انقسام الجيش اليمني يفتح الباب أمام الضربات الأميركية
بعد مرور عام على الحركة الاحتــــجاجية التي أطاحـــــت بحكم الرئيس اليمــــني السابــــق علي عبد الله صـــــالح تشـن الـــــولايات المتـــحدة منذ أسابيع حربا شــــبه يومية على مواقع لعناصر تنظيم القاعدة في مختلف مناطق اليمن لتغــــطية العجز الكبير القائم في المواجهة بسبب استمرار انقسام الجيش اليمني وعدم امتلاكه أسلحة متطورة تمكنه من هزيمة عناصر التنظيم التي انتشر في أكثر من مكان وبات يسيطر على أكثر من مدينة. وفـــــي ظل هذا الانقـــــــسام اليمــــني يبقى الباب مفتوحا?ٍ للضربات الأميركية ضد «القاعدة».
والى ما قـــــبل 2011? كانت الـــولايات المتحدة وبالتعاون مع نظام حكم الرئيس السابق تركز في حربها على الإرهاب على جمع المعلومات الاستخباراتية بمساعدة أجهزة الاستخبارات اليمنية وتنفذ ضربات نوعية خاطفة لأماكن تم رصد تجمعات لعناصر التنظيم فيها? ولكنها في الغالب كانت تخطئ في أهدافها وتسببت في سقوط عدد من الضحايا المدنيين.
ومع توسع أنشطة «القاعدة» وسيطرته على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في مايو العام الماضي واتهام نظام الحكم بتسهيل هذه المهمة من خلال سحب قوات الجيش والأمن من المدينة? غيرت الولايات المتحدة استراتيجيتها في التعامل مع التنظيم ومع قوات الجيش والاستخبارات اليمنية في إطار الحرب على الإرهاب? فذهبت نحو التعامل المباشر مع وحدات الجيش التي تخوض مواجهات مع «القاعدة» بدلا من تركيز التعاون في قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي? حيث قدمت دعما لوجستيا لقوات اللواء 25 الذي رفض الانسحاب من ضواحي زنجبار ومازال يخوض مواجهات عنيفة مع «القاعدة» حتى اليوم.
ومع رحيل صالح عن الحكم وتولي الرئيس عبد ربه منصور هادي مقاليد السلطة? باتت واشنطن على ثقة أكبر بقدرة هادي وصدق نواياه في التعامل مع ملف الإرهاب? لكنها وجدته عاجزا عن تحريك قوات الجيش لخوض المواجهة مع التنظيم بسبب انقسام وحدات الجيش بين الموالين للنظام السابق? أو تلك المعارضة للحكم السابق بقيادة اللواء علي محسن الأحمر.
نقص وتعويض
ولأن قوات الجيش المرابطة في جنوب اليمن لا تمتلك أسلحة حديثة ولم تتلق تدريبات على مواجهة «القاعدة»? عوضت الطائرات الأميركية بدون طيار هذا العجز. كما أن حالة الشك التي كانت قائمة بين نظام حكم صالح والولايات المتحدة تلاشت? وهو ما ساعد على تنفيذ ضربات دقيقة لمواقع التنظيم وجنب الجيش اليمني خسائر كبيرة في حرب تتحكم بها الطبيعة الجبلية للبلاد.
ولأن حل مشكلة انقسام قوات الجيش اليمني لا يبدو أنها ستحقق في القريب العاجل والهدف الكبير للقيادة السياسية في اليمن هو تشكيل وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب وتكون مستقلة عن بقية وحدات الجيش والأمن وكذا إعادة دمج جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في جهاز استخبارات واحد? فإن الحاجة ستظل ملحة للضربات الأميركية حتى لا تسقط المزيد من المدن والبلدات في أيدي تنظيم القاعدة الذي بات اليوم يمتلك الآلاف من المقاتلين والأسلحة.
البيان الاماراتية