إندلاع أول مواجهة عسكرية بين السودان و«الجنوب»
اندلعت اشتباكات وغارات متبادلة على مواقع وآبار النفط بين السودان وجنوب السودان فى أول مواجهة عسكرية مباشرة بين الدولتين منذ انفصال الجنوب فى يوليو 2011 – تنذر بحرب شاملة بين الجانبين? مع إعلان الخرطوم حالة التعبئة العامة وإلغاء كل الاتفاقات مع جوبا.
وأعلن رئيس جنوب السودان «سلفاكير ميارديت»? دخول قواته منطقة «هجليج» الغنية بالنفط بولاية جنوب كردفان? الاثنين ? التى تقع حاليا ضمن الحدود الشمالية رغم التنازع عليها بين الجانبين.
واتهمت جنوب السودان سلاح نالجو التابع للخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية فى ولاية الوحدة قرب الحدود لليوم الثانى على التوالى. ولم تعلن الخرطوم أى معلومات تؤكد شن غارات على آبار البترول فى الجنوب? إلا أن شركة النيل الكبرى لعمليات البترول فى جوبا أكدت وقوع القصف. وقال سلفاكير? لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم فى العاصمة الجنوبية جوبا: «جاءت القوات الجوية السودانية وقصفت مناطق فى ولاية الوحدة? بعد هذا القصف العنيف تعرضت قواتنا لهجوم من قبل القوات المسلحة السودانية وميليشيات».
من جانبه? أصدر الرئيس السودانى عمر البشير قرارا بتكوين اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار لـ«نفرة الردع الكبرى» برئاسة نائبه الأول على عثمان طه? ووزير دفاعه عبدالرحيم حسين رئيسا مناوبا. وأوضح القرار أن اختصاصات اللجنة تتمثل فى وضع الترتيبات اللازمة لنفرة الردع الكبرى? وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين بالإضافة إلى أى مهام أخرى لازمة لتحقيق أغراضها. وأعلن «البشيرى إلغاء زيارته التى كانت مقررة إلى جوبا الأسبوع المقبل للحد من التوتر بين البلدين? وكان «البشير» وجه حكام الولايات السودانية أوائل الشهر الحالى لفتح المعسكرات للدفاع الشعبى (ميليشيات شبه عسكرية) وأن تعد كل ولاية لواء كاملا بينما تعد ولاية الخرطوم 7 ألوية للدفاع عن الوطن فى مواجهة أعداء البلاد خاصة فى الولايات الحدودية.
وحاول المتحدث باسم الجيش السودانى الصوارمى خالد سعد التقليل من أهمية المواجهة والاشتباكات بين البلدين? قائلا إن «مواجهات محدودة» بين الجيشين اندلعت على طول الحدود المشتركة بين البلدين? متهما حركة العدل المتمردة باستغلال الوضع وشن هجوم ولكن الجيش تصدى له وأكد أن «هجيلج» تحت سيطرة الجيش السودانى? نافيا صحة تصريحات سلفاكير عن دخولها.
وأمر نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف الجيش برد الصاع صاعين لدولة الجنوب مستبعدا أن تكون حركة العدل هى من اعتدت على «هجليج». ووصف الهجوم بأنه مخط?ِ?ط واضح لتعطيل بترول السودان عقب إغلاق الحكومة أنبوب النفط الخاص بالجنوب. وأكد «الحاج» أنه لا اتجاه للتفاوض إطلاق?ٍا إلا بعد «كنس» الجيش الشعبى التابع لجوبا من الحدود السودانية. وقال: «كيف نفاوض والجيش ي?ْعتدى عليه فى الميدان»? مضيفا: «لا تفاوض إلا بعد انجلاء الموقف».
وأكد نائب رئيس الجمهورية? فى تصريحات نقلتها صحيفة «الانتباهة» السودانية? أن أى اتفاق تم مع دولة الجنوب لاغ?ُ بسبب الاعتداء من جيش الأخيرة على مناطق فى الشمال. واتهم «يوسف» فئة محدودة بحكومة الجنوب مسنودة بدعم إسرائيلى أمريكى بالوقوف وراء ما يحدث تنفيذ?ٍا لمخط?ِ?ط إسقاط النظام فى الخرطوم.
وفى واشنطن? دعا بان كى مون? الأمين العام للأمم المتحدة? البلدين لوضع حد للمواجهات تفاديا لنشوب حرب شاملة بينهما. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركى إن «الأمين العام قلق جدا من المواجهات العسكرية فى منطقة حدودية بين البلدين ويدعو حكومتى السودان وجنوب السودان إلى احترام وتطبيق الاتفاقات الموقعة حول الأمن ومراقبة الحدود وآبيى» المتنازع عليها. وأضاف: «يتوجب على الطرفين أن يستعملا كل الآليات السياسية والأمنية القائمة لحل خلافاتهما سلميا