المضي ببطء نحو الغضب
عندما يبدا الجدل حول اجندة “الحوار” بين الاقطاب المتعددة في اليمن, يشعر الناس بالقلق, فكل الاطراف يستندان إلى ترسانة من النفوذ والمال والخ?ْطب, ويأتي على رأس تلك الخطابات: الثورة, والقضية المثير للجدل دائما?ٍ: القضية الجنوبية, لترافقها قضايا ايضا?ٍ هامة.
وحدها الساحات, سيكون على الجميع التعامل معها, بحذر, وكثير من التعمق في التفاصيل الكبيرة والصغيرة التي افرزتها الحالة الثورية, ومستقبل الساحات? يظل سؤلا?ٍ يعجز الجميع عن الإجابة عنه بقطعية مقنعة, ومهما كان الأمر تاليا?ٍ فإنه سيكون جديدا?ٍ للمواطن العادي, والمرابطين معا?ٍ.
بمجرد إطلاق العنان للأمل, ان “الثورة صنعت التغيير الحقيقي”, سيكون علينا جمع ادواتنا الصغيرة وتوضيب خيامنا وتنظيف شوارع المدن, لنصنع نضال جديد في مكان اخر, بعد عام ونيف من تشكيل واقع جديد للبلد, بالاستناد إلى ذلك فقط نكون سربنا مجددا ملامح المجهول الى اجيالنا, فهناك الكثير ما زالنا لم نستكمل بناءه بعد.. اجزم انه الانسان اليمني العادي, الذي تحمل تكاليف المرحلة, منفردا?ٍ.
الاطراف السياسية هنا, رفعت من رأسمالها بثقته المواطن بهما وبوجودهما كشيء جديد في الحياة اليومية, إطراف تتحدث عن المستقبل وهي تعلم يقينا?ٍ أنها تمارس تلقين الخوف, رأسمال سياسي, لكنهم جميعا?ٍ يعتزمون ألان إنفاقه ببذخ عجيب, ومنقطع النظر, دون أن يتركوا اثر جديد في قلوب الناس.
والمفارقة تكمن في أن الشارع انزلق إلى مشاكلة, ويطالب بحلها, ولم يعد يهتم كثيرا?ٍ بشان السياسية واربابها, وما يعلنه التلفزيون التاسعة مساء?ٍ, وكمثل : طغت قضية ارتفاع تعرفة ” المشتقات النفطية”, على عصيان ضباط كبار قرارات جمهورية اصدرها الرئيس الجديد جدا?ٍ” عبدربه منصور هادي”, ولعله محل أمل, لكنه بداء يتضاءل, بوجود طرفي يرسمون الواقع بلون ابيض واسود, دون أن يتركوه يشاهد الواقع بالألوان الطبيعية, وينظر من زجاج نافذته سيارته المصفحة, من يصطفون لشرح مظاليمهم, امام الوزرات المؤسسات وما اكثرها اليوم.
في المقابل تماما?ٍ, وان كان في زاوية ثابته, يسعى حميد الأحمر إلى تخطى الحدود المعتادة على أصعدة مختلفة, أهمها انه يمتع بنفوذ أسطوري وسط المعارضة, قليل من القبول بين الثوار, هذا من دون الالتفات إلى انه رجل سياسية وأحد ورثة “زعامة قبيلة حاشد” ويعد أثرى رجال المعارضة, وتاجر ذو نكهة مختلفة, مع ذلك ليس حليفا?ٍ جيدا?ٍ للشارع, وليس من الوارد أن يتزعم موجة التغيير حتى النهاية, والى أي حد يستطيع الرجل دفع المعارضة الى الامام? سؤال ننتظر الإجابة عنه من القادم.
وفي خضم الغضب المتراكم , من استمرار الوضع البائس للمواطن, وبحماس ثوري لم ينطفئ بعد, قد يتجاوز شريكي الحكم الان “المؤتمر والمشترك” معا?ٍ, ليعبر الشارع عن غضبه بمفهومه اليمني, فهو يمضي ببطء نحو الغضب دون أن يقوده احد, ودون أو يوقفه وعود مسئول حكومي, أو احاديث رجل عسكري.
*كاتب وصحفي
Saqr770@gmail.com