خريف الجسد و رفض الانثى المرتد نحوها
صوت فرات اسبر الابدي
بعيدا عن كل ما يمكن ان يقال تحت مخيم مصطنع لمدارس النقد المتنوعة التي نأت بالانسان و ابقت على الادوات النقدية كضرورة حتمية لقياس ابداعه بشكل آلي خاضع لتلك الادوات اكثر مما للانسان من حق في البقاء يظل الشعر احد اشكال التعبير الامثل عن وعي الانسان الاجتماعي و من خلاله ينعكس الفعل على المفعول به في حين يظل الفاعل هو الناطق الاعلى بلغة الوجود و التواجد لمن قوي على علاقة الصراع و كانت له الغلبة لذلك لم يكن بدا من ارتداد المفعول به الى النواح قرب ما تبقى له من خرائب فهو خياره اللصيق لصيق شهيقه و زفيره كدلائل على اشغاله حيزا من الوجود و له كتلة (و هي للاسف دلائل فيزيائية بحتة تقاس بها المواد الصلدة و الغازية و السائلة كما هي ادوات النقد المحجمة للخيال و الفكر وفقا لفلسفتها القياسية المجردة) ازاء نفي الفاعل الآمر الناهي بإقصائه عن ساحة الفعل و الادراك تماما.
و كحاصل لاجتماع الاثر الانساني مع مقاييسه الفاقدة لمرونتها مثل كل قانون رياضي يغترب المتلقي خارج لعبة النقد و الابداع و بدلا من ان يصبح النقد اداة لفهم النص يتحول الى سور يلقي بغير حاملي لافتة القانون الفيزيائي خارج حصنه المنيع.
لابد ان تفتقد كل القوانين في حضارة الاقوى لجمال المرونة و الانسانية فهي وليدة احد اطراف العملية لولادة الانسان و ليس ثنائيته و مادام مبعث الدفء و الجمال مبعدا عن مصنع انتاج الحضارة البارد الصلد المذكر جفت الاقلام و رفعت الصحف و حل اللون الواحد محل تدرج الالوان في موشورها القادر على اخراج ماخفي منها من قبل الكائن الموهوب = المرأة.
أرى جسدي?
يمضي ذابلا
يحصي خريفا
وراء خريف
ليس هنالك من توقد اعظم من هذه الابيات يلقي بانعكاساته المضيئة على عتمة انطواء الانثى مقتلعة عن ثرى انسانيتها امام ابصار و بصائر البشرية و قد حل الخريف في مجتمع معولم يحكم المرأة و يحكم عليها من خلال مواسم تشييئها فهي ليست سوى ظل لانهمار الفصول على سكونها و موتها المسبق عدا ما كان لها من ربيع فائت استهلكته السلطة الذكورية و منحته جواز مرور مؤقت تنتهي صلاحيته بانتهاء الذكر منه.
أجسادنا
يا ربعنا الخالي
يا هذه الصحراء
لا شمسا?ٍ
أرى
ولا قمرا?ٍ
المكان لم يمنحنا المكان
لا يتفق ان يعطي المكان مكانا لغير مواطنيه و لانها تحمل جواز مرور مؤقت تنتهي صلاحيته بانتهاء صلاحية الجسد للاستخدام من قبل الفاعل الذكر فمن المعقول جدا ان يكون الجسد مجرد صحراء خال من الحياة منفيا و نافيا لما حل به راثيا مستنكرا جور المواسم و الفصول مستشعرا من خلال بصيص النبض الانساني داخله حجم الظلم الذي احاله الى بقعة خربة او صحراء اسمتها الشاعرة بالربع الخالي.
الأجساد تلمع? ببرق الرغبات.
نزف إليها أوهامنا?
ثوبا يشف?ْ عن نجوم لا تنام
النجوم لا تنام فقط لان الانسان لا يتمكن من رؤيتها ..انها موجودة و هائلة الحجم و الغاؤها ينم عن محدودية الفكر السلطوي الذكوري الذي يرى الاشياء حسب انعكاس بريقها على عدسة عينه (و هذه ايضا نظرة فيزيائية صرف قاسية قسوة ما يقاس بها من اشياء) مع انكاره تماما (و هنا يتعاظم التناقض في سلوكه ازاء الكيان الانثوي) انه قد احصى الافعال المطلوبة من هذا الشيء المكنى بالجسد الانثوي و ليس (الانسان_المرأة) و ارغمه على النفي سلفا بتوقيت مدة و تأثير افعاله الممنوحة له بموجب السلطة المطلقة.
نصلي بقدم واحدة?
نحن الذين فقدوا أجسادهم في معارك الحب الطويلة.
مجنونان?
بلغا الرشد في ساعة متأخرة.
لم يعد هنالك سوى الاشلاء و نصف صلاة تفي بالغرض لمن اعاقته الحرب عن بلوغ مجمل قدراته الحركية و مثل هذا المعوق المنفي ليس سوى مجنون حين تتضح له الحقائق و يرى ان الحب يتطلب النضوج الفكري ليتم فصوله جميعا و يقطف ربيعه الابدي نائيا عن فعل السلطة مناوئا لها واقفا على الضد منها يشع بما اوتي النجم من قوة في سماء هي ملكه قبل ان تعمى عنه العيون و تجبره على الرحيل و هو الذي يرى الارض من عل و ينيرها بصبر و تأن تعرفه المرأة اكثر من اي مخلوق اخر.
جسدي جاء معي? لكنه ظل هناك
منذ عمر وأنا اكتب?ْ بيدي العرجاء.
كم تحمل من جنون يا جسدي!
تبدو خريطة التناقض و النفي واضحة في هذا المقطع حد تجسيمها و تحميلها إثم الجنون فمن ذا الذي يحارب السلطة بوجوده فحسب دون سلاح عالما بجحود الاعتراف السلطوي بابعاده الثلاثية التي تعكس ظله على الارض?.
بكاء الموج
زبد?َ أبيض?َ
على جسد الصخور
هكذا تصرخ الأسماك في جسدي.
ان البحر يبكي زبدا و قد احيل صراخ الجسد الى فعل متوار خلف وجود الاسماك.
هنا يبلغ الالم قمته فالكائن كأنه قد بدأ يصدق ان لا وجود له فعلا و ان الزبد لا قيمة له ان كان حقا دموعا لبحر عظيم.
يسحبني إلى الضوء
كفراشة
هو? جسدي يحب النار
الوجود و اعلانه معضلة المرأة و ما يقابله من انكار و استنكار لانسانيته و قد يكون الضوء هو اشارة