إلى الأخ الرئيس : إلى أين يتجه عزمكم والمسير ??
الأخ الرئيس السابق علي عبدالله صالح استمعت يوم السبت الموافق 10-3-2012م إلى حديثكم في جامع الصالح مع جموع الشباب من أنصاركم وحلفائكم السياسيين ..وهالني ما سمعت من خطاب منفعل مليء بلغة التهويل والتخوين واتهامات الفساد والعمالة وعبارات التحدي لمناوئيكم وعلى غير المتوقع منكم في ظرف وواقع متأزم كهذا يمر فيه الوطن ويعاني فيه مواطنيه أشد المعاناة ( الوطن الذي تفاخرون ببنائه وعلاقتكم الطيبة بأبنائه) من خلافات متعاظمة ومفرطة في القطيعة والعداء بين أطراف العمل السياسي .. جاء خطابكم هذا ليصعدها ويؤججها ويصل فيها إلى مستوى عالي من المغامرة والمخاطرة نحن في غناء عنه ..وانتم من يطالب الأخريين دائما وأبدا بالصبر والحكمة ومراعاة مصلحة الوطن وتقديمها على المصالح الأخرى للأفراد والجماعات ..فكيف تغيب عنكم الحكمة والحصافة المطلوبة في ظرف كهذا نحن في أمس الحاجة لتمثلها لتجاوز فتنة نائمة لعن الله من أيقظها ?? ..بحثت طويلا ودققت كثيرا في تفاصيل خطابكم أملآ في الحصول أو الوصول إلى كلمة سواء ندعو المختلفين للالتقاء عليها ..فلم أجد في محتوى خطابكم أي شيء من هذا القبيل !! فراعني ذالك أكثر وأستدعى مني مزيد من القلق المشروع لأسطر لكم هذه العجالة أملآ منكم قرأتها (هكذا منيت نفسي ) طمعا أن تتجاوب معها فنسعد معا في تحقيق الانفراج والأمن والاستقرار لوطن هو مسكن وملاذ لنا جميعا. وهذا حقه علينا جميعا …فعجبت أن يكون هذا الأمر الجلل صادر منكم في هذا التوقيت الحرج الذي يحرص الجميع فيه على سلوك الإخاء والتسامح و نهج طريق الأمان والسلامة فكان منكم شيئا أخر !! أثار قلق وهواجس أبناء شعبنا الأبي والصابر والمتطلع لطي صفحة الماضي والتفرغ للإنتاج والبناء والعيش في امن واستقرار وكرامة وازدهار وهذا أبسط حقوقه الدستورية والإنسانية . أخي صالح دعني أصارحك القول(وهو قول صادق ربما لا تجده من أقرب جلسائك ) حديثك ذاك غير مجدي وليس بمفيد لا يخدم قضية أو ينجز هدف بل يؤدي إلى نتائج عكسية سلبية على خلاف ما تتوقون وترمون . ..ونلخص أسباب ذالك بالتالي :-
1- أن يكون هذا هو حديثكم المفتتح وفعاليتكم الأولى في تقديم صفتكم الجديدة كزعيم سياسي للشعب اليمني فقد أسئتم الاختيار للمكان والزمان لأسباب عدة لها علاقة بتفاصيل الخلاف ولم توفقوا في اختيار عبارات الحديث ومضمونه وإيصال الرسائل المناسبة والمطلوبة لمحيطك من الحلفاء والطرف الأخر .. كذالك هو حديث ينفر ولا يقرب لا يحسن معالجة الأخطاء بل يكررها ويقع أسيرا لها ..فماذا تركنا للمناوئين ??
2- يؤدي حديثكم ذاك إلى وأد الهامش المتاح للحوار المنفتح على الأخر و تقويض فرص التواصل الممكنة التي تساعد على الوصول للتسوية والحلول المرضية للأطراف كافة لما فيه خير الوطن والمواطن .
3- يؤدي إلى الاستهلاك الغير مبرر لرصيدكم الإيجابي (في التعامل المرن والمنفتح والديمقراطي مع الأخر) كرجل حوار ودولة في نظر المراقبين في الداخل والخارج . ( الرصيد الذي حرصتم على تنميته طوال 33 عاما ).
4-ظهرتم بمظهر المتناقض في قولكم وفعلكم مثال إن تمارسوا نقيض الشعارات التي ترفعونها , وتتناقضوا مع نهج وسياسة حزبكم الوسطية الليبرالية و تسلكوا سلوك المتطرف في الفكر والموقف في تعاملكم مع الأخر.وأن كانت منكم مجرد ردود أفعال نحوه .
5- ظهرتم كالمستهتر والمتحدي لجهود الجهات والدول الراعية للتسوية السياسية ولوجود العديد من القوى والمكونات السياسية والاجتماعية الفاعلة وحضورها في الساحة الوطنية اليمنية حيث مارستم الفعل السلبي تجاه الأخر (هذا الفعل ) الذي جعل منكم(مجددا)جزءا من المشكلة وتعقيداتها ولم يقدمكم من عناصر الحل وعوامل الانفراج و الاستقرار المطلوب والايجابي . (وهنا نرجو عدم الاكتراث والتجاوب مع مستشاري السوء في قولهم عن ضرورة تواجدكم رقما صعبا وبهذا الأسلوب والمنطق الأهوج الذي يضر ولا يفيد ونقترح عليكم لاحقا البديل المناسب والمقبول والفاعل ) . أخي صالح .. دعنا نتجاوز ذالك الحديث (الخطاب ) في مضمونه وتفاصيله كافة ونخوض في أمر أخر نصدقك فيه القول والنصيحة .. لننتقل إلى ما ينتظره منكم أنصاركم وأبناء شعبكم كافة وما يفيد ونحن (جميعا ) في أمس الحاجة إليه . . أخي الرئيس ..أطمئنكم والفت اهتمامكم ..
شعبنا اليمني العظيم لا يهتم كثيرا بما حدث في الماضي القريب أو البعيد في حديث الإنجازات أو الخلافات والاتهامات المتبادلة ومن قدم وبذل ومن أساء وأفسد من يرحل ومن يبقى لأن ذالك ببساطة جزء من الماضي المؤلم والظرف الحالي الذي يعاني منه كثيرا شعبنا لا يسمح له بالالتفات للخلف بل أن يتطلع للأمام بأمل لمن يخلصه من ذالك الماضي بمساوئه كافة بالاهتمام بالحاضر بإعادة الأمن والاستقرار والعيش الكريم وتسهيل الحصول على مصدر الدخل المستقر وتوفير الظروف والعوامل المناسبة للولوج لمستقبل زاخر ومزدهر…ولاشي أخر غير ذلك ..
(( أما عنكم ستجد من يشيد بماضيكم وتاريخكم و إنجازاتكم وحسن أدائكم في قيادة وإدارة