الجيش اليمني يخترق والجيش السعودي يحترق (مشاهد جيزان)
بقلم/ بلقيس علي السلطان
تعجز الكلمات والعبارات أن تصف تلك المشاهد الربانية العظيمة ، ولو رواها شاهد عيان لقيل عنه أنه يهذي ويبالغ في حديثه ، لكن عدسة الكاميرا كانت حاضرة لحظة بلحظة في تدوين النصر الساحق الذي كشف سوءة جيش كرتوني وصفه الواصفون بأنه من أقوى الجيوش ، وجعل منه الخونة و المتحالفون منسأة لهم يتأكون عليها في حربهم الظالمة على اليمن فخروا على وجوههم لهشاشة منسأتهم ولسوء تدبيرهم ، فمكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
المشاهد التي بثها الإعلام الحربي لإسقاط العشرات من المواقع في جبهة جيزان ، والخسائر التي تكبدها الجيش السعودي من عتاد وأفراد ، مشاهد عظيمة تكشف القدرة القتالية العالية التي يجيدها مجاهدي الجيش واللجان الشعبية ومصداقية القضية التي يقاتلون من أجلها ، وبالمقابل أيضا كشفت هزالة وتخبط الجيش السعودي الذي بدا كجيش كرتوني هزيل هش ، سهل الحرق والاختراق وكأنه قد حق فيهم قوله تعالى : { لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ }
فهم لم يولوا الأدبار ويتركوا وراءهم كامل عتادهم الحربي المتطور فحسب ، بل رموا أنفسهم من أعلى القمم فهانت عليهم أنفسهم وأرواحهم بدلاً عن المواجهة والقتال !
ومايثير الاستغراب ويطرح التساؤل هو أين مخرجات تلك المناورات والتدريبات التي يتشدق بها قادة التحالف ؟ وأين الجيوش الجنجويدية التي تصرف عليها الأموال من أجل استجلابها ؟ فهذه ليست المرة الأولى التي يصل فيها الجيش واللجان إلى العمق السعودي ، وليست المرة الأولى التي تقلع فيها العين السعودية فقد قلعت من قبل في نهوقة ودوت كلمات المجاهد البطل بقوله( سلم نفسك ياسعودي ) في مسامع العالم أجمع !
فإذا كان هذا هو الجيش السعودي في الجبهات الحدودية المستعرة فكيف به في أماكن أخرى ؟
فطياريهم يتساقطون كالذباب ، ومقاتليهم يهرولون كالسحالي وغواصيهم يغرقون كالإسفنج ، أما أمراءهم وملوكهم فتراهم كالذي يتخبطه الشيطان من المس فلا تجد لهم كلمة سواء ولا أحكام وقوانيين عادلة ، فهل سيفوق الشعب النجدي من غفلته ، ويرجع الجيش إلى صوابه بعد تلك المشاهد والهزائم النكراء ؟
فماهي قضيتكم التي تقاتلون من أجلها ؟ ومن الملوك والأمراء الذين يستحقون أن تبذلوا أرواحكم من أجلهم ؟ فليست أرواحكم عليهم بعزيزة وليس الأسير منكم ذو أهمية لديهم ، فأنتم مجرد أداة لتنفيذ الخطط والأهداف التي يصدرها أولياءهم من الصهاينة والأمريكان .
لقد أظهرت المشاهد قوة وبأس الجيش واللجان الشعبية ، الجيش المحاصر برا وبحرا وجوا منذ ست سنوات ، الجيش الذي تحلّق فوق رأسه أفخر الصناعات من الطائرات الحربية ، وتصوب نحوه أحدث المدرعات والدبابات ، وتزرع تحت أقدامه ألاف الألغام ، الجيش الذي تخرج منه قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، فلا تزيده إلا قوة واستبسال وشموخاً واتكالاً على الله واعتصام بحبله ، فتثمر تلك التضحيات نصراً وتقدماً وسحقاً للجيوش الباغية ، هذا هو المارد اليمني الذي بدت جيوش التحالف أمامه كبعوض تتساقط أمام زمجرته وعنفوانه ، ومهما حاول قادة التحالف المعتدين لملمة سوءتهم بمبررات واهية ، فالمشاهد خير شاهد على هشاشتهم وضعف موقفهم ، فهم قد اتكلوا على أمريكا وإسرائيل وغيرهم وتولوهم فبئس المولى وبئس العشير ، وجيشنا قد تولى الله ورسوله والمؤمنيين فحق عليه الغلبة والنصر المبين ، والعاقبة للمتقين .