عملية السادس من شعبان مسمار في نعش العدوان
بقلم/ بلقيس السلطان
مع نهاية العام السادس من العدوان الظالم على اليمن ، تبعث القوات المسلحة رسائل هامة للمعتدين من أجل إيقاضهم من أحلامهم التي أوهمتهم بأن اليمن سهلة المنال وأن دماء شعبها حق مستباح لغاراتهم واستهدافهم الخبيث ، وبأن يمن اليوم ليس اليمن الذي يقبل الوصاية والخنوع ، ليس اليمن الذي ينتظر املاءات الخارج والتحكم في جيشه وسلاحه ، فاليمن اليوم يتصدى لقوى الطغيان العالمي التي تدعي القوة المطلقة ، ويمن اليوم يوازن قوة الردع ويلقن الأعداء ضربات موجعة بصواريخه وطائراته المصنعة محلياً بكوادر يمنية بحتة ، شمرت عن سواعدها وشحذت هممها ونهضت من تحت ركام الوجع لتصنع قوة تردع الأعداء وتوقفهم عند حدهم .
توالت الضربات الموجهة للدولة المعتدية بالنيابة (السعودية ) في مطاراتها وشركات النفط التي تمثل عصب الاقتصاد السعودي ومصدر الدخل الأساسي لها ، وكان منها عملية السادس من شعبان التي نفذتها القوات المسلحة صبيحة الجمعة على شركة أرامكو بالرياض ، كرد طبيعي ومشروع في ظل التعنت لدول تحالف العدوان في فرض الحصار الخانق للشعب اليمني ومنها حصار ناقلات النفط وإحداث شلل في أهم المؤسسات الحيوية بما فيها المستشفيات والمراكز الصحية ، وتواصل الغارات على الأحياء والمدن السكنية ، ورفض إيقاف العدوان الذي عمل على إبادة اليمنيين بكافة الطرق والوسائل ، دون أي ردة فعل للمجتمع الدولي المنافق والأمم المتحدة العميلة التي لا تطلق إداناتها إلا خوفا على النفط السعودي المسال ، أما الدماء اليمنية التي تسال منذ ستة أعوام فلا تلقي لها أي بال ، ولا تعبر عن قلقها سوى عند تقدم الجيش واللجان في جبهات القتال ، أما حصار الناقلات وتهديد حياة ملايين اليمنيين فهذا غير مقلق لها… !
لقد فطنت القوات المسلحة باللغة التي يفهمها المعتدون ، وهي لغة الاعتداء بالمثل ، مع اختلاف الأهداف ، فهم أهدافهم دماء وأرواح ، وقواتنا أهدافهم عصب الوجع للمعتدين المتمثل بأضرع البقرة الحلوب التي تدر الدعم على الحرب على اليمن منذ ست سنوات وهي شركات النفط ، وكذلك المطارات التي اتخذوا منها مكان لتسيير طائراتهم التي تشن ألاف الغارات على الأراض اليمنية ، ومتى ماتوقفت غاراتهم وتوقف حصارهم وعدوانهم ستقف محركات الطائرات المسيرة التي باتت تهوي أفئدتها إلى الأراض السعودية بشكل متكرر مؤخراً ، فلا بد لهم أن يألموا كما آلموا الشعب اليمني وأدخلوا الحزن لكل بيت في اليمن ، وكما جاءوا في ليل مظلم وحالك سيولون مدبرين بضوء نيران الشركات ومخازن السلاح المحترقة ، وكلما أخفوا الخبث بين أنيابهم ، سيخفي لهم الشعب الرد بين جناحيه حتى يحقق النصر المبين ، والعاقبة للمتقين .