دوائر الديدان
أعيش حرا هذا لا يكفي. …
استنبطها بعسر من أفقه الخارجي كأم تحتضر ..وهو ينفث سيجارة (الدانهيل).)
كان الوقت جيلا مصابا بالشلل? وكانت فاشية الطيبين ذريعة لخوض معارك التكريم في حفلات الاستقبال ظهرا قبل الضحى وقبل صلاة الجياع الروتينية في معبد السلاطين الفقراء المحاصرين إعلاميا.
صم?م ألا ينتحر وألا يأكل الخبز حتى يؤذن له مثلما حدث له ذات دهر صحبة رفيقه حي بن يقضان الذي لم يكتشف وجوده وذاته???
في الجزيرة الآهلة بالديدان. ..
قرر أن يصمد ثم انتحر أمامي .. كنت شاهدا.
لم ينتحر وإنما شبه لي ثم سكتنا.
كان ثالثنا أعمى? ينتحر هو الآخر أمامي وكنت شاهدا.
لم ينتحر وإنما شبه لي ثم سكتنا…
وكان رابعنا بكل شيء بصير? لكنه استشهد وابتلعه ديدان البحر في دوائر الديدان? ثم افترقنا?
وكان خامسنا لصا لذودا? طيبا لكنه انتحر? ا
كنت شهيدا شاهدا. ..
انتحر? عفوا? استرقت السمع عندما كنت شيطانا مريدا? أصغي بعمق ولا أفكر بعمق? أنقاد كالروح إلى مثواي.
وكنت أعتقد أن ( أسبال ) (1) أكذوبة العصر.
********** ***********
خرج الجيل البائس من مظاهرة عارمة احتجاجا على زرع الورود وتغيير الوجود واقتحام الدروب والحدود وتدخلت قوات (العرف الأممي) فأطلقت النار على المتظاهرين .
لم تصب إلا واحدا كان يقرفص أمام الحرف الأول من الجملة العريضة.
كانت تنعت بالفيتو…
لم تتغير بالرغم من مساعي رجال المجامع السياسية واللغوية – ورجال المؤتمرات الدائمة.
كان يحاول اختطاف حرف الفاء? لاستبداله بحرف آخر ظل سرا إلى أن جاء رجل من حراس القصر يمشي نافجا حضنيه
سألناه من يكون?
قال /
رجل رافق (أسبال) في رحلته وهروبه من البشر
رد الرجل الذي نجا بوجه محتقن :
لا تختلنا? (أسبال) ابتلعته دوائر الديدان
-لا? أبدا? ما يزال حيا? يرافق حي بن يقظان? يرتديان المسافات والأزمنة المتوحشة ويأكلان من دوائر الديدان بعض المعونات التي يتلقاها أطفال العالم الهائم مرة كل دهر لقاء براءتهم وآفاقهم الضيقة.
: مستعطفا?يرد الرجل الذي نجا? وكان يمثلنا
لماذا لا تبعثوا جيرانكم لمعالجة صبيتنا من داء ضيق الأفق?
يلملم لعابه النتن? ثم يجيب
– ذاك ما سيحدث عندما نفرغ من حقن كل أطفال العالم المصابين بوباء الطهارة
لكن لا تخف ولا تستعجلنا سننهي مشروعنا عما بعيد? ونلتفت إلى أطفالكم .لم نرتب أمورنا في هذا الشأن بعد.
– عليكم بالصبر وتوارى …
– ****** *******
.تشاجرنا .
وكان سابعنا كريما سخيا يملك أموالا طائلة لا ينفقها في غير محلها . إذا طلبنا منه الإعانة? امتنع وقال
أما زلتم لم تدركوا الوضع بعد? أو لم تعرفوا بأنني سخي? لا أنفق أموالي في غير محلها? فنسكت
ولكنا نردد تلقائيا وبصورة جماعية :
الصوم حرام
والبوح بالسر حرام
والسخاء في غير أهله حرام
حرام
حرام ..
إنما المعروف في غير أهله حلال وليالي الزنا في محافل لندن وباريس حلال
البترول والنار والكلأ والماء حلال
حلال
حلال
حلال. ..
كش?ر أنيابه وصاح صارخا في جبن :
ألم تدركوا الوضع بعد? أو لم تعرفوا بأنني سخي لا أنفق أموالي في غير محلها .انكمشنا? لكننا رددنا من جديد? وبصورة تلقائية :
عاتبتمونا لأننا نسبح في بركة العشق
لأنهم يكدرون الصفو في مرافئ الشوق .
عاتبتمونا .. وتكثرون من تلاوة الشعر في معبد العرافين.
صنفتمونا من ذوي الاتجاهات اللايديولوجية .
وأصحاب مناديل حمر
الفقر والجوع حرام
حرام
والغربة في يم الصحف إجرام
إجرام
ابتلع صوتنا المبحوح فترة? لكنه ظهر ورد متحديا
كل ما ذكرتموه إيهام …
إيهام …
الغربة أن تجتازوا أرصفة القاعات وفي محافظكم ألف سؤال ?
العار أن تسبحوا في مسبح الثوار
وألا تقرؤوا على أطفال الحي كل الأشعار
: قلنا….
الصفو تزوجه الغدر
تزوجه الكدر
طلقه الصبر .
قال غاضبا :
أنتم كالفجر الأصغر من النهار
تريدون أن تسبقوا الصوت المشنوق
– في صدر الأطفال
– العوم في مستنقعنا
– أحسن لكم من الإبحار
قلنا جميعا :
أطعموا الطلقة بالبرتقال…
بالنبال .. بالسر الذي يرقد في الأوحال . ..
في جراحات الأجيال .
نبحر حتى يجف الجرح .
ونعرف أن المستنقع يهرب منه العشق .مثلما تهرب الكلمات في قاعة المؤتمرات….
ونجمع العشق المنفي في صحراء الصوم
ويعرف أطفال حينا أن الصوم حرام
والعوم في مستنقع العشق إيهام .
: لملم لعابه وقال
– – لا تقنطوا .. سأفعل كل ما في وسعي – إن أمكن – وسكت.. ..
– : أجبناه جميعا ما عدا رابعنا
إنك تجلب البعوض وتظنه عشقا? في حين نتراسل مع الشمس المنفية التي ترقد في ذاكرة كل صبي وصبية? يؤمن بوجود شمس منفية.
ثم نتوارى كباقي الضفادع في مائنا المرشوش بالبترول.
تخنقنا رائحته الطيبة? إلى أن يجيء الفجر الذي ننتظره? فننهض كعادتنا مبللين بالسخف والكبرياء? نردد من جديد :
(أخي جاوز الظالمون المدي فحق الجهاد وح