«أكمة الصرور للصروريين»!
رفع أبناء ” أكمة الصرور ” مؤخرا?ٍ شعار: ” أكمة الصرور للصروريين” ? وأكمة الصرور تتكون من بيوتات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة .. وعدد سكانها لا يتعدى الألف نسمة بقراشهم من (البقر ? والغنم ?والكسب ? والدجاج ? والحمير ? والأدمم والكلاب ? والعز?يقة “الثعالب”) أما طريقها الذي يربطها بالمديرية فلا يستطيع ضلف حمار أن يطأها دون أن يتعرض لكارثة الانزلاق والرطم ? ومن ثم التكسير فالتجبير والتبخير لعدم وجود المشافي والمراكز الصحية فيها .. فضلا?ٍ عن تعرض الأكمة للقحط ? والجراد ? والكارثة الكبرى دخول البنطلون ” الجينز” الى القرية .. ومنذ ذلك اليوم المشؤوم ارتفع صوت المسجد الوحيد في القرية ينذر بالهلاك المستطير ?بسبب زوجة حسن الكعدة أول من لبست الجينز هي وبناتها ? وتخليهن عن “الشتارة”(1) ومن ثم فنجاة الأكمة لن تكون الا بصلاة الاستسقاء والدعاء المتواصل ? وفتوى طنانة تقصف ظهر مرة الكعدة لأنها أغضبت الأرض والسماء .
(2)
سكان أكمة الصرور على قلتهم يقطنها كل الفئات العمرية ? فكبارات الأكمة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة : عبدالواحد البصير ? وأحمد سيف ? وحمامة دحان ? وزعفران الص?ْلعة ? وعلوان داقف? وجميعهم أكل الدهر على بصرهم واسماعهم ? وحركتهم ? فيتعرفون على الناس أحيانا?ٍ من أصواتهم ? وأحيانا?ٍ بالروائح .. اضافة الى قلة قليلة من الشباب يتحصنون بأعمدة المسجد ويجاهدون من أجل أن يدخلوا حمامة دحان ورفاقها العجائز الإسلام بعد غيهم ومعيشتهم على موروث الجاهلية الأولى خصوصا?ٍ مقولتهم الدائمة في الشدائد ” ألا يا باهوت ? لك درزان شمع ” وكذلك “الحروز” المعلقة بباطن ملابسهم .
أما الأطفال فشغلهم الحشود لعمل مسيرات الاستقلال الذاتي وتقرير المصير وشعارهم المقدس : ” نعم لأكمة الصرور” لا ” لأكمة العكابر ” التي انشقت مؤخرا?ٍ عن الصرور ? ثم توحدوا تحت شعار ” العكبار والصرورة يد واحدة ” تحت علم واحد ” الحجنة والشريم” .
(3)
الأكمتان استدعتا رموزهما في الحركة الثورية للكفاح المسلح ? ثم عهد الوحدة ? ثم الانفصال ? ثم الوحدة ? والآن الإنفصال المسلح وطرد المحتلين وتقرير المصير .. وقد احتكم الصرور الى رمزهم “علي بن م?حجن الثقفي ” كونه المناضل الجسور وبطل التوحد ? فضلا?ٍ أنه ينتمي الى العرق المقدس (آل البيت ) وكان أهل اكمة الصرور الى قبل يومين يعتبرون آل البيت هم من ينتسبون الى الدار الكبير أول دار أدخل الزهنقة الى المفرج العلوي ..
أما العكابر فاستدعت رمزها أيضا?ٍ أسمه “علي سبولة الص?ْرع” وهو من عامة شعب العكابر فلا يملكون دارا?ٍ بجدران منقوشة ? وما يمتلكونه سوى جدران ” الص?ْعد ” المليئة بالسخام الأسود .
(4)
حمامة دحان : صرخت في وجه العكابر والصرور .. على ايش تقاتلوا ?كل من العليين جن وطهاشة ناهشة ? كملوا يقرطوا الد?ْخن والسبول ?وحولوا الأكمتين جربة لهم والعيال .
(5)
كلا الأكمتين والى قبل سنوات كانتا بيتين متجاورين ? يتزاوجون من بعض ? فهم أبناء عمومة وخؤولة ..الخ لكن في غزوات تحرير المصير بدأ فرز الأصول والأنساب وتراث السلف والعرق الأصلي النقي من العرق المختلط والمليء بالشوائب : من ينتمي الى جدران (آل البيت) أو من ينتمي لجدران (الديمة/الصعد) المليء بالحطب والدخان انها غزوات الهوية للصرور والعكابر ? من أسبق الصرورة أم العكبار ? فماذا يقولون :
بيت الق?ْرق?ْرة تقول انها سكنت أكمة الصرور من قبل 544سنة ولذا هم الأصل ? و بيت ” الي?ْب?يب?ْي? ” تدعي ان لها الحق المطلق ? فهي الأسبق بسنة 545
ولذا فلها كل الأحقية أن تستوطن الأكمة ? بل والأكمتين معا?ٍ .. فتصارعا ? وتقاتلا لعشرات السنيين من أجل من هو الأصل ? من هو الأول الذي سكن وعم?ر اكمة الصرور ? وأكمة العكابر ?
رد شيخ المسجد ? وقال لهم ? هل تحتكمون لشرع الله ? ردوا : ونعم بالله هات ماعندك ياشيخ حمدان الق?ْفل ? قال بثقة : الأصل يا أخواني في الله لمن يحفظ القرآن كله . الأصل لمن عم?ر المسجد بالصلاة والدعاء والاستغفار ونشر الدين على كل الأكمات .. إذن فالأحقية لنا في امتلاك الأكمتين ? بل والأكمات الأخرى مثل أكمة” العرادن ” وأكمة النسور ? وأخيرا?ٍ أكمة “الجعانن” البعيدة ? نعم من حقنا أن نمتلكهم بناسهم ? وشجرهم وحجرهم .. أما أنتم يا من تحفظون سوى جزء عم ? أو ما تيسر من السور القصار ? فلترحلون وتنفوا من الأكمتين الى خلف الجبل عند أكمة ” الشيطان” ? على أن نستضيفكم في المناسبات الدينية والوطنية .
رد حكيم الصرور سلطان الغ?ْر?اب ? وقال ” المخلقة هي الحل ” ? ستجدونها في الورقة الأخيرة للختمة التي سجل الآباء والأجداد مواليدهم ? فهي الفيصل لمن ستؤول الأكمة لتصبح أكمة مستقلة بذاتها ? وذات سيادة مطلقة ..
انفض من الاجتماع مهيوب العكش? وقال ” والله ماكانت ولا سبرت ” نحن والعجائز اين مقامنا في وطن الأكمة الانفصالية الجديدة ? فنحن الذين خلقنا في سنة الجوع ? وعام الحصبة ? وسنة الطيارة ? والطاعون ? والجدري ?