وصفت بأنها الأعنف.. تجدد المواجهات بين الحرس الجهوري ومسلحين شمال العاصمة صنعاء
خاض مقاتلو اللواء 63 حرس جمهوري- جبل الصمع- أرحب شمال العاصمة صنعاء اششتباكات ضارية مساء الخميس وصباح الجمعة في مواجهة جحافل الميليشيا القبلية والحزبية ومجاميع من الجهاديين ومقاتلين يتبعون تنظيم القاعدة توافدوا خلال الأيام الماضية إلى المنطقة في عملية تحشيد منظمة دشنت جولة جديدة من الحرب على معقل قوات الحرس الجمهوري في جبل الصمع واللواء63.
وتفيد المعلومات المتواردة من مسرح المواجهات بان معركة تكاد تكون غير مسبوقة استمرت طوال الليل وحتى الصباح استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت إثر قيام الميليشيا التابعة لحزب الإصلاح بقصف معسكر الحرس الجمهوري- جبل الصمع من أماكن مختلفة تساندها أربع مدرعات من الفرقة الأولى المنشقة, إضافة إلى قذائف الكاتيوشا والآر بي جي يستخدمها مقاتلون قدموا من مناطق المواجهات مع القاعدة وأنصار الشريعة في ابين وشبوة والبيضاء انضموا للمجاميع القبلية والحزبية في المنطقة لخوض معركة استنزاف جديدة هدفها كما هو دائما السيطرة على معسكر الحرس بما فيه من أسلحة ومعدات لإحكام السيطرة على الجبهة الشمالية للعاصمة صنعاء والوصول إلى مطارها الدولي وإطباق الحصار على السلطات العليا للدولة ضمن ما يعرف بخطة إسقاط صنعاء الم?ْرح?لة من مواجهات العام الماضي 2011م.
وبحسب المعلومات المتوافرة وصلت الاشتباكات إلى الالتحام المباشر من مسافات قريبة جدا تتراوح بين 63 و500 متر بحسب التضاريس الجبلية في منطقة المواجهات.
تقارير ميدانية متواترة تحدثت مساء الخميس عن توافد مقاتلين من طرف القاعدة إضافة إلى أكثر من 800 مسلح قبلي دفع بهم القيادي الإصلاحي والزعيم القبلي حميد الأحمر للإنظمام إلى سابقيهم مع توافق الأطراف المتحالفة حول موعد المعركة وساعة الصفر لبدء الهجوم الذي انقضت أسابيع في التجهز والإعداد له.
وتدفقت عناصر الميليشيا إلى منطقة زجل وكولة العصيد? وقاموا بتجهيز المتارس والخنادق? وتوجيه الأسلحة باتجاه اللواء (63) حرس جمهوري.
كما توافدت مجاميع مسلحة إلى منطقة “نقيل بن غيلان” بالإضافة الى وصول سيارات تقل أسلحة وذخائر إلى النقيل باتجاه الصمع. ليباشر المسلحون تجهيز المتارس باتجاه معسكر الحرس بجبل الصمع.
هذا وأعادت المجاميع المسلحة وعناصر الميليشيا القبلية والجهاديون التمركز في مناطق (غرة الشاكر? والحجبيرة? وشعب الفيل? والشعب الفتوح بمنطقة المشان القريبة من لواء الدفاع في الصمع)? متحينة الفرصة لمهاجمته من تلك النواحي.
وبات معسكر الحرس الجمهوري في الصمع ليلته تحت القصف الكثيف ونيران المهاجمين المتمترسن في أماكن مختلفة ومتفرقة تحيط بالجبل, بينما كان الهجوم قد بدأ عمليا في الثالثة من عصر الخميس وتواصل إلى ساعات الفجر الأولى ثم تجدد القصف بشكل أعنف صباح الجمعة. وشكل التصعيد العسكري المباغت مفاجأة حقيقية في ظل خطوات متقدمة قطعتها البلاد على طريق التسوية السياسية وتثبيت الانفراج. كما جاءت العمليات الغادرة غداة تحذير مجلس الأمن الدولي من انهيار التسوية وتعبيره عن القلق حيال انهيار العلاقة بين القوى السياسية الفاعلة في اليمن داعيا الجميع إلى تطبيق المرحلة الانتقالية ببنودها والدخول في الحوار الوطني.
التصعيد في ارحب تزامن معه تصعيد في العاصمة صنعاء حيث انتشرت قوات الفرقة الأولى مدرع بكثافة في منطقة واسعة تذكر بتلك التي استولت عليها الفرقة المنشقة خلال المواجهات العسكرية وأعمال العنف العام الماضي. بينما انتشر المسلحون القبليون في إمرة أولاد الأحمر في مناطق وأحياء الحصبة وصوفان ومازدا والنهضة والرشيد وسوق الروني. في الوقت الذي شوهدت شاحنات كبيرة تفرغ أسلحة وذخائر من معسكر الفرقة الأولى القريب.
ولم يصدر حتى الآن- الثامنة صباحا- موقف أو تعليق من قبل لجنة الشئون العسكرية المكلفة برفع الاستحداثات وإخلاء المظاهر المسلحة وإزالة المتارس وأسباب التوتر.
كما لم يصدر توضيح من وزارة الدفاع اليمنية. وتراجع مستوى الاطمئنان والشعور بالأمن في أوساط السكان والأهالي بالعاصمة صنعاء في ظل عودة المظاهر المسلحة وأجواء التصعيد وأخبار المواجهات في أرحب شمال العاصمة وعلى مشارف المطار الدولي.
وفي اجواء ملبدة بالقلق والغموض يتكرس اعتقاد بأن حزب الإصلاح وقوات الفرقة المنشقة والميليشيا القبلية تسعى لتحقيق مكاسب على الأرض وتغيير معادلة الواقع الهش وامتلاك مفاتيح ضغط للحصول على تنازلات جديدة من الأطراف الأخرى ولفرض وقائع ضاغطة للمناورة بها في مواجهة المواقف الإقليمية والدولية المتمسكة بنص الاتفاق السياسي والرافضة للابتزاز وفرض شروط جديدة تمرر مضمون المشروع الانقلابي بطريقة أو بأخرى.
اخبار اليمن