القاعدة والمشترك
تعيش اليمن منذ أكثر من عام حالة انفلات أمني في عدة محافظات أدت الي انتشار غير طبيعي لبعض التنظيمات الارهابية كتنظيم القاعدة ( أنصار الشريعة ) الذين استغلوا حالة الانشقاق في الجيش اليمني ووجدوا فيها أرضا خصبة استغلوها لصالحهم وقاموا بإعلان الامارة تلو الأخرى في محافظة أبين ومنها امارة جعار وامارة زنجبار وبعد أن كان أفراد التنظيم يقطنون الكهوف والمناطق غير الآهلة بالسكان أصبحوا الآن يسرحون ويمرحون في هذه المدن والأنكى من ذلك أنهم يقيمون الحدود ويصدرون الأحكام ? حتى أن الأطفال لم يسلموا من أحكامهم ? فلو سلمنا جدلا أنهم يقومون حدود الله ويطبقون الشريعة الاسلامية فمن الأجدر والأولى أن تقام تلك الحدود على كل فرد من أفراد هذه التنظيمات الارهابية وبالأخص حد الحرابة فهم من قام بترويع وتشريد الآمنين وكذلك نهبوا الممتلكات العامة والخاصة وقطعوا الطرقات وقتلوا النفس التي حرم الله واستهدفوا الجنود والمعسكرات التي وجدت لحماية العباد والبلاد وأيضا استجلبوا بعض عناصرهم الأجنبية من عدة دول عربية واسلامية وأدخلوهم البلاد بطرق غير شرعية كي يقاتلوا في صفوفهم ضد أبناء القوات المسلحة وخاصة قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي دون غيرهم ? وكأن استهدافهم واجب ديني وعقائدي اشتركت فيها هذه التنظيمات الارهابية مع المليشيات المسلحة من الاصلاح والمشترك وكذلك المنشقين الفرقة الأولى مدرع .
أستغرب كثيرا من رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة تجاهله ذكر تنظيم القاعدة في جميع مؤتمراته وتصريحاته وعدم التطرق للمآسي التي ترتكب في حق أهلنا في أبين والنازحين الذين تركوا منازلهم وأراضيهم الزراعية ومحلاتهم هربا من بطش القاعدة وكأن ذلك لا يعنيه ولا يندرج تحت مسئوليته ? وعلى العكس من ذلك دائما ما نقرأ على صفحات اعلام المشترك ونشاهد على قنواتهم الفضائية أن القاعدة هي الفزاعة التي كانت تدر ذهبا على النظام السابق وكان يلوح بها متى شاء ويخمدها متى شاء ? وهذا الكلام ليس له أساس من الصحة فلو كانت القاعدة في يد النظام السابق لكان من الأولى استخدامها ضد ثكنات ومعسكرات المنشقين من جنود الفرقة الأولى مدرع والمليشيات المسلحة التابعة للاصلاح الذين يهاجمون معسكرات الحرس الجمهوري في كل المناطق تقريبا ? ولكن السنوات الماضية أثبتت لنا أن هذه الأحزاب المشتركة دائما ما تأتي بالمنكر وتنسبه لغيرها .