عشرات الإصابات جرّاء اعتداء العدو الصهيوني على مسيرات داعمة للأسرى في الضفّة
شهارة نت – وكالات
أُصيب العشرات في الضفة الغربية المحتلة، مساء أمس الأربعاء، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الذي اعتدى عناصره على مسيرات تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال.
وقالت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني في بيان: “100 إصابة تعاملت معها طواقمنا في نابلس بمنطقتي حوارة وبيتا” شمالي الضفة.
وذكرت الجمعية أن إحدى الإصابات كانت بالرصاص الحي، و9 إصابات بالرصاص المطاطي، وحالة سقوط على الأرض، و89 إصابة بحالات اختناق نتيجة استنشاق غاز مسيل للدموع.
وشهدت أغلب مدن الضفة الغربية، مساء الأربعاء، وقفات ومسيرات تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، تحوّل بعضها إلى مواجهات على الحواجز العسكرية مع الاحتلال.
وتركزت المواجهات، مساء الأربعاء على حاجز حوارة جنوبيّ نابلس، و”بيت إيل” شرقيّ رام الله، وبيت لحم والخليل.
وقمعت قوات الاحتلال، مشاركين في مسيرة انطلقت قرب حاجز حوارة جنوبيّ نابلس.
واستهدفت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة، بقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ما أدى إلى إصابة نحو 50 مواطنا بالاختناق، ومن بينهم 3 صحافيين.
كما قمعت قوات الاحتلال، وقفة تضامنية مع الأسرى، في ساحة باب العامود في القدس المحتلة، ما تسبب بإصابة 3 أشخاص على الأقلّ، بحسب ما أفادت جمعية “الهلال الأحمر” في بيان، أوضحت فيه أن “إصابتين (وقعتا جرّاء الإصابة) بالرصاص المطاطي وإصابة بقنبلة صوت”.
وزعمت أجهزة الأمن الإسرائيلي، أن عناصرها تعرّضوا لإطلاق نار في كلٍّ من رام الله وبالقرب من حاجز الجلمة المحاذي لجنين، غير أنّ ذلك لم يسفر عن أي إصابات، وفق هذه المزاعم. كما لم يُبلَّغ عن اعتقال أي مشتبه بهم.
وردّد المشاركون في الوقفة، هتافات منددة باعتداءات الاحتلال على الأسرى، وعمليات القمع المرتكبة بحقهم، مطالبين العالم بالتدخل من أجل وضع حد لما اعتبروه “اعتداءات نازية يتعرض لها أسرانا البواسل”.
واعتدى جنود الاحتلال على الشبان المتواجدين في ساحة باب العامود بالضرب المبرح، وإطلاق القنابل الصوتية والغازية تجاههم.
وانطلقت، مساء الأربعاء، مسيرة حاشدة في رام الله، تنديدًا بالعدوان على الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
وجابت المسيرة شوارع رام الله والبيرة، وندد المشاركون فيها بعدوان الاحتلال الذي يستهدف الأسرى في مختلف السجون بعد نجاح ستة أسرى في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع.
وقمعت قوات الاحتلال، مسيرة سلمية منددة بعدوان الاحتلال على الأسرى، بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام المسيل للدموع وقنابل الصوت، صوب الشبان المشاركين في المسيرة، والذين ردوا برشق قوات الاحتلال بالحجارة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأشعل الشبان، إطارات مطاطية، وأغلقوا الشارع الرئيس واندلعت مواجهات في المكان، دون أن يبلغ عن إصابات.
وفي طولكرم، شارك المئات من أبناء المحافظة، مساء الأربعاء، في مسيرة حاشدة نصرة ومساندة للأسرى في سجون الاحتلال، في معركتهم النضالية الرافضة لانتهاكات الاحتلال التعسفية بحقهم.
وجابت المسيرة التي شارك فيها ذوو الأسرى، شوارع المدينة، ورفع المشاركون العلم الفلسطيني، وصور الأسرى، مرددين الهتافات الوطنية التي تؤكد وقوفهم مع الأسرى ورفضهم للمساس بهم بأي شكل من الأشكال.
ودعا مشاركون إلى هبة شعبية شاملة في كافة المحافظات، لمساندة الأسرى ودعم صمودهم، ورفع صوتهم عاليا في كافة المحافل الدولية لتوفير الحماية لهم والضغط نحو الإفراج عنهم.
وسبق المسيرة، وقفة جماهيرية وسط ميدان جمال عبد الناصر، بعد الدعوة إليها للنزول للشوارع دعما ومساندة للأسرى.
وقمعت قوات الاحتلال، مسيرة سلمية في بيت لحم، خرجت إسنادا للأسرى، ورفضا للإجراءات القمعية التي تمارس بحقهم.
وانطلقت المسيرة من منطقة باب الزقاق، مرورا بشارع القدس-الخليل الرئيس، وصولا إلى المدخل الشمالي لبيت لحم، حيث قمعها جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز والصوت.
وقال مدير عام نادي الأسير في بيت لحم، عبد الله الزغاري، إن ما يقوم به الاحتلال هو “حرب شاملة بحق أسرانا، وسياسة انتقامية تعكس حالة التخبط جراء الصفعة بتحرر ستة أسرى من سجن جلبوع”.
وأضاف الزغاري: “ما يرتكب جريمة بحق أسرانا وعقاب جماعي يسعى من خلاله الاحتلال للانقضاض على حقوقهم لسحب كل الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن هناك “دعوات للخروج في مسيرات ووقفات احتجاجية في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم في تمام الساعة السابعة، مساءً نصرة للأسرى”.
جاء ذلك بعد أن أشعل أسرى قسم 6 في سجن النقب الصحراوي (كتسيعوت)، النار في الزنازين، فيما أشعل أسرى في سجن ريمون، النيران في غرف بقسمَي 4 و5 في السجن.
في المقابل، تتزايد الخشية لدى مصلحة سجون الاحتلال، من فقدان السيطرة على الأوضاع في السجون.
وقال مكتب إعلام الأسرى، إن “حالة من التوتر الشديد تسود سجن ريمون في ظل القمع الهمجي المستمر بحق الأسرى والأوضاع هناك وصفت بالصعبة جدًا”.
وأضاف: “حتى اللحظة الأسرى أحرقوا 7 غرف بشكل كامل و4 غرف بشكل جزئي في سجن النقب وغرفا في قسمي 4 و5 في سجن ريمون”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحركة الوطنية الأسيرة النفير العام والتمرد على كافة قوانين مصلحة سجون الاحتلال، في حال استمرار الإجراءات القمعية والعقابية المتخذة بحقهم لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد تمكن ستة أسرى تنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن الجلبوع؛ فيما يستعد أسرى حركة “الجهاد الإسلامي” لخوض إضراب عن الطعام، بدءا من الأسبوع المقبل.
من جانبها، طالبت هيئة شؤون الاسرى والمحررين “المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التحرك الآن وفورًا لوضع حد للنازية الإسرائيلية التي تمارسها إدارة سجون الإحتلال ووحدات القمع في هذه اللحظات في سجن النقب الصحراوي”.
وحذرت الهيئة “من الصمت الدولي المعيب”، مشددة على أن “استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حرب حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة الأسراى لن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها، ولن نقبل بتحويل الأسرى إلى فريسة لتغطية حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية على إنكسارها أمام بطولة وعزيمة 6 أسرى، كسروا المنظومة الأمنية لأكثر سجن تغنت بتحصيناته إدارة السجون”.
وتأتي إجراءات الاحتلال كعقاب جماعي للحركة الأسيرة بسجون الاحتلال، وذلك بعد أن تمكن ستة أسرى من محافظة جنين، من تنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن الجلبوع، فجر الإثنين الماضي، عبر نفق تمكنوا من حفره.
والأسرى الستة هم محمد قاسم عارضة ويعقوب محمود قدري وأيهم فؤاد كمامجي ومحمود عبد الله عارضة (“الجهاد الإسلامي”) وزكريا الزبيدي (“شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح”) وجميعهم من جنين.
وشارك المئات في جباليا شمالي قطاع غزة، مساء الأربعاء، في مسيرة دعت إليها حركة حماس، تنديدا بالإجراءات بحق الأسرى.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وردّدوا هتافات تضامنية مع الأسرى.
وقال الناطق باسم “حماس”، عبد اللطيف القانوع، إن “الشعب الفلسطيني جاهز للالتحام مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، في معركتهم لتحقيق مطالبهم وكسر سطوة الجلاد”.
وأضاف القانوع، على هامش المسيرة، إن المقاومة “لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بالاستفراد بالأسرى الأبطال وتشديد معاناتهم”.
وقال داود شهاب، القيادي في “حركة الجهاد الإسلامي”، إن الشعب الفلسطيني موحد في الدفاع عن الأسرى وحمايتهم، وإن قضيتهم محل إجماع وطني.
واعتبر شهاب، في كلمة له، أن إجراءات السلطات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين بمثابة جريمة لا تغتفر، وعدوان لا يمكن المرور عنه.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى الانتقام من الأسرى وعقابهم جماعيا.
وأضاف: “خلف الأسرى شعب ومقاومة، ومقاتلون لن يغمد سيفهم… الشعب الفلسطيني لن يترك أسراه خلف القضبان”، بحسب وكالة “الأناضول” للأنباء.
ويقبع 4 آلاف و850 أسيرا وأسرة فلسطينية داخل السجون الإسرائيلية، في معاناة كبيرة جرّاء انتهاكات يتعرضون لها.