مئات المتشددين يهاجمون معسكرات للحرس الجمهوري
تواصلت هجمات «القاعدة» في اليمن على معسكرات الجيش ونقاط التفتيش العسكرية في عدد من المحافظات أمس? فقتل سبعة جنود على الأقل من قوات الأمن المركزي في حضرموت بعد يوم من إقتحام موقع عسكري بين محافظتي أبين ولحج وقتل وجرح العشرات من الجنود? في وقت تشهد منطقة أرحب هجمات عنيفة للمسلحين المتشددين على معسكرات للحرس الجمهوري.
وقالت مصادر محلية أمنية يمنية في حضرموت لـ«الحياة» ان عناصر من «أنصار الشريعة»? الجناح العسكري لـ «القاعدة»? هاجموا بغتة أمس نقطة تفتيش عسكرية في منطقة جوجة المجاورة لمدينة شبام التاريخية وأمطروا الجنود بوابل من الرصاص والقنابل الهجومية? ما أسفر عن مقتل 7 جنود على الأقل وجرح جنديين أحدهما حاله خطرة.
اما في أرحب (30 كلم شمال صنعاء)? فتدور منذ ايام مواجهات عنيفة بين مئات المسلحين المتشددين? ومعظمهم ينتمي الى «القاعدة»? وبين قوات الحرس الجمهوري التي يرأسها نجل الرئيس اليمني السابق العميد علي عبد الله صالح? في محاولة من المسلحين للسيطرة على معسكرات الجيش في المنطقة? وفي مقدمها معسكر الصمع الذي يعد من أهم ألوية الحرس.
وفي حين تسمع أصوات الإنفجارات في أطراف العاصمة بين وقت وآخر? أكدت لـ «الحياة» مصادر محلية ان المواجهات أسفرت في الأيام الأخيرة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين? وأن محاولات المتشددين إقتحام المعسكر الواقع على هضبة مرتفعة والمواقع التابعة له فشلت تماما?ٍ حتى مساء أمس.
وكان وزيرا الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد? والداخلية اللواء عبد القادر قحطان? حضرا امس جلسة للبرلمان بناء على طلب النواب? للرد على استفساراتهم عن التطورات الأمنية? وأسباب إخفاق الجيش في الحد من نشاط «القاعدة»? واستعادة المناطق التي سيطر عليها في انحاء متفرقة من البلاد? إضافة إلى تعثر مهمة اللجنة العسكرية والأمنية المنبثقة عن المبادرة الخليجية في إنهاء المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.
وفي حين رفض الوزيران تحديد الجهة التي تعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية? أعلن وزير الدفاع عن مفاجأة خلال اسبوعين? وقال مخاطبا?ٍ البرلمانيين: «ستشهدون خلال اسبوعين شيئا?ٍ جديدا?ٍ من اللجنة العسكرية? وإذا لم نقم بإزالة المظاهر المسلحة من العاصمة سنقول لكم وداعا?ٍ».
وأضاف ان الإنفلات الأمني في المحافظات كان سببه سحب النقاط الامنية الى عواصم المحافظات? وانشقاق القوات المسلحة? الامر الذي ساعد في انتشار «القاعدة»? مشيرا?ٍ إلى صراع القوى اليمنية ولا سيما العسكرية ادى الى انفلات امني.
وقال وزير الداخلية إنه يأمل في رفع جميع المظاهر المسلحة وفتح الطرقات خلال الاسبوعين المقبلين? مطالبا?ٍ جميع القوى السياسية بفتح صفحة جديدة وتخفيف التوتر. وقال ان كثيرا?ٍ من مراكز القوى يعمل على نشر التسيب الامني? مطالبا?ٍ بالتخلي عن ثقافة الانتقام? وتساءل «ماذا تريدون ان احقق لكم خلال ثلاثة اشهر فقط من عمر الحكومة?».
وفي حين كشف وزير الداخلية القريب من أحزاب «اللقاء المشترك» بأنه رفض طلب بعض الاطراف احداث تغيير في وزارته? قال ان هناك كوادر مؤهلة تعمل منذ اكثر من 30 عاما?ٍ في الوزارة? وانه يتعامل معها بأخوة واحترام وليس بروح الانتقام. وأقسم أمام النواب بأنه لن يقدم «على اي تصرف إلا إذا كان مناسبا?ٍ? ولن اتعصب لأي طرف مهما كان».
الحياة