القوى اليمنية .. إلغاء الأخر حاضرا?ٍ … هل سينتج عنه صراعات مستقبلا?ٍ ?!!!
عند ما نقراء الوضع الراهن في اليمن نجد أن القضايا كثيرة? والعقبات عديدة? والرؤى متنوعة? والأفكار مختلفة? والأهداف متضاربة? والأطراف متشددة في الرأي? وكل طرف منهم يريد إن يتمسك بقراره ومكانته? ولا يريد إن يعترف بالأطراف الأخرى بتاتا?ٍ إلا في إطار تلبية بعض الاتفاقات السياسية المحددة التي تحقق أهداف ومصالح كل طرف? والتي سرعان ما تنتهي بعد وصول كل منهم إلى هدفه ومبتغاة .
وبكل الأحوال نتج عنه وضع سيء يسوده فساد مستشري? وإدارة معطلة? وارض مسلوبة? ووطن مهدوم? وقانون منتهك? وطرق مقطوعة? ومرافق عامة مغلقة? وخدمات غائبة? ووظائف مغتصبة? وقيادات تتصارع? وشباب يقتل? ومقدرات تهدر? وثروات تنهب? ومواطن يعاني? وأحزاب وتيارات وقوى تتحالف وتتصارع? تتحاور وتتحارب? تعتصم سلميا وتتسلح? توقع على التهدئة وتأجج? تتوحد فتقصي من توحدت معه? تتفق على شراكة فتنفرد? وبدون جدوى ولا نتيجة ولا خير فيها .
وكل طرف في الساحة السياسية بشكل عام يعتبر نفسه الأوسع شعبيتا?ٍ? والأكثر وطنية? والأكبر تنظيما?ٍ? والأقوى نفوذا?ٍ وقرارا?ٍ? والأحق في الحكم والسلطة? ويغني ويغرد بالإصلاحات والتغيير على هواه? ويرى في نفسه انه سيحقق مطالب الشعب? ويهتم بمصالحة? ويحترم حقوقه? وانه صاحب الرؤية الاقتصادية الأعظم في تاريخ اليمن إلى حد أنهم أصبحوا مغترون بأنفسهم بشكل فضيع جدا?ٍ .
كما يوجد هناك أطرافا?ٍ تعتبر نفسها مستقلة سياسيا?ٍ ترفض الأحزاب وتطلق عليها بالخائنة والعميلة? وأحزاب رفضت الشباب المستقلون واعتبرتهم أصحاب فوضى وعشوائية? وحراك رفضهما واعتبرهما متآمران على قضيته الجنوبية? وهم رفضوا الحزب الحاكم لكونه يمثل الفساد وغير قادر على تلبية مطالب الشعب .
وهناك أطراف رفضت مطالب الحراك الجنوبي واعتبرته مخططا?ٍ استعماريا?ٍ? وهكذا كل منهم يرفض الأخر ويحاول إقصاءه بشكل أو بأخر? وفي نفس الوقت يحاول كل طرف منهم إن يتحفظ بمخططه الحقيقي نوعا ما في المرحلة الحالية إلى ما بعد سقوط النظام? وهذا هو المخطط الأخطر الذي يهدد امن واستقرار اليمن في المستقبل .
وحتى في إطار كل حزب وتيار ومكون سياسي و..و..? توجد عدة رؤى وتوجهات وجماعات مختلفة فيما بينها? تتصارع بكل ما أوتيت من قوة في سبيل السيطرة على الأخر والانفراد بالقرار? وعزل الأطراف المناوءون لهم? والإيقاع بهم? وباتت خلافاتهم ملموسة للجميع بشكل اكبر? ومن حدتها وصل بعضها إلى حد العراك بالأيدي? والاشتباك بالعصي? والمواجهة بالسلاح ….
ولكن سرعان ما تختفي هذه الخلافات عند مواجهة النظام القائم فقط? فهم لا يتفقون على القواسم الايجابية المشتركة فيما بينهم لوضع رؤى مستقبلية لحل قضايا اليمن العالقة? الأمر الذي يجعلنا لا نطمئن لهم في المستقبل القريب فيما إذا سقط نظام صالح بشكل كامل? وأصبحوا بدون هدف يتفقون عليه? حينها ستبرز خلافاتهم على السطح وتصبح صراعاتهم سياسية? دينية? مناطقية? حزبية ….. أكثر منها وطنية .
في الحقيقة إن الأطراف والقوى السياسية الموجودة في اليمن مهما اتفقوا على مصالح معينه فهم في الأخير كل طرف يحاول إن يلغي ويقصي الأخر بكل الوسائل والأساليب? والإيقاع به في فخ السياسة الهوجاء التي أصبحت لا تعرف لا وطن ولا شعب والكل يعتبر نفسه الأقوى والأفضل في الساحة السياسية .
ولهذا السبب يحاولون تجاوز أهم خلافاتهم حاليا?ٍ إلى مرحلة ما بعد سقوط نظام صالح حتى يتسنى للقوي فيهم الإطاحة بالأخر وإخراجه عن اللعبة السياسية? لان كل طرف منهم حاليا يعتبر نفسه الأقوى فيما إذا سقط النظام ….. وحينها قد تنشب صراعات أكثر خطورة على اليمن من الصراعات القائمة حاليا?ٍ .
وإذا كان غير ذلك? فلماذا لم يتفق المطالبين برحيل النظام على رؤية واضحة لحل القضية الجنوبية ومعالجة مشكلة صعده إذا كان يهمهم المصلحة الوطنية العليا ? أم أنهم بدون رؤية وطنية إستراتيجية لمعالجة قضايا اليمن مستقبلا?ٍ ? أم أنهم يخططون للقضاء على مطالب بعض القوى الشعبية عند وصولهم للحكم بأساليب قمعية ?!!
ولماذا لم يتوحد المعتصمون في ساحات الحرية والتغيير على أهداف إستراتيجية وطنية موحدة ? ولماذا لم تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير في الساحات طالما هم ينشدون بها ? ولماذا الاعتداءات على الناشطين والإعلاميين والحقوقيون في الميادين مستمر ? ولماذا الصراعات على زعامة منصات ساحات التغيير يتزايد ?!!
ولماذا لم يقبل الشباب بالأحزاب ? ولماذا لم تقبل الأحزاب بالشباب ? ولماذا لم يقبل الشباب والأحزاب بالحراك والحوثيون كـ “أصحاب” حق وفق المواثيق والأعراف الدولية التي ينادونه بها في ثورتهم ? ولماذا لم يقبل الحراكيون والحوثيون بالأحزاب السياسية ?!!
فما الذي نتوقعه من كل هذه القوى بعد سقوط النظام كليا ? هل ستنتهي المصالح وسـ “تبدءا” الأحقاد ? هل سيظلون في حالة صراع دائم ? هل سيعيد الوضع نفسه في إنتاج تيار حاكم متشدد متسلط يحكم اليمن في المستقبل ? أم ستأت