”أخطر عبارة قالها فارستاين”
لقد أصبح السفير الأمريكي”فاريستاين”يشخص الوضع الداخلي لليمن أكثر من الحكومة نفسها بل ويسعى لحلحلة المشاكل الداخلية باهتمام أكبر من اليمنيين أنفسهم?وفي أحدث تصريح له في صحيفة الحياة تحدث السفير الأمريكي بشكل موسع عن بعض النقاط التي تكشف لنا النوايا السيئة وراء التدخل الأمريكي في شؤون اليمن الداخلية..
وبالطبع و كما هي العادة تكلم السفير الأمريكي عن خطر التدخل الإيراني في شؤون اليمن الداخلية و لو أن هذه التحذيرات صدرت عن شخص آخر غير فاريستاين ودولة أخرى غير أمريكا لوقفنا أمامها وقفة جادة ولقرعنا دونها جرس الخطر ولكن تدخلاتهم السافرة في شؤون اليمن تجعلنا ننظر إلى حديثه هذا بعين ساخرة ولسان الحال يقول لا تنه عن خلق وتأتي مثله عيب عليك إذا فعلت عظيم..
و تحدث فاريستاين أيضآ عن متانة العلاقة التي باتت تجمعهم بحزب الإصلاح و الصداقة الحميمة التي أنشأوها مع قيادة ذلك الحزب?أما نحن في اليمن فلا نعتبره جاءنا بشيئ جديد?فكل جريمة إرتكبها النظام الفاسد على امتداد الأراضي اليمنية خدمة لأمريكا ولمشروعها الإستعماري تشهد بأن قيادات الإصلاح كانوا شركاء أساسيين فيها?والتهديدات التي أطلقها الرئيس المخلوع علي صالح بكشف ملفات الشراكة في العمالة مع حزب الإصلاح لاتزيد الصورة إلا تجليآ و وضوحآ..
أما القضية الأخطر التي تكلم عنها السفير اليهودي الأمريكي فاريستاين هي”أن الشعب اليمني متعاطف جدآ مع ما يسمى بتنظيم القاعدة كما هو الحال مع الشعب الأفغاني تمامآ”?و هذه تصريحات خطيرة تعتبر مرحلة جديدة في طريقهم لإحتلال اليمن واستذلال أهله?بعد مرحلة إقناع الشعب بالإعتراف بوجود عناصر من ذلك التنظيم الإستخباراتي في بلادهم..
إن هذه العبارة تعنى أن الشعب اليمني بأكمله بات في نظر أمريكا شعبآ إرهابيآ?ولهم كامل الحق في قتل من يشاؤون منه واعتقال من يشاؤون و تعذيب من يشاؤون ومن دون أن يتحملوا أي مسؤولية ومن دون أن يواجهوا أي إدانة بل وبتعاون وإشادة كبيرة من الحكومة التي صنعوها بعناية و بتخطيط دقيق..
كما أن هذه العبارة التي تحدث عنها السفير الأمريكي تعتبر بمثابة التهديد و التحذير لكل من سيحاول مواجهة أمريكا أو الوقوف ضد مشروعها الإستعماري بحجة مكافحة الإرهاب وأنه سيعتبر إرهابيآ بالمعيار الأمريكي أو داعمآ للإرهاب وأنه سوف يدرج على قائمة المطلوبين للقتل أو الإعتقال على يد الأمريكيين?و كأنهم يريدون ضمانة عدم معارضة الشعب لهم ليتحركوا في تنفيذ مخططهم في ظل سكوت شعبي مطبق..
و لكن التشابه الذي تكلم عنه بين الشعب اليمني و الأفغاني يجعل الشعب اليمني ينظر إلى ما فعلته تلك العبارة?عبارة”التعاطف مع القاعدة”بشعب أفغانستان الذي أصبح مستباح الدم والمال والعرض?الذي يقتل منه باستمرار وبشكل شبه يومي أعداد كبيرة بدم بارد وبدون أن تلتفت أمريكا إلى حرمة تلك الدماء?سواءآ كانوا شيوخآ أو أطفالآ أو نساءآ?وسواءآ كان القتل بالقصف على المنازل أو الأسواق أو حفلات الزفاف والأعياد?وفي الأخير ستكون الحجة هي التعاطف أو المناصرة لما يسمى بتنظيم القاعدة?ولكن الشعب اليمني حتمآ لن يرضى أن تصبح حالته كتلك الحالة المؤسفة في أفغانستان و لن تعبر عليه تلك التصريحات بما فيها من تهديدات و تحذيرات أمريكية مبطنة..
ولذلك فإن أفضل وسيلة لرد كيد أمريكا في نحرها هي أن يخصص الشعب اليمني في جميع المحافظات وجميع الساحات الجمعة المقبلة لرفض هذه التصريحات الأمريكية ورفض كل التدخلات الأمريكية في اليمن وتكذيب مسرحية تنظيم القاعدة وأن لا وجود في اليمن لمثل هذا التنظيم المكذوب و لا وجود للإرهاب الأمريكي في اليمن?وأن الشعب بأكمله سوف يقف صفآ واحدآ ضد أي جريمة أمريكية تستهدف الشعب والوطن و لن نعير بالآ لأي تهديدات أو تحذيرات من جيش هو أجبن الجيوش العالمية ولن نتراجع أمامه ولن نفتح المجال لأمريكا لتقدم لنا نفسها بثياب المشفق و المنقذ..
و حتمآ سوف نرى النتيجة فورآ حيث ستغير أمريكا كل سياستها وكل منطقها في اليمن? وستتعامل مع الشعب بطريقة مختلفة تمامآ?كشعب قوي أبي لا يهزم ولا يذل ولا يتراجع ولا يجبن..