الجدل القاتل
( اذا اراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل ومنعهم العمل ) قائل هذه العبارة هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي فعلا تلخص حالنا في اليمن الحبيب هذه الأيام.
هناك فئة للاسف الشديد تحاول جاهدة جرنا الى مربع الجدل الدائم مع ان شعارهم هو بناء يمن جديد واسقاط النظام الفاسد على حد زعمهم الا انه اتضح لنا فيما بعد بأنهم أكثر فسادا من النظام الذي ينادون باسقاطه فالبناء لا يكون الا بالعمل وليس بافتراش الطرقات و الشوارع من اجل مضغ القات و الرقص و الغناء فمثل هذه الافعال لا تبني الاوطان.
من يريدون لنا ان نبقى في جدل دائم هم من دفعوا برئيس الوزراء ان يخرج علينا بتصريح ناري مثل الذي ارتجله الاسبوع الماضي ومن يعلم ربما يقوم هولاء الذين ضحكوا عليه بالامس بالتخلص منه غدا حتى يخلطوا الامور اكثر ويرموا بالتهمة الى الجانب الاخر من الملعب السياسي فعلى دولة رئيس الوزراء ان يكون اكثر حرصا على امنه في قادم الايام فالتصريح الذي ادلى به من حيث لا يعلم ماهو الا بالون اختبار يريد من اطلقه ان يصل الى نتيجة اخرى المرجوا منها اطالة امد الجدل القائم.
هناك بالون اختبار اخر تم اطلاقه من قبل هولاء الذين يريدوا لنا ان نبقى في جدل دائم وهو ايقاف صرف مستحقات مستشفى 48 النموذجي الذي يعالج منسوبي الحرس الجمهوري من قبل وزارة المالية السوال الذي يطرح نفسه لماذا هذا المستشفى بالذات ? التبرير موجود طبعا على اعتقاد بانه سيكون هناك رد فعل لهذا القرار وفي حالة لم ياتي رد الفعل المتوقع فهناك من سيتكفل بالقيام به طالما وان المشتبه به دائما سيكون من الجانب الاخر من الملعب السياسي وطالما ان المحصلة النهائية هي اطالة امد الجدل الحاصل. المتابع لتسلسل الاحداث الجارية على الساحة السياسية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق يلاحظ بان الطرف الساعي الى اثارة الجدل قد استخدم كل وسائل الكذب و التضليل و التحريض من اجل اطالة امد الصراع ولم يبقى امامه الا الشروع في التنفيذ العملي لمخططاته عوضا عن اطلاق بالونات الاختبار. يقول يوسف السباعي ( الوطن لا يموت الا اذا تعاون بنوه كلهم على قتله كل بما يعمل من شر مهما ضؤل فهو مسمار في نعش الوطن).