تحالف السرق واللعب بالورق
بقلم/ بلقيس علي السلطان
تحالف العدوان على اليمن لايمكن وصفه سوى بالتحالف الأرعن الخبيث الذي صب جم خبثه ومكائده على الشعب اليمني مستخدماً في ذلك أوراق الحروب المدمرة منها أوراق ظاهرة جلية كالورقة العسكرية والورقة الاقتصادية والورقة الإعلامية وأوراق خفية عن العالم تلعب من خلالها تحت الطاولة كورقة زعزعة الأمن ونشر العصابات في المدن وورقة الحرب الناعمة وورقة الإنسانية المزيفة تحت مسمى المنظمات .
فالورقة العسكرية هي الورقة التي لعب بها التحالف منذ الوهلة الأولى للحرب على اليمن من خلال غاراته الخبيثة على المدن والحلم باجتياح صنعاء والسيطرة عليها بالإضافة إلى بقية المحافظات الحرة التي اختارت رفض الوصاية والتدخلات الاجنبية إلى جانب الورقة الإعلامية التي تم التعويل عليها في تضليل العالم وطمس الحقائق الكامنة وراء شن الحرب على اليمن بالإضافة إلى إخفاء المجازر وتبريرها في حال ظهور بصمات تحالف العدوان عليها .
وماأن طال أمد الحرب وفشل المخطط الزمني في الوصول إلى الأهداف كان لا بد من رمي الورقة الاقتصادية فعملوا على إغلاق مطار صنعاء الدولي والسيطرة على حركة السفن واحتجازها وإغلاق ميناء الحديدة (المنفذ البحري الوحيد) في عرض البحر وكذلك نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن من أجل الوصول إلى قطع الرواتب والضغط على المواطن من أجل الرضوخ والقبول بأية حلول تخرجه من هذه الأزمات ، وكل ذلك من أجل تحقيق ماعجزوا عن تحقيقه عسكريا .
استطاع الشعب اليمني التأقلم مع الحصار الاقتصادي وإيجاد بدائل لإيجاد دخل يستطيع من خلاله سد الفجوة التي أحدثها العدوان فمن حسن حظ الشعب اليمني أن معظم فئاته لم تكن تعتمد على الراتب ومن كان يتقاضا الراتب كان لابد له من إيجاد دخل أخر لأن الرواتب لم تكن بالكافية لتسد رمق أسرته وحاجاتها وهذا ما جعل معظم الأسر تتقبل الوضع وتبحث عن البدائل وهذا لاينفي تضرر الكثير من الأسر وهبوط مستوى المعيشة لديها بسبب قطع الرواتب ، وخلال ذلك بدأ المعتدون في رمي بقية الأوراق فأشعلوا الحرب الناعمة وبدأوا في نهش فئة الشباب من أجل تضليلهم وإبعادهم عن قضاياهم الأساسية وتمييعها في نظرهم وكذلك حركوا خلاياهم التخريبية في الداخل من خلال محاولات زعزعة الأمن وتنفيذ الاغتيالات ونشر الفوضى في المدن المحررة .
بعد مضي ست سنوات من الحرب على اليمن وجد التحالف نفسه في موقف محرج وصعب وخاصة بعد التقدمات والانتصارات التي أحرزها الجيش واللجان الشعبيىة على مستوى الجبهات وكذلك التصنيع العسكري الذي وصل نجاحه إلى الشركات والمطارات والأهداف العسكرية السعودية فكان لا بد من خلط الأوراق واللعب بشكل مختلف عله ينقذ نفسه من هذا المأزق !
فبدأ بتمثيل دور حمامة السلام ودور الباحث عن الأمن والاستقرار في المنطقة ، بينما يلعب تحت الطاولة بالورقة الإنسانية ويجعل من الحصار والجوع ورقة للضغط من أجل إيقاف التقدم الذي حققه الجيش واللجان الشعبية بالإضافة إلى شد الخناق على الاقتصاد من خلال ضخ العملة النقدية في الأسواق ودون غطاء اقتصادي لها وماحدث مؤخرا من طباعة للعملة القديمة المتداولة في المناطق المحررة لأكبر دليل على خبثهم وكيدهم من أجل شد الخناق على المواطن من خلال إرتفاع الأسعار وعدم القدرة على توفير لقمة العيش وكذلك احتجاز ناقلات النفط والغذاء والدواء من أجل شل حركة المدن وزيادة معاناة الشعب اليمني .
أضف إلى ذلك التلاعب بالحقائق الإنسانية وجعل الضحية جلاد بعد إعلان أنصار الله حركة إرهابية تارة ومنتهكة لحقوق الأطفال تارة أخرى وتبرئة الجلاد وإخراجه من قائمة منتهكي حقوق الأطفال ! وهم من يقتلون الأطفال منذ بداية العدوان ويقصفون مدارسهم وحافلاتهم ويقتلون آباءهم وأمهاتهم أمام أعينهم .
وعلى صعيد الورقة الإعلامية فقد عملوا على نسخ إذاعات وقنوات مطابقة للإذاعات والقنوات الوطنية في الاسم ومنافية لها في المكان والرسالة المقدمة وكذلك تشويش البث للإذاعات والقنوات الحرة واختراق مواقعها وإغلاقها كما حدث مؤخرا لموقع قناة المسيرة وقنوات مقاومة أخرى من قبل أمريكا التي تدعي حرية الرأي بينما حقيقتها القمع والسيطرة والعنصرية.
يعلم تحالف العدوان بقيادة أمريكا كل العلم بأن حربهم قد فشلت فشلاً ذريعاً في اليمن وباتوا يلقون ماهم ملقون من الأوراق كفرصة أخيرة للمحافظة على ماء وجههم وعلى المواطن الحرص والوعي بخططهم التي باتت في الرمق الأخير وباتت كل أوراقهم مكشوفة ومفضوحة ، فطاولة الحرب قد قلبت على رأسهم واللعب أضحى جليّاً وواضح ولم يتبقى لهم سوى اليقين بفشلهم وخيبتهم في اليمن والرحيل إلى مزبلة التاريخ دون رجعه ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .