المطلوبين لـ”إسرائيل” منذ عام 2007 ، ولم يرفع الموساد أنظاره عنه قط، وفق الصحيفة.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنه في عام 2009، كان فريق اغتيال ينتظر فخري زاده في موقع الاغتيال المخطط له في طهران، لكن العملية أُلغيت في اللحظة الأخيرة، مشيرة إلى أن “الموساد كان يشتبه في أن المؤامرة قد تم اختراقها وأن إيران نصبت كميناً”.
وبعد أشهر من استشهاده، كشفت صحيفة “ذا جويش كرونيكل” الإسرائيلية في لندن تفاصيل عملية اغتيال فخري زاده، وقالت إنها تمّت بواسطة سلاح هرّبه جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) إلى إيران، بعد تفكيكه إلى عدة أجزاء.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر مخابراتية أن مجموعة تضم أكثر من 20 عميلاً بينهم إسرائيليون وإيرانيون، نصبت كميناً لفخري زادة بعد مراقبته على مدى 8 أشهر.
وكشفت أن السلاح الذي اغتيل به فخري زاده كان ثقيلاً جداً، ومصمماً حسب الطلب، وهو عبارة عن مدفع آلي وزنه طن، وأن السلاح تمّ تهريبه عبر الحدود الإيرانية على أجزاء، وقام الموساد بتركيب السلاح الآلي على عربة نقل صغيرة “بيك أب”.