اليمن ,,, وأنهار?َ من الدم
– فجع الوسط اليمني بالحادثة المأساوية الأليمة التي قام بها إرهابيو اليمن في محافظة أبين (جنوب اليمن) والتي أستهدفت بها إحدى معسكرات الجيش في تلك المنطقة وراح ضحيتها أكثرمن (70 جندي يمني) فتقطعت أشلائهم وتقطع إثر ذلك أكثر من (70 أسرة يمنية) ويتمت أطفالهم وثكلت أمهاتهم وأرملت نسائهم فزاد الحادث مأساة تضاف على مآسي اليمن الحبيب والذي إزدادت مآسيه خلال ما يسمى الربيع العربي والذي بدأت أحداثه مطلع العام الماضي تحت مسمى (ثورة) ,,, ولأن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها خلال هذه الفترة ولن تكون الأخيرة فالوضع ينذر بأن اليمن ستكون التالية للعراق الحبيب من حيث الدماء التي ستسيل كل يوم وفي مناطق متفرقة حتى يتعود عليها الناظر والمستمع والقارئ وسيتحول هذا الدم الأحمر إلى قطرات حبر يتم كتابة الخبر عن هذه الأحداث وسيجد القارئ في صحف الصباح منظر هذه الجثث وهو يرتشف الشاي أو يتناول الأفطار ثم يقلب صفحة الدماء إلى صفحة الفن أو الرياضة وكأن الأمر جزء من التسلية ,,, وسيستمع المستمع للأخبار في التلفاز وهم يعرضون الأحداث في وقت أنه يلعب مع أطفاله أو مع أهله دون أن يدرك أن تلك الأسر لم يعد لدى أبنائهم آباء يلعبون معهم أو أزواج يسندون زوجاتهم أو أبناء يحملون هموم أمهاتهم ,,, وسيبدأ اليوم التالي من أيامنا وكل إنسان منا يتوجه إلى عملة أو متجره أو وظيفته تاركا التحليلات السياسية والأتهامات المتبادلة والأفكار التآمرية والأحداث المتتالية تجري في طريقها منتظرين تفجير آخر لتعاد الكره مرة أخرى وتزداد القلوب قسوة والعيون إعتيادا والآذان صمما لهذه الأحداث دون أن تهتز فينا شعرة واحدة حفاظا على كرامة الإنسان وعرضة ودماءئه .
– عندما تملك مالا وفيرا بعد أن بسط الله لك في الرزق فإنك ستمتلك بذلك الرجال والإعلام والسلطة وفوق كل هذا الطموح ,,, ولكن عندما يكون طموحك مشتت أو محصور في جزئيات معينة ك(إرضاء الغرور) فإن هذا الطموح يقود صاحبة إلى الهلاك إن لم يكن في الحياة الدنيا ففي الآخرة عند من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ,,, ومع أن الذي يقدم على مثل هذه الأعمال يهدف بها لخدمة مصلحة أو طموح وضعه نصب عينيه دون أن يهتم لحرمة الله ولحرمة الدم الذي تساوي قيمتها قيمة العالم أجمع وقيمة 70 منها قيمة 70 عالم (فكأنما قتل الناس جميعا ) مما يعني أن قاتل هذه الأنفس يتحمل وزر أكثر من 420مليار إنسان وفقا للتعداد السكاني الحالي عند التفجير (6مليار * 70شهيد) فأي تجارة أو طموح أو فكر سعى إليه هذا التائة المتخبط الأعمى ,,, فهنيئا لك هذه التجارة وهنئا لك أتباعها وأتعابها وتبعاتها ,,, وهنئيا لك دعاء الثكالى ونياح الأرامل وصياح الأطفال والتي ستستمر ما أستمر هؤلاء أحياء ,,, فأي فكر قادك إلى هذا العمل وهذا الأجراء !!!
– تناقلت وبسرعة الرياح وسائل الإعلام اليمنية التي على نقيضي عمل سياسي الخبر وكل حزب ربط أحداثة ومسبباته بالآخر ,,, فتراشقوا الإتهامات من خلال المحللين والمفكرين والسياسيين فالمؤتمر وحلفائه قال أن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه (المدعو الزنداني) ومن خلفه من عائلة الأحمر هم من خططوا ونفذوا للعملية من خلال شباب مراهق يجتاحه الطموح للجنة ممني نفسه ب(70حور عين) سينام معهن بمجرد أن تفارق روحه الحياة على أسوار المعسكر ,,, وإعلام المشترك وحلفاءة من الأحزاب والثوار أطلقوا سهامهم (كالعادة) إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح وابناءة وحلفاءه متهمينهم بأنهم وراء الأحداث لكي يثبتوا لليمنيين أنهم أجدر بالحكم ومن هذه التصريحات ,,, وتناسى الجميع المشكلة الأساسية بعد أن تطرقوا لجوانبها ,,, ولأن المسبب والسبب هام وضروري لنا جميعا لنعلم من يكون ونقتص منه ونقطع صلاته وأوصاله ولكن الحدث الحالي يجب أن يعالج كما هو وأن تتحرك جميع القوى وتتكاتف مع بعض خاصة المؤسسة العسكرية المستهدفة ولتضرب بقوة وبلا رحمة وليتركوا الخزعبلات والتخوفات والترهات جانبا فهم يسعون لحفظ دم البعوضة بعد أن أهدروا دم الحسين ,,, فالمؤسسة العسكرية المستهدفة دائما من قبل ثوار أي دولة لإنهاكها كما شاهدنا مصر وسوريا ومن قبلهم العراق واليوم اليمن فالهدف واضح والمخطط واضح وتكمن الحيرة في المنفذ ,,, ونحن نعلم جميعا أنه لا يقدم على مثل هذا عمل إلا شخص قد تشبع عقله وقلبه بكل معاني الفردوس الأعلى وأن الذي في الدنيا معظهم (كفرة فجرة) يستحقون الموت وأن دمك سيكون قربانا للإسلام والمسلمين بعد أن يتم إعطاءهم دروس دينية وقصص تاريخية يتم تحريفها وتأويلها وتغيير مسارها عن المعنى الأسمى والحقيقي ,,, هكذا ضربوا المؤسسة العسكرية ومازالت الضربات مستمرة والسبب والهدف ,,, ماذا ???
– علماءنا الأفاضل الكرام ,,, يا من نجدكم يوميا تتشدقون في منابركم وحلقات علمكم ومحاريبكم بأن لحومكم مسمومة شديدة المرارة وأن التعدي عليها حتى بالكلمة محال وحرام لم نجدكم في هذه الفترة تطلقوا تصريح أو فتوى أو مسيرة أو دعوة أو خطبة أو محاضرة تظهروا للعالم ال