سكاي لاين تكشف عن تصاعد الاعتقال التعسفي في السعودية
شهارة نت – مدريد
أطلقت منظمة سكاي لاين الدولية نداءًا عاجلاً طالبت فيه مكونات المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل والضغط على السلطات السعودية لوقف سياسة الاعتقال التعسفي المتصاعدة منذ سنوات بحق نشطاء وإعلاميين ودعاة ، مؤكدة على أن الأوضاع الحقوقية والإنسانية في سجون المملكة تسجل انحدارًا مستمرًا في ظل استمرار السلطات لسياساتها القمعية داعية كافة الأطراف الدولية تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه عشرات الأشخاص المتواجدين في تلك السجون.
وقالت المنظمة الدولية في بيان صدر عنها امس الإثنين أنها تنظر بقلق وخطورة بالغين لتصاعد وتيرة الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في المملكة والتي كان آخرها اعتقال الداعية المعروفة في منطقة مكة المكرمة “عائشة المهاجري” 65 عاما، بعد قيام عناصر أمنية بمداهمة منزلها. حيث تم إقتيادها نحو سجن ذهبان السياسي في جدة على خفلية نشاطها الدعوي .
وأشارت إلى أن الحساب الرسمي لمعتقلي الرأي -المختص بمتابعة أخبار المعتقلين من النشطاء والدعاة- كان قد غرد على موقع “تويتر” قائلاً بأن عناصر أمنية قامت بإعتقال الداعية المعروفة إضافة لإعتقال سيدتين تجاوزت إحداهن الثمانين من عمرها دون ذكر تفاصيل أخرى حول الحادثة.
وأظهر الحساب في نفس السياق أيضًا تأكده من المعلومات التي أفادت قيام السلطات السعودية إصدار حكمها على الصحفي السعودي “أسامة السهلي” الكاتب السابق بصحيفة “البلاد”، بالسجن 8 سنوات والذي تم اعتقاله في يناير/كانون الثاني 2019 على خفلية تغريدات سابقة له .
تؤكد سكاي لاين على أن المراجعة التي قام بها فريقها التقني لحساب “السهلي” وتغريداته على موقع “تويتر” لم تظهر أي تجاوزات أو مخالفات قانونية أو تحريض على السلطات في منشورات الصحفي السعودي، مؤكدة على أن المحتوى الذي نشره يأتي في إطار التعبير عن الرأي الذي كفله القانون السعودي والدولي على حد سواء. مشيرة إلى بعض التغريدات التي نشرها “السهلي” عبر حسابه على موقع تويتر ومنها ” ألا يوجد في وزارة المالية و مسؤولي بنك التسليف السعودي رجل حكيم؟ من الوهلة الأولى تدرك أن الشروط تعجيزية و كأن من سنها يرغب تأليب المواطن ع النظام.. فتنبأ لنظام يعجز المواطن”. وتغريدة أخرى قال فيها ” ويبقى المشرط حاد والمواطن ضحية” . كما غرد قائلاً ” متى أصبح مجلس الشورى كبلرمان، علينا تنفس الصعداء و معاودة الأحلام”.
ولفتت المنظمة الدولية من جانبها إلى أن عمليات الإعتقال السابقة ليست الأولى من نوعها، حيث تنتهج السلطات السعودية سياسة الترهيب والاعتقال لأي شخص يقوم بنشر رأيه عبر مواقع التواصل الإجتماعي مؤكدة توثيقها توقيف تلك السلطات عشرات الأشخاص بين دعاة ونشطاء وصحفيين بسبب كتابتهم لمنشورات حاولوا من خلالها إنتقد الأوضاع المعيشية والسياسية في البلاد، مؤكدة على أنها لا تملك أرقام دقيقة حول أعداد أولئك الأشخاص بسبب سياسة الحجب التي تعتمدها السلطات في تعاملها مع ملف المعتقلين السياسيين.
تشير سكاي لاين من جانبها إلى أن عمليات الإعتقال لم تتوقف عند الحالات سابقة الذكر بل امتدت لتطال لاعبين رياضيين، حيث قامت السلطات السعودية بإعتقال اللاعب السابق “فهد الهريفي” بسبب تدوينة انتقد فيها الإجراءات المتخذة من قبل السلطات السعودية حول فيروس كورونا. كما قامت تلك السلطات أيضًا باعتقال الشاعر المسن عايد رغيان الوردة، عام 2019 ، بسبب تدوينة شعرية انتقد فيها الهيئة العامة للترفيه. وفي عام 2017 قامت السلطات السعودية بإعتقال الداعية المعروف “سلمان العودة” بسبب تغريدة حول الأزمة الخليجية آن ذاك حيث غرد قائلاً ” اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور”، والتي فسرتها السلطات السعودية على أنها اعتراض على القرار الذي اتخذته السعودية في ذلك الوقت ضد قطر، كما تم اعتقال شقيقه، خالد، بسبب تغريدة، انتقد فيها اعتقاله.
تؤكد المنظمة الدولية على أن عمليات الاعتقال المتكررة التي تقوم بها السلطات السعودية تتناقض مع القوانين المعمول بها في المملكة لا سيما نص المادة الثامنة من قانون المطبوعات الذي أكد على أن ” حرية التعبير عن الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية “. كما نصت المادة الثانية من لائحة النشر الإلكتروني، التي أصدرتها وزارة الإعلام السعودية، على ” دعم ثقافة الحوار والتنوع، وتكريس ثقافة حقوق الإنسان؛ المتمثلة في حرية التعبير المكفولة للجميع وفق أحكام النظام”. إضافة لمخالفة تلك الممارسات لمجموعة من الاتفاقيات الدولية ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري. مشيرة إلى نص المادة 19 من الإعلان العالمي الذي أكد على ” لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية”.
وطالبت سكاي لاين في نهاية بيانها السلطات السعودية إلى ضرورة وقف سياسة الإعتقال التعسفي بشكل عاجل وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي دون إشتراطات ، مؤكدة على وجوب قيام المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة واللجان المنبثقة عنها دورها الفعلي من خلال إرسال لجان مراقبة وتقصي حقائق للوقوف على الإنتهاكات الممارسة بحق الأفراد داخل مراكز الاعتقال والسجون والضغط على السلطات السعودية لإنهاء ملف المعتقلين السياسيين بشكل حاسم.