في حوار تلفزيوني: اسماعيل هنية يكشف دور ايران في الانتصار لمعركة سيف القدس
شهارة نت – حوار
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية أن المقاومة الفلسطينية على علاقة استراتيجية مع الجمهورية الاسلامية ومع حزب الله واطراف كثيرة في المنطقة، مشيرا الى ان ايران لها دور مهم جدا في بناء هذه القوة التي ظهرت خلال معركة سيف القدس.
العالم – من طهران
واعتبر هنية في حوار خاص مع قناة العالم التي زارها قبل يومين في طهران أن حضور قادة وممثلي المقاومة في الصف الاول من احتفال تنصيب الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي هو تكريم للمقاومة ورسالة من الجمهورية الإسلامية بأن هذه المقاومة هي في موقع الإحتضان والشرعية السياسية وهي اليوم تحت قبة مجلس الشورى الاسلامي تشارك في احد اهم الاحداث بالنسبة للنظام الإسلامي في ايران.
وفيما يخص لقائه مع الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي وصف هنية اللقاء بأنه كان ايجابياً، مشيرا الى انه استمع الى رئيسي والى نظرته في القضية الفلسطينية ونظرته الى المقاومة وتاكيده على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال ودعمه للمقاومة وتطويرها وتأكيده بأن قضية فلسطين بالنسبة لإيران وللشعب الإيراني هي ليست قضية سياسية بل هي قضية عقائدية في صلب الفكر الإسلامي.
وقال إن تمحور شروط المقاومة لوقف اطلاق النار خلال معركة سيف القدس حول القدس والمسجد الأقصى، كان رسالة ترمي الى اعادة القدس الى المعادلة.
وإليكم نص مقابلة قناة العالم مع السيد إسماعيل هنية خلال برنامج “من طهران”:
العالم: اهلا وسهلا بكم سيد هنية في برنامج “من طهران” على قناة العالم، اهلا بكم في بلدكم الثاني ايران في العاصمة طهران واهلا وسهلا بكم في قناتكم قناة المقاومة قناة العالم.
هنية: اهلا وسهلا بك وانا سعيد بوجودي في قناة العالم.
نتائج معركة سيف القدس
العالم: ونحن اسعد، على اي حال سيد اسماعيل هنية نحن نشتم منكم رائحة الانتصار ومن هنا ننطلق بسؤالنا عن معركة سيف القدس وعن اهم النتائج التي حققتها هذه المعركة وإلى اي مرحلة أسست هذه المعركة؟
هنية: بسم الله الرحمن الرحيم معركة سيف القدس كانت نقطة فاصلة في مسار الصراع مع الاحتلال الصهيوني وشكلت علامة فارقة ايضا في بناء المستقبل وفي بناء المعادلات التي تفرضها المقاومة على ارض فلسطين وكانت نتائجها نتائج مهمة وذات ابعاد استراتيجية. انا اذكر منها على سبيل المثال بأن القدس هي محور الصراع، هذه المعركة كان عنوانها القدس، المقاومة في غزة لم تدخل المعركة لقضايا متعلقة بغزة فهي لا تطالب بفتح المعابر ولا برفع الحصار ولا بالمنحة القطرية، هي اطلقت صواريخها من اللحظة الاولى صوب القدس لتؤكد بأن الشعب الفلسطيني كما الامة الاسلامية ترى في القدس قبلتها الاولى ومسار رسولها (ص) وانها خط احمر لا يمكن لأحد ان يقبل هذه العربدة الاسرائيلية وهذه المشاريع الصهيونية في الشيخ جراح، في المسجد الاقصى، في البلدة القديمة، في كل شبر من ارض القدس العزيزة. هذه نتيجة في غاية الاهمية هو اعادة القدس كواجهة حقيقية وكمحور للصراع مع الاحتلال الصهيوني. النتيجة الثانية هي ان المقاومة هي خيار استراتيجي وان المقاومة وحدها هي كفيلة بوضع حد للمشاريع الصهيونية على طريق انهاء الاحتلال الكامل عن ارض فلسطين، والمقاومة رأى العالم كيف تعاملت بقدرة عالية، بإدارة عسكرية، بإبداع بخطط اجهضت الخطط الاسرائيلية؛ صوبت صواريخها الى كل نقطة من جغرافية فلسطين، ضربت عمق الكيان الصهيوني، والحقيقة شكلت المقاومة امل كبير جدا في اقتراب التحرير فضلا عن اقتراب النصر، وانا اعتقد بأن احد اهم العوامل والنتائج لهذه المقاومة هو تغيير النفسية لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا المسلمة في كل مكان، ان الاحتلال الاسرائيلي هش وبالإمكان هزيمته هذه النتيجة مرتبطة بالمقاومة. النتيجة الثالثة هو وحدة الشعب الفلسطيني، ان شعبنا الفلسطيني كان موحدا في هذه المعركة في غزة وفي القدس وفي الضفة وفي الثمانية واربعين وايضا في مواقع الشتات وهذه وحدة غير مسبوقة بمعنى ان القدس توحدنا والمقاومة توحدنا والمفاوضات تفرقنا وأوسلو يمزقنا هذه نتيجة كانت في غاية الاهمية. النتيجة الرابعة هو إعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية في بعدها العربي والاسلامي، واقول ان صفقة القرن وما اعقبها من التطبيع بين بعض الحكومات العربية مع الحكومة الاسرائيلية كان هدفها هو ضرب القضية الفلسطينية في الوجدان العربي والاسلامي، شيطنة المقاومة شيطنة القضية الفلسطينية التعامل مع “اسرائيل” على انها حليفة صديق معترف به هو كيان شرعي في المنطقة، هذه المعركة جاءت لتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية ومحورية ايضا للشعوب العربية والاسلامية. النتيجة الخامسة وهي نتيجة ايضا مهمة هو هذا الحراك العالمي غير المسبوق الذي شهدناه خلال ايام المعركة، وجدنا بأن عواصم العالم تنتفض في اوروبا، في امريكا اللاتينية، في استراليا حتى في الولايات المتحدة الامريكية نفسها وصل هذا التأثير الى الكونغرس الامريكي الى البيت الابيض نفسه. انا اعتقد ان هذه النتائج الخمسة هي نتائج مهمة جدا سنبني عليها الرؤية والخطة المستقبلية لانجاز مشروع التحرير ولانهاء الاحتلال عن كل ارض فلسطين.
العالم: جميل اننا بدأنا بهذه النتائج لانه بهذه النتائج سنركز على كل حال حوارنا انطلاقا من هذه النتائج. ذكرت خمسة نتائج سيد اسماعيل هنية، ابدأ بالنتيجة الاولى موضوع القدس واعادة محوريتها.. هناك من يقول صحيح ان هدفكم لم يكن رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر والى ذلك.. لكن هناك البعض قال وما الذي يمنع اليوم المقاومة طالما اشتد عودها، ثبتت قواعد الاشتباك، فرضت نفسها على الميدان ان يدخل قطاع غزة في اطار هذه المفاوضات لا تكون فقط القدس، لديكم ملف المعتقلين وما يجري اليوم في المعتقلات الاسرائيلية بحق الاسرى الفلسطينيين وقادة المقاومة وهناك حصار قطاع غزة لماذا لم تدخل هذه الامور وتكون فرصة امام المقاومة لتحقق اليوم رفعا لحصار وغير ذلك عن قطاع غزة؟ ما الذي منعكم؟
هنية: هذه الامور كلها موجودة في صلب مشروع المقاومة نحن في حالة اشتباك..
العالم: لا اتحدث تحديدا عن سيف القدس
هنية: نحن في حالة اشتباك كامل مع الاحتلال الاسرائيلي سبق هذه المعركة مواجهات وسبق هذه المعركة ايضا محطات فاصلة في موضوع الاسرى اي في موضوع الاسرى نحن خطفنا شاليط واحتفظنا به لخمس سنوات لم نطلق سراح شاليط الا بالافراج عن اكثر من ألف اسير واسيرة فلسطينية وعربية ايضا، وانا ايضا اقول ان ملف الاسرى مازال موجودا على الطاولة. نحن الآن نحتفظ بجنود صهاينة في قطاع غزة، تدخلت قوى كثيرة ودول كثيرة لاجل هذا الموضوع.
العالم: انا اقصد ما الذي منع ان تكون ضمن الشروط لان شروطكم كانت متعلقة بالقدس فقط؟
هنية: نحن اوصلنا رسائلنا بالنار، نحن اوصلنا رسائلنا بتغيير قواعد الاشتباك ونحن ايضا ادخلنا القدس في معادلة الاشتباك مع العدو الصهيوني. كان غرضنا هو القدس ابتداء ووقف المشاريع التي تستهدف تهويد القدس، بناء المستوطنات، تهجير اهلنا من الشيخ جراح وتغيير معالم المسجد الاقصى، تقسيم الزمان والمكان، كان هدفنا هو ان نضع حدا لهذا التغول الاسرائيلي على مقدساتنا وعلى مسجدنا الاقصى. انا اعتقد ان الرسالة وصلت الى العدو بدليل ان الآن ما يقوم به في داخل المسجد الاقصى او القدس لا اقول انه توقف بالكامل لان القدس معركة مفتوحة لن تتوقف، لن تتوقف معركة القدس الا بتحريرها ولن يغمد سيف القدس الا بتحرير القدس هذا معروف، لكن اليوم الاسرائيلي يحسب حسابات كثيرة في اي خطوة يريد ان يقوم بها عليك ان تلاحظ انه بالمحاكم اخذ قرارات بتأجيل تنفيذ قرارات تهجير من الشيخ جراح، طبعا هو لا يحترم..
العالم: هذه من مفاعيل معركة سيف القدس
هنية: بالتأكيد هو دائما يجير الاحكام ويجير القضاء والقانون لتنفيذ توجهاته السياسية سواء في القدس او في غيرها. اليوم لا يستطيع حتى حينما ارادوا ان ينظموا مسيرة بها نوع من التحدي وانهم قادرين، هذه المسيرة كانت بعيدة كثيرا عن المسجد الاقصى، لم يتجرأوا ان يصلوا الى المسجد الاقصى المبارك. اقصد ان موضوع القدس هي معركة مفتوحة، الاسرى معركة مفتوحة، الحصار هو ايضا معركة مفتوحة مع العدو الصهيوني، ولكن معركة سيف القدس نحن خصصناها للقدس دونما ان تكون لاي طلب اخر ثم بعد ذلك بمفاعيل ونتائج معركة سيف القدس بدأنا نتحدث عن ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة اعمار ما دمره الاحتلال، وبدأ ايضا الاسرائيلي يتحدث عن موضوع الاسرى. هناك دول الآن تتكلم معنا سواء اخواننا في مصر او غير جمهورية مصر العربية حول موضوع التبادل، نحن جاهزون ان نصل الى اتفاق تبادل مع الاحتلال الاسرائيلي شريطة…
العالم: بعد معركة سيف القدس تم طرح هذا الموضوع؟
هنية: نعم، بعد معركة سيف القدس الاسرائيلي طرح بقوة هذا الموضوع وحاول ان يربط الاعمار بموضوع الجنود بمعنى انه لن يكون هناك اعمار في غزة الا بعودة جنوده.
العالم: ماذا كان جوابكم؟
هنية: كان جوابنا ان الاعمار مسار منفصل والاسرى مسار منفصل لا يمكن ان ندمج المسارين بعضهم ببعض، الجنود بينحلوا بتحرير الاسرى، والاعمار يجب ان يتم بدون اي شروط وبدون اي أثمان، ونرفض ان ما اخذ منا بسيف القدس ان يؤخذ منا بسيف الاعمار، نحن نرفض ذلك، الذي ثبتناه بسيف القدس لا يمكن ان نتخلى عنه تحت ورقة الاعمار، وسيتم الاعمار في غزة شاء العدو ام ابى، ولذلك هذا هو العنوان الاساس للمعركة، العنوان: القدس الاقصى وهذا الذي شكل محورية الصراع في هذه المعركة.
العالم: بالنتيجة الثانية اذن المقاومة اثبتت بانها خيار استراتيجي، وبالتالي معركة سيف القدس اليوم اين وضعت المقاومة؟ في اي مسار؟ وماذا عن حجم ومستوى التنسيق بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بعد معركة سيف القدس؟ اريد الصراحة؟
هنية: سؤال جميل ومهم، لاشك بان المقاومة فاجأت العدو والصديق، يعني حتى الذين يتحالفون مع المقاومة كانوا يعتقدون ان المقاومة في فلسطين هي مقاومة المشاغلة أو الدفاع ليست لديها هذه الامكانيات التي ظهرت خلال هذه المعركة، ان يصبح لديك قوة صاروخية تضرب على مدار 11 يوما وهذه القوة الصاروخية وصلت الى كل نقطة من جغرافية فلسطين، بما في ذلك صاروخ يحيى عياش الذي مداه 250 كيلومتر عن حدود غزة باتجاه المطار البديل الذي أنشأه الاحتلال بعد حرب 2014، الطائرات المسيرة، الانفاق، القوة البحرية، الضفادع البشرية.. هذا شيء لم يكن معلوما لا للصديق ولا للعدو، المقاومة اليوم في مكان استراتيجي مكان قوي وثابت وقادر على بناء المعادلات وفرض المعادلات على الاحتلال الاسرائيلي، وانا استطيع القول ان ما خفي اعظم، ليس كل ما ظهر خلال هذه المعركة هو كل ما تملكه المقاومة، المقاومة ما زالت تملك مفاجآت للعدو، كان هناك قرار لدى كتائب القسام بأن تطلق 300 صاروخ قبل وقف اطلاق النار بساعات في ما لو الاحتلال الاسرائيلي عبث بمفهوم وقف اطلاق النار، ولكن تدخلت اطراف، وبناء على ذلك توقف هذا القرار، والا كان هناك اكثر من 300 صاروخ ستخرج دفعة واحدة من قطاع غزة الى كل منطقة جغرافية فلسطين، المقاومة اليوم الحمد لله قوية ويدها العليا.
تحذير للاحتلال من اي عدوان جديد
العالم: انت بهذا الكلام تحذر الاحتلال من اي عدوان محتمل ربما قد يكون مغامرة؟
هنية: نحن نحذر الاحتلال من القيام بأي مغامرة في قطاع غزة وايضا القيام بأي حماقة اتجاه مسجد الاقصى والقدس بشكل واضح، كما قلت لك القدس معركة مفتوحة، طبعا ايضا هذه المقاومة في فلسطين هي جزء من تيار المقاومة الواسع في المنطقة، ونحن على علاقة استراتيجية مع اخواننا في الجمهورية الاسلامية مع اخوتنا في حزب الله مع اطراف كثيرة في المنطقة، وليس سرا بأن اقول ان الجمهورية الاسلامية لها دور مهم جدا في بناء هذه القوة التي ظهرت خلال معركة سيف القدس، وايضا هذا التبادل المعلوماتي الاستخباراتي مع المحور كان له دور في هذه المعركة، ليس كل ما كان يجري تحت الطاولة في ادارة المعركة مع العدو ان يكون في وسائل الاعلام او ان يكون فوق الطاولة، ولكن نحن ندير معركتنا مع العدو على قاعدة جبهة موحدة تجاه قضية مركزية واتجاه القدس، ولذلك اليوم لم نعد نتردد حينما نقول ان اي حماقات من الاحتلال اتجاه المسجد الاقصى او اتجاه القدس او ان يدخل الى الخطوط الحمراء في القدس والاقصي قد تؤدي الى حرب اقليمية.
العالم: يعني هل محور المقاومة كان معني بأي رد اليوم؟
هنية: انا لا استطيع ان انكر بان هناك توجهات تحمل هذا المعنى وتحمل هذا الاستعداد، بمعنى انه لن تبقى القدس رهينة الممارسات والمشاريع الصهيونية وايضا لن يبقى الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يدافع عن القدس، فالقدس لنا جميعاً وبالتالي نعم معركة سيف القدس وضعت المنطقة باكملها في مكان مختلف ووضع العدو ايضا في مكان مختلف، هذه ابعاد استراتيجية ستحدد معالم المستقبل في سياق حسم الصراع التاريخي مع العدو.
دور الشهيد قاسم سليماني في دعم المقاومة
العالم: طالما نتحدث عن دور الجمهورية الاسلامية.. سيد اسماعيل هنية نشير الى دور الشهيد اللواء قاسم سليماني، عن اهمية الدور الذي كان يلعبه في اطار اليوم في دعم المقاومة الفلسطينية وما وصلت اليه واثبتته معركة سيف القدس؟
هنية: الشهيد سليماني رحمه الله دوره كان دورا محوريا في بناء هذه القوة ودعم هذه المقاومة على ارض فلسطين، خاصة بدا هذا يتشكل بشكل واضح جدا عشية الحرب الاولى على قطاع غزة عام 2008 و2009 قبلها بقليل، ثم واكب دوره الشهيد في استراتيجية مراكمة القوة وتطوير الخطط الدفاعية وتوفير الدعم المالي واللوجستي للمقاومة، ولذلك نحن تحدثنا مرارا عن هذا الدور الذي سيكون ان شاءالله مسجلا في تاريخه وفي سيرته وتراها ان شاء الله الاجيال القادمة في نصر وتحرير للقدس ان شاء الله.
الوحدة بين الفلسطينيين
العالم: النتيجة الثالثة حول وحدة الشعب الفلسطيني فعلا ما شاهدناه في معركة سيف القدس من اراضي 48 وصولا للقدس وللضفة لقطاع غزة حتى بالشتات وحدة الشعب الفلسطيني، هذا عدا عن حراك ودعم الشعوب العربية والاسلامية لكم كان مشهدا قل نظيره فعلا، ولكن هل برأيكم بعد معركة سيف القدس هل استكمل مشوار الوحدة بمعنى آخر اليوم هذه الوحدة الشعبية هل ترجمتموها اليوم أنتم على المستوى السياسي بإنهاء الانقسام وغير ذلك؟ لماذا لا يمثل هذا الامر وحدة سياسية اليوم على المستوى الفلسطيني كما مثلته وحدة الشعب الفلسطيني وعلى امتداد فلسطين؟
هنية: دعني اثبت في البداية ان هناك وحدة تمت على محاور ارتكاز مهمة جدا، المحور الاول أن الوحدة حول القدس والوحدة حول المقاومة الوحدة حول الثوابت والوحدة بين الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج الوحدة مع شعبنا الفلسطيني في داخل 48، هذه ايضا كانت واحدة من المفاجآت التي فاجأت العدو، منذ عام 1984 سبعة عقود من الاحتلال ومن محاولة طمس الهوية تذويب شعبنا في ما يسمى الكيانية الصهيونية، هناك جيل كان منتفضا ملتحما بالمقاومة مع غزة ملتحما مع اهلنا في الضفة الغربية وايضا مدافعا بصدوره العارية عن القدس وعن المسجد الاقصى المبارك. نحن حقيقة بعد انتهاء هذه المعركة كنا حريصين على ان نبني على هذه الوحدة التي ظهرت خلال المعركة، ان نحولها في اطار ترتيب البيت الفلسطيني بحيث تكون هناك منظمة تحرير فلسطينية تضم الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج وتضم كل الفصائل وتكون هناك حكومة واحدة وانتخابات لاختيار مجلس تشريعي فلسطيني وانتخابات رئاسية، خاصة نحن كنا متفقين قبل المعركة على انتخابات رئاسية تشريعية ومجلس وطني ومنظمة تحرير فلسطينية، ولكن للاسف الشديد الاخ ابو مازن بقراره تأجيل الانتخابات (تحت حجة عدم اجرائها في القدس) الغى كل هذا المسار.
العالم: انا سأتطرق الى ملف الانتخابات..
هنية: لذلك نحن بعد معركة سيف القدس عقدنا اجتماعا في مصر وتحدثنا مع الاخوة في حركة فتح انه انطلاقا من هذه الوحدة الميدانية والوحدة الجادة السياسية التي تجلت خلال هذه المعركة علينا ان ندخل في خطوات عملية لترتيب بيتنا الفلسطيني في اطار المنظمة والسلطة والمجلس التشريعي والحكومة، استطيع ان اقول بكل الاسف الشديد الاخوة في حركة فتح لم يكونوا مستعدين لذلك، وبالتالي هناك نوع من الجمود على هذا المسار، نحن من جانبنا لن نتردد في التجاوب مع اي دعوة لن نتردد في التجاوب مع اي خطوة لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني وتحويل الذي رأيناه في معركة سيف القدس الى وحدة سياسية والى وحدة في البرامج والى وحدة في القيادة وايضا بالاتفاق على استراتيجية جهادية نضالية كفاحية.
اسماعيل هنية يكشف دور ايران في الانتصار لمعركة سيف القدس
تضرر التطبيع من نتائج معركة سيف القدس
العالم: نتيجة معركة سيف القدس اعادت الاعتبار الى القضية الفلسطينية على المستوى العربي والاسلامي، اليوم هذا الموضوع هل برأيك ساهم ان لم نقل بشكل كلي هل هذا الامر ساهم الى حد كبير بقطع الطريق امام عملية التطبيع وتضرر التطبيع مع الاحتلال؟
هنية: لاشك في ذلك والاسرائيلي يعترف، الاسرائيلي يعترف في اطار قراءته وتقييمه نتائج المعركة بان مشروع التطبيع قد تضرر بشكل كبير جدا في هذه المعركة، مقارنة مع ما كانت عليه الاوضاع قبل هذه المعركة، نحن رأينا هرولة وتتابع سريع جدا من الحكومات والدول العربية باتجاه التطبيع مع العدو خاصة في المرحلة الاخيرة لترامب، لاسيما ان صفقة القرن احد العناصر المرتكزة عليها هذه الصفقة هو بناء تحالفات عسكرية امنية سياسية بين دول العربية وبين الاحتلال الاسرائيلي ودمج “اسرائيل” في المنطقة، اليوم انا اعتقد بان معركة سيف القدس أسهمت بتوجيه ضربة قاسية لمشروع التطبيع، تفاعل الشعوب العربية الاسلامية مع المقاومة ومع غزة ومع القدس أكد لكل العالم بان هذا التطبيع محصور في الحكومات وليس مع الشعوب، الشعوب لاتعترف “بإسرائيل” الشعوب لا تطبع مع “اسرائيل” الشعوب ترى كل فلسطين من النهر الى البحر هي حق فلسطيني عربي اسلامي، انا اظن بان طريق التطبيع لم يعد مفروشاً بالورود.
العالم: بالنسبة للنتيجة الخامسة والاخيرة حول موضوع معركة سيف القدس، ذكرت سيد اسماعيل هنية بان الحراك العالمي كان غير مسبوق ايام المعركة، حتى شهدنا لكم جولات وصولات في عدة دول وكان هناك تفاعل كبير فعلا غير مسبوق اليوم مع هذه المعركة دعماً للمقاومة دفاعاً عن القدس والمقدسات، اليوم هل هناك ربما ما بعد معركة سيف القدس هل حركة حماس بشكل عام والمقاومة الفلسطينية بشكل عام هل من رؤية او استراتيجية عملت عليها في الخارج لتأسيسها دعماً لهذه المقاومة وخيار المقاومة؟
هنية: يعني يجب أن نعرف أولا بأن وجود جاليتنا الفلسطينية وايضا الجاليات العربية والإسلامية في دول أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية هي تلعب دورا حتى قبل هذه المعركة بتوعية المجتمعات الغربية تجاه القضية الفلسطينية والرواية الفلسطينية وجرائم الإحتلال الصهيونية، وهذا انعكس خلال الـ”PDS” وحركات المقاطعة التي وصلت الى كثير من عواصم العالم خلال الفترة الماضية، بالعكس العدو الإسرائيلي بات يعاني من هذه المقاطعات وبات يتهمها بأنها لا سامية وغير ذلك في هذا الموضوع. اليوم ما شهدناه في معركة سيف القدس كان حراكاً عالمياً غير مسبوق على ثلاث مستويات، في المستوى الاول المستوى الشعبي ونحن شاهدنا بانه لا توجد مدينة في أوروبا او عاصمة أوروبية الا وشهدت مسيرات على مدار ايام المعركة، شهدنا تقريبا في 40 ولاية أمريكية، تخيل 40 ولاية أمريكية هناك مسيرات كانت حاشدة وجماهيرية وهائلة، في لندن تخرج مسيرة لأول مرة في التاريخ فيها تقريبا 200 الف مشارك، نسبة المشاركين من البريطانيين فيها اكثر من 60%، البريطانيين اكثر من 60% في هذه المظاهرة، تأثيرات وصلت الى الكونغرس الامريكي، يعني نحن خلال المعركة 39 الى 40 عضو في الكونغرس الامريكي ديمقراطي رفع الرسالة لبايدن بأن يجب ان تتدخل من اجل وقف الحرب على غزة، وجدنا أن 70 عضوا في الكونغرس الامريكي وقعوا ايضا على وثيقة يطالبون فيها بوقف صفقة السلاح الى الكيان الإسرائيلي، كل ذلك من تداعيات هذه المعركة، كيف بنينا عليها؟ كما تفضلت انت وسألت بالتأكيد هناك دول اليوم بما فيها دول أوروبية بدأت تتحدث عن ضرورة فتح حوار مع حركة حماس سواء حوار مباشر او حوار غير مباشر، سمعنا ميركل وسمعنا دول أوروبية آخرى، وحتى يكون المشاهدون بالصورة، بأنه خلال المعركة هناك أطراف كانت تتدخل من أجل التوصل الى وقف اطلاق النار.
العالم: تتدخل لوقف إطلاق النار او تضغط على المقاومة؟
هنية: لا لم يكن هناك اي ضغط على المقاومة على الاطلاق، لكن كان هناك تحرك لأجل التوصل الى وقف اطلاق النار وفق ما تريده المقاومة.
العالم: هذا بشكل او بآخر هو نوع من الإعتراف بالمقاومة او بأحقية المقاومة على مستوى الدولي؟
هنية: نعم بأحقية المقاومة والشرعية السياسية للمقاومة ايضا بحق الشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه.
العالم: كيف تستثمرون اليوم هذا الحراك وهذا الوضع الذي اوصلكم الى هذا المصاف على المستوى الدولي؟ اقصد بسؤالي تستثمرونه خدمة للقضية الفلسطينية
هنية: بعد المعركة نحن قمنا بحراك سياسي كبير كما اشرت يعني جولة واسعة للزيارات في دول عربية، نحن اليوم موجودون في الجمهورية الإسلامية، وهناك زيارة قريبة الى روسيا، يعني نحن في حراك سياسي يرتقي الى مستوى هذا الأداء العسكري والى هذا النصر العسكري، هذا انجاز ونصر عسكري يجب استثماره وتحويله الى انجاز سياسي، هذا الذي كنا استحضرناه خلال كل لقاءاتنا التي تمت مع القيادات والمسؤوليين والأحزاب التي التقينا بها في هذه الدول. ايضا نحن منفتحون على أي حوار مع اي دولة في المجتمع الدولي، نحن ليس لدينا خطوط حمراء على اي حوار او مفاوضات او مباحثات مع اي دولة في العالم، فقط الخط الاحمر هو اي مفاوضات مع العدو الصهيوني، لا مفاوضات مع العدو الصهيوني، نفاوض العدو بالمقاومة وبالسلاح وبالنار، وايضا مفاوضات غير مباشرة اذا اردنا ان نتوصل الى اتفاق، اليوم نحن نحاول ان نحشد هذا الكم الهائل من التعاطف العالمي والتعاطف العربي والإسلامي لصالح قضيتنا الفلسطينية، لصالح حق الشعب الفلسطيني في المقاومة للتأكيد على أن حركات المقاومة ليست إرهابية وهي حركات تحرر وطني وبالتالي يجب رفع حركات المقاومة، حماس والجهاد وحزب الله يجب ان ترفع عن ما يسمى قوائم الإرهاب الأوروبية وقوائم الإرهاب الأمريكية.
العالم: اذا لا خطوط حمراء الا مع الإحتلال، لا مفاوضات معه غير بلغة السلاح ولغة القوة وهو لا يفهم الا لغة القوة على كل حال، ملخص وخلاصة معركة سيف القدس، المقاومة حددت فعلا خطوط حمراء مع هذا الاحتلال وبالتالي الأمر قد يؤدي الى ربما صدامات اخرى، هل لك ان تشرح لنا حول هذه الخطوط، ماهية هذه الخطوط وطبيعة هذه الخطوط الحمراء مع الإحتلال؟
هنية: الخطوط الحمراء مفتوحة على مصراعيها مع العدو الصهيوني، هو احتلال الأرض والقدس والأسرى والإستيطان والإعتقالات الإدارية ومحاولات اسقاط حق العودة، هذه كلها ثوابت.
العالم: يعني الخطوط الحمراء هي بما يتعلق بالقدس واحيائها؟
هنية: ما يتعلق بالقدس واحيائها، ما يتعلق بما لا قدر الله بإرتكاب مجازر ضد اهلنا في الضفة الغربية، تنكيل لأهلنا في اراضي 48، إعتداء وحشي على اسرانا في سجون الإحتلال، انا لا اريد ان احدد أن إطار المقاومة متعلق بخط هنا او خط هناك، المقاومة خطها مفتوح، نحن في حالة اشتباك مفتوح مع العدو، كل قضية من قضايانا تشكل بالنسبة الينا عنصر تفجير مع الاحتلال الإسرائيلي.
علاقة المقاومة الفلسطينية بالجمهورية الاسلامية وحزب الله
العالم: على كل حال فيما يتعلق بالمقاومة وانتم عين المقاومة في فلسطين وتحيتنا لكل المقاوميين ولكل فصائل المقاومة، الرحمة على كل الشهداء، رفعتم رأس هذه الأمة عالياً في هذه الإنتصارات والأهم كما يقول سماحة السيد حسن نصرالله المحافظة على نتائج هذه الانتصارات وما تحققه المقاومة بفعل وبفضل دماء الشهداء، اليوم مستوى العلاقة بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى أين وصل وتحديداً بعد معركة سيف القدس؟
هنية: العلاقة هي علاقة استراتيجية وثابتة وراسخة، متطورة ومستحضرة للمهمات الكبرى في مقدمتها قضية فلسطين والقدس وايضا في التصدي للمشاريع الأمريكية – الصهيونية في المنطقة، لذلك نحن حقيقة مرتاحين لهذه العلاقة، ظهرت نتائجها على الأرض وفي هذا التفاعل السياسي والإعلامي والميداني وبهذا الدعم لشعبنا الفلسطيني لتعزيز صموده في كافة اماكن تواجده لدعم المقاومة ولتطوير المقاومة وجدت ايضا تاثيراتها في النقاش الاستراتيجي الذي يجري الان بعد معركة سيف القدس كيف نبني على هذه المعركة وكيف نضع رؤية وخطة للتعامل مع أي تطورات متعلقة بالقدس في المرحلة القادمة.
اللقاء مع السيد حسن نصر الله
العالم: بعد معركة سيف القدس كان لديكم ايضا جولة في لبنان من ضمن الجولات التي قمتم بها خلال المعركة وما بعد المعركة، كان لديكم لقاء مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ما هي أبرز النقاط والمواضيع والاولويات التي ناقشتموها خلال هذا اللقاء؟
هنية: يعني دائما اللقاء مع سماحة السيد يكون فرصة للحديث عن الملفات الأساسية والمركزية والحديث بالأبعاد الإستراتيجية لمشروع المقاومة وتطور هذا المشروع، لا شك أن العلاقات الثنائية دائما حاضرة وحضرت، وكيف نعمل على تطوير هذه العلاقات ونعزز التعاون والتنسيق والتكامل في الاداء على مختلف النواحي المتعلقة بمشروع المقاومة وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني، كيف يمكن للحديث حول الجبهات المتعددة في أي مواجهة قادمة طبعا دون ان نحدد طبيعة هذه المواجهة ولا طبيعة دور اي جبهة من هذه الجبهات، ولكن بالتاكيد اليوم الأمة اصبحت اكثر استعدادا وجهوزية لأن تخوض ما يسمى الإنتقال من استراتيجية الدعم والإسناد الى استراتيجية الشراكة في انجاز مشروع التحرير، وهذا ايضا لا شك أننا نتكلم مع سماحة السيد عن وحدة الأمة يعني كيف نريد حقيقة ان نستعيد وحدة الامة بين كل مكوناتها، كيف نخفض من حدة التوتر الطائفي والمذهبي، العرقي، البيني سواء كان داخل دولة واحدة او بين الدول او بين المكونات كلها لأننا لدينا تقييم مشترك بان الأوضاع التي تسود في المنطقة وسادت خلال عشرة سنوات ماضية اوضاع صعبة ونزفت الامة كثيراً واريقت دماء كثيرة وفي الآخر نحن جميعا نأسف لذلك وهناك ما يسمى الوضع الإقليمي الذهبي للإحتلال الإسرائيلي يعني خلال هذه الفترة استطاع ان يتمدد ويبني استيطان ويتفرد بالقدس لأنه لاحظ الأمة مشغولة بنفسها، ايضا هناك حديث اخذ مساحة واسعة ويمكن ان اقول لك بأن هناك خطوات على طريق استعادة وحدة الأمة ان شاء الله.
اللقاء مع الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي
العالم: على كل حال سقوط مشروع الإحتلال الذي اراد من خلاله تمزيق جسد هذه الأمة عندما توحدت اليوم الأمة حول المقاومة وتحديداً معركة سيف القدس اثبتت اليوم وعيها بثقافة المقاومة وهذا اليوم مرتكز أساسي لدى محور المقاومة وقيادات محور المقاومة ايضا مسؤولية تضاف اليهم اليوم في إطار استثمار هذا الوعي أمام الشعوب العربية والإسلامية، ادخل الى الجمهورية الإسلامية، كان لديكم لقاء مع الرئيس الإيراني الجديد السيد ابراهيم رئيسي، ايضا ابرز المواضيع التي تناولتموها وتعليقكم او آمالكم وكيف تتوقعون مستوى العلاقة بينكم كمقاومة والحكومة الإيرانية الجديدة؟
هنية: طبعا زيارتنا الى الجمهورية الإسلامية هي تلبية للدعوة للمشاركة في احتفال تنصيب الرئيس ابراهيم رئيسي، نحن ثمنّا هذه الدعوة وحضورنا كان هو تكريم للمقاومة وتكريم للشعب الفلسطيني من قبل الجمهورية الإسلامية لعلكم لاحظتم بأن الأمناء العامين وممثلي المقاومة الفلسطينية والمقاومة في المنطقة هم كانوا في الصف الأول الى جانب الرئيسين ورؤساء الدول. انا اعتقد بأنها رسالة من الجمهورية الإسلامية بأن هذه المقاومة هي في موقع الإحتضان والشرعية السياسية وهي اليوم تحت قبة مجلس الشورى تشارك في احد او اهم الاحداث بالنسبة للنظام الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لذلك نحن كان لنا لقاء مع السيد رئيسي، هذا اللقاء كان لقاءً ايجابياً، نحن استمعنا الى السيد رئيسي والى نظرته في القضية الفلسطينية ونظرته الى المقاومة وتاكيده على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال ودعمه للمقاومة وتطوير المقاومة وتأكيده بأن قضية فلسطين بالنسبة لإيران وللشعب الإيراني هي ليست قضية سياسية بل هي قضية عقائدية في صلب الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية، نحن مرتاحون لوجود السيد الرئيس إبراهيم رئيسي على رأس الحكومة الإيرانية وانا أعتقد أنه ان شاء الله سيعزز السياسة الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية ودعم المقاومة في فلسطين.
اهمية الانتخابات الفلسطينية والعقبات امامها
العالم: في موضوع الإنتخابات الذي كان مطروحا قبل معركة سيف القدس واتت معركة سيف القدس وخلطت الأوراق عند البعض، اليوم هذا الملف لم يعط أكله اذا صح التعبير، ما هي اهم المشاكل والعقبات في هذا الأمر وما هي الخطة والفكرة الجديدة لإجراء الإنتخابات؟ هل ما زالت فكرة الانتخابات قائمة؟
هنية: نعتقد بأن الإنتخابات هي افضل الطرق وافضل الوسائل لإنهاء الإنقسام لإستعادة الوحدة الوطنية لترتيب الفلسطيني وغاب عن الأنظار، سألتني عن المشاكل، المشكلة هي بأن اخوتنا في السلطة حتى الآن غير مقتنعين بالشراكة على قاعدة ان هناك خارطة فصائلية ووطنية جديدة موجودة في حركة حماس، موجودة في حركة الجهاد الإسلامي، موجودة فصائل واذرع عسكرية لها وجود ولها حضور في الساحة الوطنية الفلسطينية، انا اعتقد بأنه ليس لدينا خيارات نحن كشعب فلسطيني الا ان نتوحد ونستعيد وحدتنا الفلسطينية من بوابة الانتخابات، نحن جاهزون، للتوافق الوطني نحن جاهزون، نبدأ بمنظمة التحرير الفلسطينية نحن جاهزون وهذا بالتأكيد افضل بداية هو ان نعيد ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية ثم بعد ذلك نذهب الى ترتيب كل مؤسسات السلطة وما يتعلق بادارة شؤوننا الفلسطينية.
الفرق بين حكومة بينيت وحكومة نتنياهو
العالم: بما يتعلق بالإحتلال، ما الفرق اليوم بين الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نفتالي بينيت وبين حكومة نتنياهو وبالتالي ما هي التركيبة السياسية والعسكرية للمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في مواجهة هذه الحكومة وسياسة حكومة الإحتلال؟
هنية: نحن لا نجد فروقات كثيرة بين الحكومات الإسرائيلية خاصة بأن التركيبة السياسية اليوم في داخل الكيان الصهيوني تميل نحو التطرف والحكومة دائما تتشكل من بيئة متطرفة على هذا الاساس، اليوم الحكومة الحالية تشكلت من ثلاث مكونات هي اليمين واليمين الوسط واليسار، نعتقد بأن هذه الحكومة هشة قد لا تكون قادرة لا على أن تمضي في مسير مفاوضات سياسية مع منظمة التحرير كما يعتقد الإخوة في منظمة التحرير، وايضا قد لا يكون من السهل عليها ان تخوض غمار معارك على جبهة الجنوب او جبهة الشمال، لكن كما قلت لا نعول كثيراً على المتغيرات السياسية في داخل الكيان الصهيوني، نحن نعول على انفسنا بعد الله سبحانه وتعالى على ادائنا وعلى مقاومتنا وعلى بناء جبهة قوية جدا في اطار المنطقة في مواجهة هذا الاحتلال، نعول على المتغيرات الدولية، اقصد في الاطار الشعبي فضلاً ان يكون الرسمي، يمكن ان يكون ذلك بالنسبة لنا هو منطلقات وعناصر مهمة جداً للعمل في انجاز مشروع التحرير والعودة باذن الله.
العالم: كما ذكرت هذه الحكومة هشة واصلا هناك اليوم في بنيتها أزمة سياسية مجتمعية اقتصادية داخل الكيان، وبالتالي هذا الأمر وضع الكيان في هذا المأزق الذي وصل اليه وتداعيات معركة سيف القدس، ماهي التحديات التي فرضها أمام المقاومة ومحور المقاومة؟
هنية: انا لا اقول التحديات انا اقول فرص، انت خرجت من معركة منتصراً ليست امامك تحديات بل أمامك فرص وعليك ان تتعامل معها وفق مقتضيات.
العالم: لكن وضع الكيان اليوم فرض عليكم تحديات، نحن لا نتحدث فقط عن فلسطين، نحن نتحدث عن محور المقاومة، الكيان فرض تحديات على مستوى القضية الفلسطينية على مستوى تحركاتهم ومؤامراتهم الإقليمية وبالتالي هناك تحديات فعلاً
هنية: هذه تحديات قديمة سبقت المعركة، التطبيع هو التحدي ومحاولة القفز على ثوابت القضية الفلسطينية هو التحدي، كل هذه تحديات بالتأكيد، ما يجري في القدس تحدي، الأسرى كلهم تحديات بالتاكيد ليست مرتبطة بهذا التوقيت الزمني او بالتحديات المفتوحة، وبالتالي نحن نتعامل معها بشكل كبير، اما انه ممكن ان يهرب الى الأمام، نحن لا نريد ان ننفي بالقطع لكن انا اعتقد بان هذا القرار صعب بالنسبة للإسرائيلي تحديداً لهذه الحكومة صعب ان يهرب الى الأمام ولكن نحن جاهزون لكل السيناريوهات.
العالم: هؤلاء دائما لديهم تهديد لقطاع غزة وللمقاومة وحتى للمقاومة في لبنان اي حزب الله، هناك دائما تهديدات حتى الأمس كان هناك تهديدات بيني غانتس حيث اصدر بعض التهديدات الى المقاومة في لبنان وبالتالي اليوم المعركة مفتوحة في حسابات المقاومة
هنية: المعركة مفتوحة، التهديدات لا تتوقف، الآن تنفيذ هذه التهديدات محكوم بمعادلات انا اعتقد بان مستوى الردع الذي حقتته المقاومة في فلسطين وفي لبنان ليس من السهل تجاوزه من قبل الكيان الصهيوني، الأثمان التي دفعها في معركة سيف القدس اثمان كبيرة سيحتاج الى وقت حتى يهضم هذه الأثمان وهذه النتائج العميقة عسكرياً وأمنيا وسياسياً التي جرت خلالها، وهذا ليس معناه انه قد لا يلجأ الى حماقات سواء باتجاه الشمال او باتجاه الجنوب لكن كما قلت في بداية المقابلة أن المقاومة بما تملكه هي قادرة على أن تسدد مزيدا من الضربات وتلحق مزيدا من الهزائم بجيش الإحتلال الإسرائيلي.
العالم: كانت نقطة فارقة موضوع تحرك أراضي عام 48 خلال معركة سيف القدس، هل نحن انطلاقاً من هذا التحرك وهذه الظاهرة ان صح التعبير وهذا الوعي باتجاه ثقافة المقاومة وبوصلة القدس هل قد نكون نحن أمام مرحلة جديدة من المقاومة؟
هنية: الشعب الفلسطيني داخل 48 هو حقيقة لم ينفصل عن الفعل الفلسطيني والاشتباك بطريقته، ولعلك تذكر ان يوم الأرض جاء لتخليد شهداء اهلنا في 48 الذين سقطوا من أجل الدفاع عن أرضهم في عام 76 وقبلها وبعدها وحتى في الانتفاضة الثانية كان واضحا جدا مشاركة اهلنا في 48 وارتقى اكثر من 13 شهيد في الانتفاضة الثانية اي انتفاضة القدس، انا اعتقد بأن أهلنا في 48 موجودين على خارطة الاشتباك السياسي مع هذا الاحتلال الإسرائيلي استطاعت الحركة الاسلامية وحركات وطنية فلسطينية داخل 48 ان تبني المجتمع العصامي، استطاعت ان تحافظ على الهوية، استطاعت ان تحافظ على ان يكون لها دور في اسناد الاهل في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي القدس، لكن لا شك بأن الذي جرى في معركة سيف القدس كان مختلفاً لماذا؟ لانه وصل الى مدن مختلطة.
العالم: يعني يمكن البناء على اي تحرك قادم انطلاقاً من هذا الوعي؟
هنية: انا اعتقد بان هذا الشيء صحيح ويمكن البناء عليه، لكن الدور وتحديد هذا الدور وكيفيته هو متروك لأهلنا في 48.
مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الجديدة
العالم: نقطة اخيرة نختم بها هذا الحوار السيد اسماعيل هنية، حول مستقبل القضية الفلسطينية في اطار التوازنات الإقليمية الجديدة والاصطفافات الجديدة وما الى ذلك وانت تعرف يعني اليوم على مستوى الاقليمي وعلى مستوى الدولي هناك اصطفافات وتحركات وكيانات جديدة وحسابات جديدة وبالتالي كيف سينعكس هذا الأمر وموازين قوى الاقليمية والدولية على مستقبل القضية الفلسطينية؟
هنية: القضية الفلسطينية لا شك بأنها أمام تحديات وهناك وقائع قد تفرض نوعا من التعقيدات على المشهد وتاثيراته على القضية الفلسطينية لا نستطيع ان ننفي ذلك ولكن حينما نقرأ الأمور بشمولية نحن نرى بأن هناك انكفاء بالمشروع الامريكي في المنطقة، اليوم الأمريكان بعد 20 سنة من احتلالهم لأفغانستان ينسحبون منها، اليوم الأمريكان بعد احتلالهم للعراق سينسحبون منه، بالتاكيد اذ انسحبوا من العراق سيخرجون من سوريا ايضا، خروج الامريكي من المنطقة سيكون له تاثيرات على الكيان الاسرائيلي نفسه وعلى اي دول تربط قوتها او تواجدها او شرعيتها السياسية من خلال التواجد الامريكي في المنطقة، معنى ذلك أن حالة النشوء القادمة هي لخيار وتيار ومحور المقاومة في المنطقة، القضية الفلسطينية ستكون متاثرة ايجابياً بهذه التحولات وليس سلبياً، حينما يخرج الامريكي من المنطقة حينما لا يستطيع الاسرائيلي ان يحسم معاركه العسكرية حينما يفشل مسار التطبيع، عندما تنتصر المقاومة في مثل هذه المعارك التي خاضتها في فلسطين او في خارج ارض فلسطين معنى ذلك بأن القضية الفلسطينية يمكن ان يتشكل حولها بيئة استراتيجية هي افضل من المرحلة السابقة.
العالم: هل اليوم سقوط صفقة القرن وسقوط مشروع التطبيع يعني بذلك طرح بديل من قبل البعض او اعادة طرح عناوين للحل التسوية وغير ذلك بما يتعلق بموضوع القدس؟
هنية: هو مطروح حيث ارسل بايدن وزير خارجيته والتقى ببعض المسؤولين في المنطقة وكذلك برئيس السلطة الفلسطينية والحديث مجدداً عن احياء مسار التسوية والمفاوضات والى اخره، انا اريد ان اقول بأن هذا الامر هو بيع الوهم من جديد، يعني لا مستقبل لخيار التسوية ولخيار المفاوضات ولا مستقبل لخيار بديل عن خيار المقاومة، المقاومة اثبتت بانها خيار واقعي وهي قادرة على ان تنجز للشعب الفلسطيني، هي حررت جنوب لبنان، هي حررت غزة، هي أخرجت ايضا جيش الاحتلال الاسرائيلي ربما من شمال الضفة الغربية لكنه عاد اليها، هي حررت الاسرى من سجون الاحتلال سواء المقاومة في فلسطين او المقاومة في لبنان، الخيار الذي يحقق انتصارات وانجازات على هذا الاحتلال هو خيار المقاومة، لذلك كل الحديث عن خيار بديل وخيار المفاوضات والعودة الى مسار التسوية هو حديث لبيع الوهم من جديد لا افق له لا مستقبل له، لا الإسرائيلي مستعد لا الأمريكي مستعد، واقع الأرض لا يمكن ان يسمح بالعودة الى ما يسمى بحل الدولتين، الحديث عن حل الدولتين انتهى لذلك نحن اليوم أمام خيار واحد، اتوستراد واسع انفتح لنا بعد معركة سيف القدس وهو خيار وطريق المقاومة.