عملية جيزان تفضح النظام السعودي وتثير غضب الشارع عليه
شهارة نت – تقرير
منذ اعلان العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي على اليمن في 25 مارس من العام 2015م وحتى اليوم، تعلن السعودية بأنها باتت قاب قوسين او أدنى من تحقيق النصر على الشعب اليمني، غير أن توقعاتها في كل مره تصطدم على حائط القوة والعزيمة والارادة التي يمتلكها المقاتل اليمني، ليجد النظام السعودي نفسه أمام معركة جديدة من التصعيد المقابل او فضيحة موثقة بعدسات الإعلام الحربي اليمني.
وكانت السعودية حددت عدة أهداف في مراحل عدوانها على اليمن منها اعادة الفار عبدربه منصور الی صنعاء، واجتثاث من أسمتهم بالحوثيين وتحطيم القدرة العسكرية والصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية وتحرير صنعاء، لكنها لم تنجح في تحقيق شيء بل بات الجيش اليمني واللجان الشعبية هم المنتصرين ومن يمسكون بزمام المبادرة بل ويسعون الى تحرير المناطق الحدودية.
ولم يعد خافيا على احد ما جرى من انتصارات حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية في محور جيزان عبر العمليات الواسعة في محور جيزان التي تعتبر الاكبر من نوعها من حيث الدقة والتخطيط والانتصارات الميدانية والسيطرة على عشرات المواقع الاستراتيجية في داخل المواقع السعودية.
مشاهد مثيرة عرضها الإعلام الحربي التابع للجيش اليمني ولجانه الشعبية كملحق عن العمليات العسكرية النوعية التي تم تحقيقها في محور جيزان الواسعة في العمق السعودي حملت الكثير من الدلالات والمعاني والانجازات النوعية، سيما بعد مرور أكثر من ست سنوات من العدوان والحصار، كما جاءت رداً على الاعلام السعودي وتحالف العدوان بزعمهم ان ما تحققه القوات اليمنية المشتركة ليس صحيحا ومفبركاً.
وتكشف تلك المشاهد الأسطورية التي بثها الإعلام الحربي اليمني عن عملية جيزان مستويات الفشل التي وصل إليها النظام السعودي طوال ست سنوات من إعلانه ما يسمى عاصفة الحزم..
النظام السعودي لم يحترم جيشه
ويرى الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين ان عملية جيزان غيرت موازين القوى، خصوصا بعد ان حاول النظام السعودي وجيشه المسنود بالمرتزقة من مختلف الجنسيات اظهار ان حدوده في مأمن عن المواجهات، حيث أعادت هذه العملية الحدود المشتعلة للواجهة كما انها تظهر هشاشة الجيش السعودي رغم التسليح والعتاد العسكري والاستعانة بالخبرات الامريكية والبريطانية في جميع حدودها والاستعانة بالمرتزقة في محاولة لتامين حدودها.
وكما هو حال جيش العدو الاسرائيلي الذي كان يصور على انه الجيش الذي لا يقهر لكنه سرعان ما اعلن انهزامه امام المقاومة في لبنان وفلسطين، ظهر الجيش السعودي هو الاخرى بأنه لم يكن اكثر من نمر من ورق، حيث اصبح بمقدور القوات اليمنية الوصول الى منشآت حيوية في السعودية، ناهيك عن التوسع الى الداخل السعودي.
وتظهر المشاهد المخزية للجيش السعودي الذي طالما وصفه إعلام النظام الحاكم في السعودية بأنه أقوى خامس جيش في العالم مدى اعتباط النظام السعودي الذي ما كان يجب عليه أن يظهر جيشه بتلك الصورة حيث كان من مصلحته العمل على وقف العدوان قبل أن يتم نشر مثل هذه المشاهد، لكننا اصبحنا نقف اليوم أمام دولة لم تحترم جيرانها وكذا لا تحترم جيشها وسمعته خاصة وان القوات اليمنية قد اعطت النظام السعودي الفرصة الكافية للتراجع عن غيها.
كما يؤكد المراقبون ان هذه العمليات لها دلالات وابعاد سياسية وعسكرية واجتماعية ايضاً، لافتين الى انه الخطأ اعتبار الرسائل العسكرية بانها لا تمت بصلة عن الرسائل السياسية.
واوضحوا، ان رسائل مشاهد النار اليمنية تكشف الكثير، فمن الناحية العسكرية عند رؤية المشاهد يرى الكثير من الدلالات واولها ان من ينتصر هم اصحاب الارض وحاملين المظلومية.
ومع مثل هذه الهزائم التي يتلقاها النظام السعودي يلاحظ ايضا ان نظرة المجتمع الدولي الداعم للنظام السعودي بدأت تتغير، يعد ان اثبتت سنوات العدوان مدى هشاشة الجيش السعودي، فالتوغل باتجاه السعودية يأتي من اجل ارغام النظام السعودي للعودة مجدداً الى المسار السياسي التفاوضي، وان التغييرات التي حصلت في موازين القوى العسكرية بالتأكيد ستفرض نفسها في اي مسار سياسي تفاوضي قادم.
كما أن لهجة النظام السعودي وولي عهدها محمد بن سلمان بدأت تتغير بالفعل حيث ظهر بن سلمان مؤخرا وهو يقول بأن من اسماهم الحوثيين بأنهم يمنيين بعد ان كان يصفهم بالمليشيات الايرانية، ومن هنا يتضح ان النظام السعودي وبعد وقت متأخر بدأوا يستوعبوا مدى صلابة القيادة الثورية وبسالة الجيش ولجانه الشعبية ومدى تطور القدرات اليمنية سواء الصاروخية او الطيران المسير والتصنيع العسكري وباقي الوحدات العسكرية .
ردود الشارع السعودي
وكنتيجة طبيعية لحالة الانهزام التي يعاني منها النظام السعودي وخاصة بعد نشر الجيش واللجان الشعبية مشاهد لعملية جيزان التي أظهرت للعلن هزائم القوات السعودية، فقد أطلق ناشطون سعوديون بتويتر حملة الكترونية للمطالبة بإنهاء الحرب على اليمن، وحماية جنود المملكة، ولاسيما على الحد الجنوبي، وعدم الاستهانة بأرواحهم.
وجاءت الحملة الإلكترونية تحت وسم “#يكفي_عبث_بجنودنا” عقب نشر الإعلام الحربي التابع لمجاهدي الجيش اليمني واللجان الشعبية مقطع فيديو لهجوم على مواقع عسكرية سعودية في جيزان.
وقد اجبرت هذه الحملة المتحدث باسم تحالف العدوان على اليمن المدعو “تركي المالكي” الى نفي صحة الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي اليمني، زاعما إنها “افتراءات إعلامية” مما عرضه لحملة لاذعة من السخرية والانتقادات.
الا ان هذا النفي لم يمنع السعوديين المقيمين خارج المملكة من تحميل ولي العهد محمد بن سلمان مسؤولية “الفشل” وتعريض حياة الجنود السعوديين في اليمن إلى الخطر، مطالبين ولي العهد، بصفته وزير الدفاع، بالاستقالة الفورية، مشيرين إلى أن وزراء الدفاع في عديد دول غادروا مناصبهم جراء أحداث تقل عما حدث بكثير.
وكتب محمد العتيبي: “هو يظن أننا سنتغافل عن هذا الفشل الذي زهقت بسببه أرواح أبناء لأمهات و أباء لأطفال، ما سبب هروب الجنود هكذا بدون أسلحة؟.. هل هو نقص في الإمداد؟.. هل تم التخلي عنهم أثناء الهجوم كما هو معتاد و نسمع؟”.
وقال الناشط وليد الهذلول: “دائما التاريخ يعيد نفسه. هذه الحرب تذكرني عندما دخل عبدالناصر اليمن وانتهى المطاف بحرب عبثية دمرت اليمن وألقت بخسائر في صفوف الجيش المصري. الله يخلصنا من المارق محمد سلمان لأن خطره على الوطن كبير. كان الله بعون أهالي الجنود”.
وقال حساب بإسم “عسيري حر”: “جنودنا يذبحون في الجنوب وهؤلاء مشغولون بإغلاق مكبرات الصوت! تبريرهم بأنها مشاهد مفبركة للتغطية على إخفاقاتهم لم تعد تنطلي على أحد، كفاكم عبثا واستهتارا”.
وكتب “عبيد”: “رأيت ما كنت أمتنع منذ بدء الحرب عن رؤيته. ولكن تذكرت أن لي أقرباء وزملاء ممن قتلوا في هذا الحرب بسبب شخص طائش بدء الحرب وذهب ليحتفل في جزر المالديف.. التاريخ لا يرحم وستكون وصمة عار في جبينك يا ضعيف”.
وخاطبت الناشطة السعودية “علياء الهذلول” في تغريدتها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بشكل مباشر، وانتقدته بسؤال طرحته عليه:” ولماذا لا تذهب زيارة سياحة للجنوب بدلا من نيوم؟”
قدرة القوات اليمنية المتطورة
ان القوات اليمينة بهذه العملية الواسعة وما حققته من انتصارات في داخل العمق السعودي وهروب وتخبط في الجيش السعودي تظهر مدى قوة وشجاعة المقاتل اليمني على المواجهة، وقد بثت قوات الجيش واللجان مشاهد لسيطرتها على مواقع لقوات سودانية تابعة للتحالف في جيزان ومشاهد لأسرى سودانيين بعد سيطرتها على مواقعهم، كما بثت مشاهد لقتلى من قوات التحالف سقطوا بعد السيطرة على مواقعهم في جيزان والمعارك التي سبقت السيطرة على مواقع التحالف في جيزان.
إن توقيت نشر تلك المشاهد التي هي في الحقيقة قد تكون جزء بسيط مما حدث في جيزان وبعملية واحدة تحمل الكثير من الدلالات ومنها أن جيش النظام السعودي المهزوم لم يعد قادراً على الاستمرار رغم اسناده بآلاف المرتزقة من الجنجويد وغيرهم من المرتزقة، وإن استمرار النظام السعودي في عناده مجرد انحدار نحو الهاوية، كما أن من دلالات نشر تلك المشاهد إيصال رسالة للعدو السعودي أن الاستمرار في العدوان والحصار سيفرض على اليمنيين هجوماً صاعقاً باتجاه العمق السعودي فتحرير 40 موقعا في عملية واحدة وأسر أكثر من 200 ضابط وجندي سعودي ومرتزق مؤشر على أن القادم أعظم وأن ما بات يمتلكه الجيش واللجان الشعبية سيكون وبالا على النظام السعودي وجيشه، لا سيما وأن العملية تؤكد أيضاً على خبرة عسكرية غير عادية بات الجيش واللجان يمتلكونها وقدرات في التخطيط العسكري ركعت كبار الخبراء الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين.