تقرير حديث يكشف: أكثر من خمسة ملايين يمنى يعانون من التمييز العنصري
يعاني اكثر من خمسة ملايين في اليمن من ظاهرة التمييز العنصري وهو الأمر الذي يهدد النسيج الاجتماعي اليمني? في ظل استمرار الصراعات المختلفة التي تمثل عامل تغذية مستمر لهذه الظاهرة وتنتشر في البلاد العديد من الفئات المهمشة وذلك حسبما أكدت احصائيات لعدد من المنظمات الحقوقية المدينة العاملة في مجال مناهضة التمييز العنصري في اليمن.
واحتفل العالم الخميس الماضي 21 مارس? باليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري في ظل انتشار الظاهرة في اليمن وتزايدها.
وقال نبيل المقطري? رئيس المنظمة اليمنية لمناهضة التمييز العنصري “منظمة مدنية” ان اكثر من 5 ملايين يعيشون في اليمن يعانون من التمييز العنصري.
وأوضح المقطري لوكالة انباء ((شينخوا)) ان التمييز العنصري في اليمن اصبح يهدد النسيج الاجتماعي اليمني وان الطبقات المهمشة داخل البلاد اصبحت تعاني من عملية التمييز العنصري بكافة اشكاله.
من جانبها? قالت ميسون الارياني? المدير التنفيذي لمؤسسة قرار للتنمية (منظمة مدنية) بان التمييز العنصري الذي ساد المجتمع اليمني اليوم? اصبح ثقافة مجتمعية تهدد النسيج الاجتماعي اليمني.
وأوضحت الارياني? لوكالة انباء ((شينخوا)) هناك تهميش متعمد لعدد من الفئات داخل المجتمع اليمني? وهناك اقصاء وعدم تساوي في الفرص وفي المواطنة المتساوية.
وتابعت “التمييز العنصري اصبح ثقافة مجتمعية? وعززتها سياسة الدولة? مشيرة إلى أن هذه الثقافة تزايدات مع الاحداث الاخيرة التي شهدتها اليمن.
ونوهت الارياني بقولها: ارتفعت الاصوات المنادية بالتمييز الان اكثر من السابق? وخاصة الدعوات التي تغذيها الصراعات القبلية والصراعات المسلحة عموما.
وأكدت الارياني ان الدستور اليمني وكل القوانين اليمنية تنادي بعدم التمييز? وان جميع اليمنيين سواسية امام القضاء والفرص? لكن على ارض الواقع الوضع مختلف تماما.
واعتبرت الارياني ان آثارا كبيرة مترتبة على ظاهرة التمييز المنتشرة في اليمن? منها انتشار الاحقاد في الاوساط الاجتماعية اليمنية? بالإضافة إلى تدهور النسيج والعلاقات الاجتماعية? وربما الوصول إلى مرحلة الصراعات المسلحة جراء هذه الظاهرة الخطيرة.
وفي السياق ذاته? قال صلاح دبوان? مسئول في جمعية شباب الاحياء الشعبية في محافظة عدن جنوب اليمن? بأنهم يعملون جاهدين من اجل تنمية فئة المهمشين في ظروف صعبة للغاية.
وأوضح دبوان لوكالة انباء ((شينخوا)) ان هناك صعوبات كبيرة تواجه فئات المهمشين داخل المجتمع المدني? حيث يسود الجهل لدى جميع الاطراف داخل البلاد بحقوق هذه الفئات المهمشة.
وتابع “هناك اقصاء متعمد من قبل المجتمع والحكومة تجاه هذه الفئات المهمشة بشكل مباشر او غير مباشر”.
وأضاف دبوان? بان الفئات المهمشة داخل المجتمع اليمني تفتقر الى ادنى مقومات الحياة الكريمة? وتعاني من اشكاليات كبرى في التعامل? بالإضافة إلى انتشار الامراض في اوساط تلك الفئات دون تدخل للمنظمات الاغاثية والحكومة اليمنية.
وبرزت في اليمن العديد من التكتلات بالمناطق المطالبة بالحقوق والمواطنة المتساوية نتيجة عمليات الإقصاء او تعرض بعض المناطق لعمليات اضطهاد.
وتأسس في الفترة السابقة في جنوب اليمن “الحراك الجنوبي” المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال? نتيجة ما تدعي قيادته بانهم مظلومون? وان عمليات اقصاء تتم بحقهم من قبل حكومة الشمال.
وبرز مؤخرا حراك في غرب البلاد يدعى “الحراك التهامي” للمطالبة بالمواطنة المتساوية ورفض عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها ابناء تلك المنطقة.
وتأسس الحراك التهامي بالحديدة? حسب قيادييه? العام الماضي بهدف التصدي لنهب الاراضي في منطقة تهامة الخصبة وللمطالبة بما وصفوه “المواطنة المتساوية”.
وقال القيادي في “الحراك التهامي” العقيد الركن خالد خليل لوكالة انباء ((شينخوا)) في وقت سابق اليوم? إن “لديهم خططا تصعيدية غير مسبوقة من اجل المطالبة بتحقيق المواطنة المتساوية وايقاف مسلسل النهب الممنهج لاراضي المواطنين من قبل عصابات مسلحة ونافذين في الدولة”.
واوضح خليل ان “التهامي يشاهد يوميا اغتصاب ونهب اراضيه بالقوة (. .) وهناك انتهاك لحقوق الانسان وحوادث قتل تحدث نتيجة نهب الاراضي والترويع والتهديد للمواطنين في ظل غياب تطبيق النظام والقانون”.
ودعا خليل الحكومة اليمنية الى “القيام بواجبها في ايقاف اعمال السلب والنهب التي تتعرض لها تهامة واعادة الحقوق للناس”? معتبرا “ان استمرار الاضطهاد لابناء المنطقة يعني تصعيد الحراك التهامي بكل الوسائل والاساليب السلمية من اجل انتزاع الحقوق المسلوبة.
/مصدر: شينخوا/