حرب الإصلاح ضد بشرى المقطري
الحملة التي طالت الكاتبة والقيادية الاشتراكية في ثورة الشباب السلمية بشرى المقطري? سارت حتى الآن على أربع: التكفير? التعريض بأخلاقها وشرفها? الكذب? والفجور في الخصومة. وهي تسلط الضوء على ما يبدو أنه منهج الإقصاء -إقصاء الشركاء والحلفاء- لدى حزب الإصلاح.
ما وصل إلى الإعلام من تكفير للمقطري وتعريض بأخلاقها مؤخرا ليس سوى رأس جبل جليد حملات الإقصاء والتشهير التي استهدفتها هي وزميلاتها وزملاؤها من الناشطات والناشطين المستقلين والمتحزبين (غير الإصلاحيين) داخل الثورة? وهي لم تبدأ في آخر مرحلة من الثورة? بل منذ وقت مبكر. وتظهر الحملة الممنهجة عليها ليس فقط كم أن شركاء الإصلاح في الثورة واللقاء المشترك مهددون بإقصاء ممنهج وبشع? وإنما كم أنهم والمجتمع اليمني عموما أمام قوة مخيفة تستطيع بكل سهولة تحويل كل موقف وطني نزيه وشريف إلى باب لتخوين شركائها وحلفائها المخالفين لها في الرأي والموقف? وخنجر مسموم للطعن في أعراضهم.
يبدو أنه كلما كنت صاحب رأي وقضية ومبادئ? وتعبر بشجاعة عن قضايا الناس وصوتهم? وكان حضورك وتأثيرك على الأرض أكثر فاعلية? كانت حملات الإقصاء والتشهير بسمعتك أشد ضراوة وفجورا. ويبدو أن المقطري تشكل مثالا جيدا لهذا بالنظر إلى مواقفها? وإليكم هذه الحادثة الدالة!
بين موقفين: قادة المشترك والمقطري أمام فيلتمان:
بمناسبة زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان? انعقد لقاء هام في سفارة واشنطن بصنعاء يوم 27 مارس الماضي? حضرته إلى جانب فيلتمان والسفير الأمريكي? 7 شخصيات يمنية تضم ممثلين من أبرز قادة اللقاء المشترك والمؤتمر والبرلمان? وممثلا?ٍ عن الحراك الجنوبي? فضلا عن بشرى المقطري. اللقاء خ?ْصص للاستماع لآراء هذه القيادات في ما يخص مؤتمر الحوار الوطني الشامل? بحسب ما نقلته “الشارع” (عدد? 31 مارس) التي أضافت على لسان المبعوث الأمريكي قوله إنه سينقل هذه الآراء لهيلاري كلينتون قبل لقائها بوزراء مجلس التعاون الخليجي.
اللقاء تطرق إلى مسائل عديدة? بينها “هيكلة الجيش” والنقاط الـ12 التي قدمتها أحزاب المشترك من أجل التهدئة وإطلاق الحوار الوطني? وشهد نقاشا ساخنا احتدت فيه كما يبدو نبرة السفير جيرالد فايرستاين? الذي قاطع أحد قادة المشترك أثناء تلاوته النقاط الـ12? قائلا: “ما فيش شروط مسبقة”. حاولت قيادات المشترك نفي صفة “الاشتراطات” عن النقاط? قائلة إنها ضرورية قبل التهدئة وانطلاق الحوار? فدعم فيلتمان موقف سفير دولته? قائلا: “هذه اشتراطات مسبقة”? وفقا للصحيفة التي قالت إن فايرستاين “كان حاسما في النقاش? وظهر كما لو أنه يعطي مهلة لقيادات أحزاب المشترك? ويوجههم بتشكيل لجنة تحضيرية للحوار? إذ قرن ذلك بكلمة (لازم)”.
“حضر اللقاء بفيلتمان? عبدالوهاب الآنسي? أمين عام التجمع اليمني للإصلاح? الدكتور ياسين سعيد نعمان? سلطان العتواني? الدكتور أحمد عبيد بن دغر? الأمين المساعد للمؤتمر الشعبي العام? بشرى المقطري? محمد علي الشدادي? نائب رئيس مجلس النواب? والقبطان سعيد عبدالله يافعي? رئيس المكتب التنفيذي للملتقى التشاوري للجنوبيين بصنعاء”? طبقا لـ”الشارع” التي أفادت بأن فايرستاين تحدث مع هذه القيادات “بطريقة دعت بشرى المقطري (…) إلى الاعتراض? مؤكدة رفضها الإملاءات الخارجية”.
هذه الحادثة تقدم لنا مفتاحا جيدا لفهم طبيعة المواقف التي قد تتخذها قيادية يمنية شابة كالمقطري? أمام ممثلي القوى العظمى? دفاعا ليس فقط عن صف القيادات الكبيرة في المعارضة? وإنما أيضا عن بلدها بشكل عام? لكنها تقدم لنا في الوقت نفسه مفتاحا لما قد تتسبب به شجاعة هذه القيادية الشابة في التعبير عن آرائها ومواقفها? من حملات تشهير ضدها من قيادات الصفوف الوسطى والدنيا في أحزاب المشترك? وتحديدا الإصلاح? في ظل صمت قادة الصف الأول في المشترك? في أحسن الأحوال? وبمشاركتهم في أسوئها (حملة تكفيرها شارك فيها شيوخ التكفير من قيادات الصف الأول في الإصلاح).
شأنها شأن كثيرات وكثيرين من الثائرات والثوار الذين نادرا ما نسمع أصواتهم في ظل التعتيم الإعلامي الشديد عليهم? كان موقف المقطري من سياسات الإقصاء والقمع الثوريين هو الرفض? وقد التزمت بموقفها هذا دوما? ولاسيما من المبادرة الخليجية التي تبدو بمثابة مظلة دولية وإقليمية ومحلية لسياسات الإقصاء والقمع داخل الثورة? وهو الموقف الذي عبرت عنه في أكثر من مناسبة حضرتها.
“اجتماعات الغرف الفندقية المغلقة” من وجهة نظر إصلاحية!
في لقاء جمعها بالمبعوث الأممي جمال بن عمر? أثناء زيارته لتعز? ربما أواخر نوفمبر الماضي? قالت المقطري إن قادة المشترك وقعوا على المبادرة واستمروا فيها لأن أيا منهم لم يسقط من أقربائه شهداء في الثورة? ولذا لا يشعرون بالألم والقهر الذي تشعر به أسر الشهداء. وهي تحدثت عن نزعة الإقصاء والاستحواذ على السلطة التي كشف عنها الإخوان المسلمون في تونس ومصر? وقالت إن الإصلاح يمارس النزعة نفسها داخل الثورة اليمنية. ما