عن الرئيس هادي.. والأئمة المجمهرين!
قرارات عاصفة أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي دفعة واحدة ,ولسان حاله: رضا الجميع غاية لا تدرك, ولابد من قرار.
المؤتمر-حزب الرئيس هادي- مستاء ويعتقد أن القرارات تعمل في مرضاة “طرف واحد”, والإصلاح يتهكم ولا يرضيه شيء ويهاجم هادي: “يعين أصدقاء نجله جلال”!! هكذا قالوا.
الأخطر في العاصفة التي لم تبرد هو أن اللواء علي محسن الأحمر يكسب لوحده.. دائما وفي كل الأحوال ولا يطاله قرار. ذهب الرئيس علي عبدالله صالح وسلم السلطة وحزبه سلم الحكومة وأبرز حلفائه ومقربيه مدنيين وعسكريين “يتناكعون” واحدا?ٍ تلو الآخر, إلا علي محسن وأولاد الأحمر .. لا شيء عليهم, لماذا? يتساءل الملاحظون عن كثب وعن بعد في الملعبين.. وحتى رجال علي محسن محميون ولا يطالهم قرار عاصف, لماذا?
بالأولى كان الانشقاق العسكري الهدف الأول لقرارات التسوية الوفاقية, حكومة ورئاسة.. مبادرة وآلية. بقي الانشقاق ورجاله ولم يقربهم أحد. وراحت طاحونة التغيير تلاحق القادة والمسؤولين في الجهة الأخرى, تماما?ٍ –يقول فصحاء المؤتمر: كما أراد ويريد علي محسن وأولاد الأحمر وحزب الإصلاح, لماذا?
الرئيس هادي في وضع صعب ويحتاج إلى الدعم والمساندة.. ليس من اللائق تركه عرضة لنقمة الإصلاحيين والمؤتمريين معا?ٍ.
وربما كان من اللائق بالرئيس هادي –التوافقي- الآن أن يمتحن الجنرال الثعلب بقرار يطير به من قيادة الفرقة والمنطقة الشمالية الغربية إلى منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون المدرعات أو شيء من هذا القبيل, ما الفرق?!
علي محسن خرج مساء السبت متكلفا?ٍ دهاء أزيد مما لديه, ويعلن للمرة العشرين استعداده للتنحي, ولا يتنحى, وللمغادرة, ولا يغادر, وكأنه يضع اللوم على الرئيس هادي شخصيا?ٍ أسوة بالغرماء الآخرين الناقمين ولكن بطريقة علي محسن: (لو أصدر الرئيس قرارا بنقلي أو إقالتي لما عارضته وسأنفذه دون شروط). هكذا إذا?ٍ?
أظن بأن الرئيس عبدربه منصور لن يجد فرصة أفضل من هذه للتخلص من عناء الأضداد واختبار مدى جدية ومصداقية علي محسن بقرار لاحق عطفا?ٍ على سابقاته بنقل علي محسن من حالة التشفي وصرف الكلام إلى التطبيق العملي وتنفيذ قرار رئاسي يحرر الفرقة من الإمام الأبدي ويثبت للجميع أن اليمن أكبر من اللواء وأن التغيير ماض?ُ في طريقه.
تجربة يجب خوضها, بعد أن جرب اليمنيون كل شيء إلا هذه: خبرة عملية تضع أولاد الأحمر وعلي محسن الأحمر تحت القانون لا فوقه وتبرهن لليمنيين –مرة واحدة- بأن جميع اليمنيين سواء في نظر السلطة وأمام هيبة وحزم الدولة السيدة. هل هذا كثير?!
إذا لم نحصل على فرصة كهذه الآن فإننا موعودون بالجدب والقحط وانعدام الثقة مطلقا في أي شيء أو أحد, ولن نحصل عليها أبدا?ٍ في المدى القريب والمنظور.
ثمة ثمن لتسوية الحساب –يمنيا?ٍ- ولابد من دفعه في جيوب اليمنيين, هذا الثمن ليس أقل من مخاطبة وتناول مراكز القوى ورؤوس الإقطاع وأئمة الزمن الجمهوري بقرارات (عاصفة إذا لزم الأمر) تجيب على رغبات وتضحيات وهتافات اليمنيين اللاهجين بالتغيير, التغيير الذي لا يتحاشى المرور بقلعة الحاكم العسكري في تبة سواد حنش وقلاع المشايخ الحمر والحكام الدينيين وسراق المنابر وباعة التضليل بالتجميل والتجهيل.
يستطيع, لا.. بل من واجب الرئيس عبدربه منصور أو أي رئيس قادم يطمح إلى ملامسة طموحات اليمنيين, أن يودع في مصرف وجيوب اليمنيين ثمنا?ٍ بسيطا?ٍ –وقيما?ٍ- كهذا, وبما أن العجلة قد دارت والقطار يتحرك فإن هذا هو الوقت المناسب والتوقيت العبقري السانح للسباحة مع التيار والتحصن بالعاطفة الشعبية المشبوبة بالتغيير لإجازة القرار.. واستخلاص اليمن من أيدي الإقطاعيين ووضع حد لتسلط الإقطاع وسلطة الأئمة المجمهرين –الأسوأـ بلا حدود من أئمة بيت حميد الدين (عفا الله عنهم).
الفرصة سانحة وفي متناول هم?ة وعزم الرئيس التوافقي.. وليس سرا?ٍ أنهم يتحينون الفرص لاحتوائه والإحاطة به, وإذا هو أمهلهم فإنهم لن يمهلوه, وسنشعر بالصدمة والفجيعة إذا لم يكن الرئيس قد توصل إلى هكذا خلاصة و…قرار.
* صحيفة (اليمن)