قائدُ الثورة اليمنية في خطابه الأخير.. وعدٌ ووعيد
بقلم/ إكرام المحاقري
بدايةً بالفعل المضارع الذي وصف واقع الصمود اليمني في مواجهة العدوان، وبالتأكيد بأننا سنحرّر بلدنا ونستعيد كُـلّ المناطق التي احتلها تحالف العدوان، والمستقبل واعد سنضمن فيه لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لاحتلال أَو وصاية، وبلسان الشعب الصامد شعبنا سيكون حراً عزيزًا وليس متسولاً عند آل سعود وآل نهيان، وفي رسالة عميقة ذات أبعاد لجميع الأطراف العربية والدولية، وإلى من يفهم الرسالة بالخط العربي العريض (سنكون حاضرين للتكامل مع أحرار أمتنا في كُـلّ القضايا الكبرى).
هذه ليست مُجَـرّد عناوين للبدء، بل إن المرحلةَ الحاسمة لنهاية تواجد الاحتلال قد بدأت، خَاصَّةً في محافظة مأرب والتي أصبحت قابَ قوسين أَو أدنى من التحرّر والعودة ضمن المناطق الحرة والتي يسيطر عليها الجيش اليمني الوطني حقاً واللجان الشعبيّة الأبية، وهذا ما أكّـد عليه السيد القائد في خطابه الأخير، حين طرح الأوراق الأخيرة على طاولة يمنية دعا من خلالها إلى مراجعة وثيقة السلام التي تبناها الوفد العماني وذلك قبل فوات الأوان.
كانت المناسبة كفيلةً بأن توضح للعدو الوضعَ اليمني الذي يحمل البصيرة والجهاد والعمل ضمن أولويات حقوق الشعب واستقلال الوطن، لذلك فقد توجّـه الخطاب للطغاة في العالم وللأقزام في دول الخليج والذين تاهوا في خضم اللعبة الصهيو أمريكية في المنطقة كأدوات متورطة لا ينفع معها التعقيم لشدة قذارتها.
فحين تحدث السيد القائد بأنه “لا يمكن أن نسكت وشعوب أمتنا تظلم وتستباح”، هنا يجب على قوى الاستكبار مراجعة الحسابات، ليس بحق اليمن فقط، بل بحق المنطقة بشكل عام، كذلك على العدوّ الصهيوني مراجعة موقفه الأعمى بتواجده في الأراضي اليمنية، فلن يقف الصراع عند حَــدِّ الجغرافية اليمنية بل ولن ينتهي فيها، وهذا ما أكّـد عليه محللون سياسيون وخبراء عسكريون في أكثر من مناسبة، فالقضية المركزية للأُمَّـة هي من ستحدّد حدود وجغرافية الصراع العربي الإسلامي الصهيوني، وهذه رسالة واضحة للعدو.
زمن الاحتلال والعربدة قد انتهى وولى معه زمن الاستكبار، وقريباً ستذهب الأزمات المصطنعة في مهب الرياح، فالمؤكّـد أن تحرير محافظة (مأرب) سيغير المعادلات بشكل عام بانتهاء تواجد أهم التنظيمات الإرهابية في اليمن، وكل شيء وارد بوضوح في رسالة السيد القائد التي وجهها لنظامي العمالة السعوديّ والإماراتي، وهي رسالة واضحة أَيْـضاً لقوى الاحتلال الأجنبية في المنطقة.
هي ثورة الإمام زيد التي تتجدد، وهي تعاليم القرآن وقضية الإسلام، وهي مواقف ليست غريبة لمن عظم الله في نفسه ليفقه ويعي خطورة الألعاب السياسية والتحَرّكات العسكرية للعدو، فالصمود والمواجهة كانا وما زالا الخيار الوحيد للشعب اليمني ولكل الشعوب المقهورة، ولن يحصد العدوّ غير ما حصده نظام العمالة لشاه في إيران، وقطعان المعارضة السورية، والأذناب التعساء الذين حاولوا تدمير لبنان والعراق!! هو الهوان لا غير.. والأرض العربية ستبقى حرة وكرامة الإنسان مصانة طالما ومحور المقاومة في مواجهة العدوان، وإن غداً لناظره قريب.