لا تخافوا على اليمن
•• لست خائفا على اليمن..
•• ولست متشائما بصدد مستقبله.. بالرغم من الأوضاع الأمنية.. والسياسية.. والقبلية التي تسوده الآن.. وبالرغم من حالة تنازع السلطة السائدة الآن بين زعاماته الظاهرة في السلطة.. أو المؤثرة في الحياة العامة.. أو المتوارية عن الأنظار..
•• أقول إنني لست قلقا على اليمن بالرغم من كل ذلك? لأن الإخوة في اليمن.. لن يجدوا ــ في النهاية ــ خيارا أفضل من أن يتعايشوا مع بعضهم البعض? بعد أن أصبحت بلادهم «شبحا».. أو «هيكلا» عظميا لدولة لم يبق لها ما تقوم عليه أو تستند إليه.. إلا ذلك التاريخ المشرف.. والأصالة الحقيقية والقيم الإنسانية المؤثرة.. وإلا فإن الاقتصاد شبه منهار.. والأمن مضطرب.. والشكوك ضاربة حتى بين أبناء البيت الواحد.. والأحلام لم تعد كبيرة كما كانت في الماضي? في أن تصبح بلادهم ذلك النموذج الأمثل للديمقراطية.. والتنوع والتعددية وبالذات بعد أن أدركوا جميعا.. أن السياسة وهم في أكثر الأحيان.. وأن سد رمق الجوع «أولا» كان ولا زال ويجب أن يستمر هو المطلب الأول لأي شعب يتطلع إلى أن يعيش حياة كريمة.. وهانئة.. حتى يبدأ في المطالبة بما هو أبعد من ذلك? في ظل السياسات الواقعية التي كان اليمن يحتاج إليها في الماضي..
•• اليوم فقط.. بات الناس هناك متأكدين بأن عليهم أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم.. وأن مصيرهم ومستقبلهم لا يمكن أن ينهض إلا على أسس من هذا التفكير الواقعي? وذلك ما يجعلني متفائلا بعض الشيء..