تقارير استخباراتية: الكشف عن مساعي أمريكية لإحتلال اليمن
قال مسؤولون أمريكيون أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) أمرت طائرات بدون طيار مسلحة في سماء اليمن ? لتعمل بذلك على تكثيف ما تسمى بملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن .
و كتبت صحيفة “ووال ستريت جورنال” الأمريكية أن خطة إرسال طائرات بدون طيار من طراز “بريداتور” وغيرها تديرها وكالة الاستخبارات المركزية “سي.آي.ايه” وإلى حد أن الغارات والدوريات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار التابعة للجيش الأمريكي لم تعد كافية.
ونقلت الصحيفة “ووال ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين ? طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ? القول إن الـ”سي.آي.ايه” ستعمل إلى جانب الجيش الأمريكي ? وبالتنسيق التام مع قيادة العمليات الخاصة الأمريكية المشتركة ? التي كانت تسير دوريات بطائرات “بريداتور” وطائرات أخرى بدون طيار فوق اليمن على مدار معظم العام الماضي.
وذكرت صحيفة ” لوس انجلوس تايمز” في كتابه بقلم كين ديلانيان و ديفيد اس كلاود ,أن طائرة استطلاع تتبع قيادة عمليات القوات الخاصة الأمريكية? حلقت فوق أجواء جنوب اليمن في مساء 9 مارس? لرصد و مراقبة ما أسمته احد قادة الصف الثاني في تنظيم القاعدة? وبعدها بدقائق قليله انهمرت الصواريخ الأمريكية وتم قتل ما أسمته القيادي في القاعدة مع 22 من المسلحين .
و يعد هذا الهجوم مثالا للتصعيد الذي تقوم به الولايات المتحدة في حملتها السرية الكبيرة في اليمن? مستغلة بذلك ما تتمتع به من معلومات استخباراتية? بالإضافة إلى التغيير في القيادة السياسية في اليمن? حيث تنحى الرئيس السابق علي عبدالله صالح? ولقد سمحت التغيرات السياسية بمزيد من الغارات ضد المسلحين الذين تمكنوا حتى وقت قريب من التملص من مراقبة الولايات المتحدة بسحب ما أدلى به مسئولون أمريكيون .
علما?ٍ أن الهجمات الأمريكية المتصاعدة بدت وكأنها تهدف إلى منع المسلحين من توطيد سيطرتهم على محافظات أبين و شبوه و البيضاء في جنوب اليمن. فقد أصبحت تلك المحافظات اكبر ملاذ آمن لما أسمته القاعدة في العالم ? منذ سنوات من بدء الغارات الجوية بطائرات بدون طيار على المناطق القبلية في باكستان وفقا لما قاله المسئولون الأمريكيون . و ذكرته منظمة “مكتب الصحافة الاستقصائية”? و مقرها في العاصمة البريطانية لندن? أن الغارات الجوية المتكررة التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في اليمن اليوم? تساوي عدد الغارات المثيرة للجدل التي تشنها الولايات المتحدة داخل الأراضي الباكستانية .
و بالرغم أن الغارات الأمريكية في اليمن بدأت قبل عشر سنوات? إلا أن معظم تلك الغارات وقعت خلال إدارة الرئيس اوباما? حيث إن من الصعوبة معرفة الأرقام الحقيقية? لكن التقرير الذي صدر مؤخرا عن “مكتب الصحافة الاستقصائية” في لندن? يتحدث عن 26-44 غارة أمريكية? ش?ْنت معظمها منذ انطلاق الثورة في اليمن العام الماضي .
و أدت تلك الغارات إلى مقتل ما يقارب 516 شخصا? من بينهم 54-104 من المدنيين. و ش?ْنت غارة جوية على جنوب اليمن في ديسمبر 2009? ذكر تقرير للبرلمان اليمني أن 44 مدنيا قتلوا? بالإضافة إلى 14 من المسلحين و بالرغم من أن الأدلة المادية التي تشير إلى استخدام صواريخ أمريكية في الهجوم? تعززها مراسلات دبلوماسية كشفتها وثائق ويكيليكس.
و بحسب كريس وودز من مكتب الصحافة الاستقصائية في لندن فانه في حادثة واحدة فقط – مجزرة المعجلة , قتل 44 مدنيا في يوم واحد. و في حادثة أخرى قتل نائب محافظ مأرب عن طريق الخطأ .
ورغم هذا كله لم يكن هناك رد فعل يذكر من قبل الحكومة اليمنية? حيث أن الحكومة اليمنية ترى تلك الغارات مهمة جدا من اجل بقاءها في الحكم .
وفي مصادر إخباريه نقلا عن دبلوماسيين يمنيين أن الولايات المتحدة طلبت من الرئيس هادي الموافقة بشكل رسمي على انتشار واسع للقوات الأمريكية على الأراضي اليمنية.
جاء هذا الطلب الأمريكي متزامنا مع زيارة رئيس مكافحة ما يسمى بالإرهاب التابع لوزارة الخارجية التي تتوافق زيارته لليمن مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى السعودية .
الجدير ذكره أن طلب واشنطن بالسماح للقوات الأمريكية بالتمركز رسميا?ٍ على الأراضي اليمنية جاء بعد أن أصبح الجنود الأمريكيين يتمركزون وبشكل كثيف في العاصمة صنعاء وفي قاعدة العند وجزيرة سقطرى بعد أن الهت أمريكا الجيش اليمني بمطاردة ما يسمى بتنظيم القاعدة .
وقد أكدت قناة العربية في الأسبوع الماضي أن البارجات الأمريكية المتواجدة في الشواطئ اليمنية شنت هجوما?ْ على من أسمتهم بالقاعدة وإصابة أكثر من 29 شخصا?ٍ .
في حين أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي في الأيام الماضية أن جنود من قوات المارينز الأمريكية يتواجدون في إحدى الفنادق اليمنية تحت مسمى حماية السفارة الأمريكية.
ونرى الكثير من العمليات التي تتبناها القوات الأمريكية في اليمن والدخول الواضح للأراضي اليمنية والتصريحات المتدرجة والتي تطمح إلى ترويض الشعب اليمني لتقبل الاحتلال الأمريكي لأرضه ت