تنظيم (الراهدة).. حقيقة أم خيال?!!
القاعدة تنظيم? لا يجهله صغير ولا كبير..
تخافه أمريكا وتخشاه أوروبا? وتتعاطف معه الدول الإسلامية التي لم ينلها منه شر ولم يلحقها منه أذى..
وبعد ان انتصر هذا التنظيم على الاتحاد السوفيتي في أفغانستان بدعم أمريكي بدأت تدور حوله الحكايات والروايات التي تشكك فيه وفي نشأته وفي أهدافه وفي رموزه..
فمن قائل انه اختراع أمريكي يشبه مسمار جحا, تدقه أمريكا في أي مكان تشاء ثم تأتي بعدتها وعتادها لتقتلعه, وليست سوى خرافة سياسية مثل أشباح الظلام من عمل وفبركة السياسيين ليس إلا”..
وقائل انه تنظيم إرهابي تكفيري, ليس له هدف سوى القتل وإراقة الدماء..
وقائل انه تنظيم جهادي, يقف في وجه الطغيان, ليحرر الإنسان والأوطان من اسر واستعباد النصارى والأمريكان.
يتهمه المسلمون بالتطرف والإرهاب? وتشويه صورة الإسلام, ثم يتباكون على قتلاه ويسمونهم شهداء..
وضاعت الحقيقة واختلطت الأمور ولم نعد نعرف للتنظيم هوية?
والمؤسسة الدينية تشبه الشرطة في الأفلام الهندية تأتي “وقد قتلوا البطل واختطفوا البطلة”..
ما حقيقة القاعدة افتونا أثابكم الله?!
تنظيم إرهابي أم جهادي?
ما يفعلونه حرام أم حلال?
هل نناصرهم ونواليهم ونؤيدهم وندعمهم, أم نحاربهم ونتبرأ منهم?
القاعدة في اليمن:
أما في اليمن فللقاعدة قصة عجيبة وغريبة..
فالسلطة تتهم بعض أحزاب المعارضة بأنها جزء من هذا التنظيم والمعارضة تؤكد انه لا وجود لهذا التنظيم وانه مجرد فزاعة..
المعارضة تنكر وجوده في اليمن ثم تعلن أنها انتصرت عليه في أبين..
تنكر وجوده ثم تتهم النظام بأنه يغذيها ويدعمها.. وفي نفس الوقت يتهم قادة تنظيم القاعدة النظام اليمني بالعمالة والتواطؤ مع أمريكا للقضاء عليه في اليمن.
تصفه بالتنظيم الإرهابي وتتهم النظام بدعمه ثم تقيم لشهدائه مجالس العزاء, وتنتقد النظام الذي سمح لطائرات بدون طيار أمريكية تخترق الأجواء اليمنية وتقتل بعض قياداته ثم يصرح بعض قادتها بأنه يرحب بالتدخل الأمريكي للقضاء على القاعدة في حال توليهم السلطة في البلاد..
بيني وبينكم :
ولا أخفيكم سرا أني كنت أحب تنظيم القاعدة واعتز به وأراه المخلص الوحيد لهذه الأمة المستعبدة والمستضعفة.
ولكن عدم وضوح الرؤية الشرعية لهذا التنظيم عندي, وتضارب الأخبار واختلاف التفسيرات والروايات حوله, وارتكابه بعض الأفعال التي تخالف ما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف جعلني في حيرة من أمري..
فهل يعقل أن تنظيم القاعدة الإسلامي?لا يعلم حرمة سفك دماء الأبرياء والآمنين في الشوارع والأسواق والمدارس والمتنزهات..?!
وهل يجهل تنظيم القاعدة حرمة قتل المعاهد? الذي اخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- ان من قتله لم يرح رائحة الجنة?
ولماذا يوجه التنظيم ضرباته لأمريكا ومصالحها ولم يجعل للكيان الصهيوني منها نصيبا?ٍ?
تنظيم الراهدة:
في ظل نظام السلبطة والتزوير والتلفيق الذي تنتهجه أميركا لضرب أي بلد عربي أو إسلامي أو كوري شمالي كان يراودني كابوس ضرب مدينة القاعدة اليمنية ونقل أبناءها وسكانها إلى قاعدة جوانتانامو “!!
اللهم احفظنا” بسبب تشابه اسمها مع اسم عدوها اللدود تنظيم القاعدة وأقدم هنا اقتراحا?ٍ عل?ِ? وعسى أن ينفعنا إذا بلغت الحمى دماغ أميركا وبدأت تهلوس وتخرف? اقترح تغيير اسم مدينة القاعدة إلى القائمة أو الجالسة أو حتى الراقدة أو المنبطحة أرضا?ٍ تجنبا?ٍ للشر قبل وقوعه ” والحذر ولا الشجاعة”.. ولا أخفيكم علما?ٍ أنني اعلم? كما تعلمون? أن أميركا إذا ما أرادتنا بسوء فلن ينفعنا تغيير الأسماء أو تبديلها فليس من المستبعد حينها أن تدعي أن هناك تنظيما?ٍ إرهابيا?ٍ آخر يحمل نفس اسم مدينة الراهدة وربنا “عالظالم والمفتري”.
طبعا?ٍ هذا قبل إعلان أبين إمارة إسلامية..!!
– صحيفة (اليمن)