القرآنُ يكشفُ حقيقةَ الأعداء
بقلم/ سكينة المهدي
أخبرنا اللهُ في كتابه الكريم أن الأعداء إذَا اجتمعوا واحتشدوا وتوحدوا ضدك في وقت أنت تحمل قضية عادلة وقضية حق ودين، فَـإنَّهم سيتفرقون وسيشتت الله جمعَهم وسيخالف في كلمتهم وما اجتماعهم وتوحدهم إلاّ مُجَـرّد مظهر يظهرون به أمام الجميع؛ وذلك لأجل إخافة الناس وإرعابهم وإلا فهم في الحقيقة متفرقين، يسعى كُـلّ واحد منهم للقضاء على الآخر بأية وسيلة وطريقة يستطيع تنفيذها وفعلها بأقرب وقت، كما بيّن الله ذلك في سورة “الحشر” لذلك عليك أنت فقط أن تثق بالله، وتتوكل عليه وتستمر فيما أنت عليه وتثبت على ذلك مهما كانت النتائج ومهما كانت التضحيات.
ولا تكن كذلك المتخاذل الذي لا نعلم ما الذي يريده بعد أن كشف الله له، وَللجميع حقيقة الأعداء في كتابه الكريم: (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)؟ حتى ينطق ويتحَرّك للجهاد في سبيل الله هل تنتظر مثلاً: أن يقاتل الله المعتدين عليك بدلا عنك؟ أَوْ أن يدافع عنك وينقذك منهم ومن شرهم وفسادهم وظلمهم وطغيانهم؟ هل تنتظر أن يحميك الله وأنت لم تتحَرّك، أَو تحَرّكك جرائمهم البشعة التي تنتهك بحقك أولاً وبحق شعبك وبحق بلدك وَأرضك التي أنت تعيش فيها؟ أَو مَا الذي يريده أَيْـضاً بعد قوله تعالى: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ).
أليس القرآن الكريم معجزة خالدة إلى يوم القيامة ومن معجزاته أنه صالح لكل زمان ومكان، أليست هذه آيات من القرآن الكريم وكل آيات القرآن حقائق ثابتات وَواقعات لا تختلّف ولا تتبدل مهما اختلف الزمان وتغيرت الأحوال، أليس يخبرنا القرآن الكريم بحقيقة أعدائنا، من حَيثُ ضعفهم وجبنهم ورعبهم أمامنا، وأنهم لا يجرأون على مواجهتنا وجه لوجه، أليس يخبرنا القرآن الكريم أن كُـلّ ما سيجري علينا ويصيبنا من قِبل الأعداء إنما هو مُجَـرّد أذى فقط، وليس مصائب، أليس القرآن الكريم يربطنا بالله، فيزيدنا قوةً ويواسينا في نفس الوقت ويهوّن علينا كُـلّ شيء، إذَا لماذا لا تؤمن به وتصدق بوعود الله فيه؟!.