بالصورة.. الحفر الكبيرة تثير الرعب في تركيا
شهارة نت – أنقرة
عواقب وخيمة يسببها الجفاف على المزارعين والمستهلكين أكبر أو حتى أكثر من الدمار الاقتصادي لوباء الفيروس التاجي.. تحذير جديد أطلقه خبراء زراعيون وبيئيون في تركيا داعين لوضع معالجات وسياسات مائية عاجلة.
فالحفر الكبيرة التي سببها الجفاف في السنوات الأخيرة تكاثرت وباتت كافية لابتلاع سيارة في أكثر السهول خصوبة.. الأمر الذي يثير قلقا متزايدا بين المزارعين الذين يخافون من اقتراب هذه الحفر من منازلهم.
ويقول تحسين غوندوغدو وهو مزارع في مقاطعة قونية إن: “الوضع في ما يتعلق بالجفاف يزداد سوءا.. هذه الحفر تتكاثر منذ 10 أو 15 عاما، نتيجة لاستنزاف المياه الجوفية.”
بينما يقول حازم سيزر المزارع في كارابينار: “في السابق كان يكفي ري الحقول مرتين في السنة، أما اليوم فعلينا القيام بذلك خمس أو ست مرات.”
ويبين عضو مركز أبحاث المجاري في جامعة قونية التقنية فتح الله عريك: “أحصينا حوالي 600 حفرة هذا العام في المقاطعة أي ما يقرب من ضعف العدد الذي رُصد العام الماضي.. والأسباب الرئيسية لتكون الحفر هي الصخور القابلة للذوبان وتفاعلها مع حركة المياه الجوفية.”
وتواجه تركيا كغيرها من الدول جفافا مزدوجا بسبب الطقس الجاف وانخفاض منسوب الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية.
وفيما يرى مسؤولون أن الجفاف الذي تعاني منه البلاد يرجع بشكل رئيسي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ يعتبر آخرون أنه لا يجب تحميل تغير المناخ كل شيء خاصة في ظل وجود أسباب ملموسة أخرى، مشرين إلى أن القطاع الزراعي يستهلك نحو 77% من المياه .
ويقول رئيس غرفة المهندسين الزراعيين في قونية مراد أكبولوت: “يوجد حاليا جفاف شديد في بحيراتنا وسدودنا ومياهنا الجوفية.. هناك حاجة إلى إجراءات ملموسة وسريعة، فهدر الماء خطير كقتل شخص ما، لذا يجب أن تكون العقوبات شديدة لدى حصوله.”
ويترك الجفاف آثارا أيضا خارج نطاق الزراعة كما في منطقة البحيرات في جنوب غرب تركيا حيث توجد هناك بحيرة سالدا والتي تعتبر كنزا جيولوجيا تدرسه وكالة ناسا لتشابهها مع فوهة بركان علي كوكب المريخ.
وبسبب الجفاف انحسرت مياه هذه البحيرة التي يطلق عليها أحيانا اسم جزر المالديف التركية بسبب رمالها الناعمة ومياهها الفيروزية انحسرت إلى 30 مترا في بعض الأماكن خلال عشر سنوات.