نصف عام على انطلاقة جبهة إنقاذ حضرموت ..البذرة والحصاد وتحديات المستقبل
رغم أنه من المبكر القول بحصاد ملموس منذ انطلاقة جبهة إنقاذ حضرموت في السابع عشر من سبتمبر 2011م? أي منذ نصف عام مضى? إلا أنه يمكن تلمس مجموعة من التفاعلات الشعبية والفكرية والثقافية والسياسية التي طرأت على الساحة الحضرمية في الوطن والمهجر كانعكاس طبيعي وتلقائي ومباشر لهذه الانطلاقة حتى وأن تجاهلها البعض عمدا?ٍ? حيث أوجدت هذه الانطلاقة المباركة والتي استهلت عبارتها الأولى وفي بيانها الأول (بحمد الله وتوفيقه) حراكا?ٍ ثقافيا?ٍ واجتماعيا?ٍ ونفسيا?ٍ كان الحضارمة في حاجة إليه? وفي شوق كبير طال انتظاره? فعم أوساطهم في حل?هم وترحالهم? وبمستويات متفاوتة? فمنهم من تفاعل إيجابيا?ٍ وساند وبما يستطيع أطروحاتها السياسية والاجتماعية والثقافية? ورغب في الانضمام إليها? واستفسر عن كيفية السبيل إلى ذلك? وكيف يمكن أن يساهم ماديا?ٍ ومعنويا?ٍ لتثبيت خطاها ودعم خطواتها.
ومنهم من أبدى ارتياحه وتقديره لانطلاقتها وبارك إعلانها? ولكن ترك مسألة الانضمام إليها إلى مرحلة تالية? ودون أن يبخل برأي أو مساندة معنوية أو مادية في ذلك. ومنهم من خف?ض مستوى تأييده ومناصرته إلى المستوى الذي يتناسب مع ظروفه وأوضاعه وحتى يتجاوز حاجز الخوف وتغليب النفع العام على المصلحة الشخصية? وأن أيد وبارك بوجه عام أطروحاتها. إلا أن البعض من هؤلاء أبدى ملاحظاته حول توقيت انطلاقة الجبهة? ويرى أنه لم يكن مناسبا?ٍ وفي هذا الظرف العصيب والحساس الذي تمر به حضرموت وأراضي الجنوب الأخرى? وكأن هؤلاء البعض قد بوغت أو فوجئ بهذه الانطلاقة.
وقد أوضحنا لهؤلاء أننا لن نجد مناسبة أفضل من السابع عشر من سبتمبر يوما?ٍ لإعلان قيام جبهة لإنقاذ حضرموت? لما يمثله ذلك من رمزية خاصة بحضرموت? وكيف أن السابع عشر من سبتمبر من عام 1967م يمثل إجهاضا?ٍ ووأدا?ٍ لميلاد دولة حضرموت المستقلة? والذي كان منتظرا?ٍ في التاسع من يناير من عام 1968م? وأسوة بما نعمت به شعوب عربية مجاورة لنا في ع?ْمان والإمارات وقطر والبحرين وجيبوتي وغيرها نالت استقلالها وأرست دعائم الخير والبناء والتنمية الجادة في مجتمعاتها? بينما انجرفنا نحن الحضارمة وبقيادة من أخضعونا إلى تبعية ذليلة وإلى هوة سحيقة من البؤس والشقاء والحرمان والفقر والمعاناة. ولذلك أردنا أن يكون السابع عشر من سبتمبر من عام 2011م يوما?ٍ متميزا?ٍ ينم عن مواكبة للربيع العربي الذي انطلق من ديار بني هلال الحضرمية الجذور بالأراضي التونسية في سيدي بوزيد? وأن يكون يوما?ٍ مشهودا?ٍ يغسل عارنا باستقلال ناقص ومشوه في نوفمبر 1967م وبثورة كانت فخا?ٍ محكما?ٍ في أكتوبر 1963م? ومن أجل استعادة الأمل الحضرمي من جديد وبث روح الجهاد والفداء والتضحية من أجل حضرموت عزيزة بأبنائها وكريمة بأجيالها? وفخورة بلا استعلاء ولا استعداء بتراثها ومجدها وفضائل أهلها.
وفئة رابعة من الحضارمة ممن تلقوا خبر انطلاقة جبهة إنقاذ حضرموت أخذتهم – ويا للعجب والأسف – حالة من الغرور والتعالي والكبرياء? فلم يقرأ ولم يسمعوا أو ينصتوا لما أوضحناه في بياننا الأول وما تلاه? فص?موا آذانهم وأغمضوا أعينهم وأغلقوا شرايين وأوردة الوعي والإدراك لديهم عن الفهم لما يجري حولهم? وأصر?وا على القول بأنه لا قول إلا ما يقوله سيدهم? ومهما كان هذا السيد فلابد أن يطاع ولو كان على خطأ? فوصل موقفهم إلى حد الرفض العصبي والمتشنج? وأصبحت حضرموت في نظرهم انفصالية? وأن من ينادي بحقوق حضرموت هو انفصالي يجب إقصاؤه وتهميشه? وربما إعدامه تماما?ٍ كما كانت دعوة القوميين والاشتراكيين من 1967م إلى 1990م ومن أتى بعدهم من وحدويين وإصلاحيين.
وما يعيب هؤلاء أنهم حضارمة لم يدركوا بعد مصلحة حضرموت? وهم (تب?ع لمن غلب). ونرجو من الله عز وجل أن يزيل عن هؤلاء الغشاوة والضبابية حتى تعود إليهم البصيرة قبل البصر ويرون الحقيقة الساطعة لوضع حضرموت وكيف أنها حرمت منذ نصف قرن مضى من فرصة تاريخية كانت ستجعلها في وضع أفضل بلا إذلال ولا استجداء من الغير? وأن يلمسوا عن قرب وصدق ما يريده حقا?ٍ شعب حضرموت المقهور على أمره وبأيدي زمرة أو طغمة ضالة من حضارمة الضياع ممن سموا أنفسهم تارة بالقوميين وتارة بالاشتراكيين وثالثة بالوحدويين ورابعة بالإسلاميين وخامسة بالجنوبيين. وهم في كل حال وأوان حضارمة فقط لا غير? مهما كانت الأردية التي يرتدونها.
ولعله من المفيد التنويه والإشارة هنا إلى أن جبهة إنقاذ حضرموت كانت وبفضل الله عز وجل ولا فضل لنا في ذلك أول صوت حضرمي ينطلق من داخل حضرموت منذ نصف قرن مضى وتحديدا?ٍ منذ عام 1967م مطالبا?ٍ وبوضوح بحقوق الحضارمة في تقرير المصير? ورافضا?ٍ لما تم من (جرجرة) لحضرموت وبالإكراه المقيت في أن تكون تابعة لعدن ثم لصنعاء ثم ما يحاك ضدها حاليا?ٍ من إعادتها إلى سجن عدن? ودون استشارة شعبها فيما يختارونه من مصير. وكأن شعبنا الحضرمي قطيع من الأغنام أو الماشية لا إرادة له ولا حقوق مصانة تحفظ له.
وعندما ننوه إلى أن جبهة إنقاذ حضرموت كانت أول