اتفاق خليجي أمريكي على درع صاروخي
هيمنت إيران وسورية على المحادثات التي أجراها مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون? في أول اجتماع للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين.
وتطابقت وجهات نظر الجانبين على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ودعم المعارضة السورية للدفاع عن نفسها? ووقف آلة القتل في سورية فورا?ٍ.
وحض بيان صدر عن الاجتماع الموفد الدولي والعربي الى سورية كوفي انان على «وضع جدول زمني لخطواته التالية اذا استمرت اعمال القتل».
وأكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة حرصهما المشترك على معالجة قضايا المنطقة وتعزيز التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
وقالت الولايات المتحدة الأميركية على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون ان الحفاظ على «أمن الخليج» هدف استراتيجي تسعى لتحقيقه من خلال التعاون والشراكة على المستوى الثنائي مع كل دولة من دول الخليج ومن خلال التعاون الجماعي مع دول «التعاون».
واكدت كلينتون في أعقاب اجتماع المنتدى الوزاري الأول للتعاون الاستراتيجي الخليجي ـ الأميركي الذي عقد أمس السبت انه تم البدء في نشر وتفعيل «النظام الدفاعي الباليستي» بمنطقة الخليج بوصفه من أقوى الوسائل الدفاعية الفاعلة في الردع والحفاظ على أمن المنطقة.
وأضافت ان هناك بعض الصعوبات والجوانب الفنية في «النظام الدفاعي الباليستي» يجري العمل على حلها بالتنسيق المشترك مثل النظام الراداري وتقلبات الطقس.
وبشأن الوضع في سورية دعت كلينتون الى توفير «دعم غير هدام» للمعارضة السورية وطالبت مع نظرائها الخليجيين الموفد الدولي والعربي كوفي أنان بـ «تحضير خطواته التالية اذا استمر القتل» في سورية.
وأوضحت: «نتحدث بشكل جاد حول توفير الدعم غير الهدام وسنناقش ذلك في اسطنبول» في إشارة إلى مؤتمر «أصدقاء سورية» الذي يعقد اليوم بحضور عشرات الدول.
وشددت كلينتون في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على التزام واشنطن بالدفاع عن دول مجلس التعاون ضد أي تهديدات خارجية وخاصة من جانب إيران.
وأعربت كلينتون? في التصريحات التي جاءت في ختام الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون والولايات المتحدة? عن تصميم بلادها على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية تشكل تهديدا لجيرانها وللأمن الإقليمي.
كما أعربت عن أملها في أن يسهم المنتدى في تعميق وترسيخ التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة? مشيرة إلى ان الشراكة الإستراتيجية مع السعودية تمتد لأكثر من ستة عقود ولاتزال مستمرة بالتطابق نفسه في وجهات النظر تجاه الكثير من القضايا.
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية استعداد واشنطن للتعاون مع دول الخليج في حماية أمنها واستقرارها من خلال التكامل الدفاعي وتعزيز الدفاع الصاروخي الباليستي لمواجهة أي تهديد من جانب إيران? مشيرة إلى أن الجانبين الخليجي والأميركي متفقان على التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب.
وطالبت كلينتون إيران بالتجاوب لحل أزمة الملف النووي بالطرق السلمية وتنفيذ تعهداتها في هذا الصدد? لافتة إلى أن الخيارات متاحة للتعامل معها في حال استمرت في نهجها الرافض للتعاون مع المجتمع الدولي.
وبشأن الأزمة السورية? أكدت كلينتون أن بلادها تدعم خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان بشأن سورية لكنها حذرت النظام السوري من الالتفاف عليها وعدم التقيد بالتنفيذ مطالبة في هذا الصدد بضرورة الوقف الفوري للقتل وتوفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات للشعب السوري.
كما أكدت دعمها للانتقال السلمي للسلطة في سورية مع ضرورة أن تعمل المعارضة على توحيد صفوفها مشيرة إلى أن موضوع تسليح المعارضة السورية سيبحث خلالها مؤتمر أصدقاء سورية المزمع في اسطنبول اليوم.
وأشارت الى أن مواقف جميع الدول موحدة تجاه النظام السوري وضرورة وقف عمليات القمع التي يمارسها ضد الشعب موضحة أن المؤتمر سيبحث أيضا استقطاب المزيد من الدول للنظر في سبل مساعدة الشعب السوري وإنقاذه من أعمال العنف بجانب مساعدة المعارضة ومعرفة خطتها المستقبلية للتعامل مع الأوضاع بعد إسقاط النظام.
وبشأن اليمن? أكدت كلينتون دعم بلادها لجهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمساعدة اليمن بعد الانتقال السلمي للسلطة هناك خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية.
من جانبه? أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الأولوية لحل الأزمة في سورية تتركز في سحب القوات الأمنية من المدن ووقف نزيف الدم معتبرا ان الأوضاع في سورية وصلت إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها.
وأكد ضرورة العمل على تنفيذ خطة الجامعة العربية لنقل السلطة في سورية سلميا? خاصة أن النظام هناك بات لا يستجيب للنداءات بوقف آلة القتل والتعاون من اجل تلبية تطلعات الشعب السوري? مطالبا بالإسراع في إيجاد سبل لتوصي