هيكلة الجيش والملف الأمني.. عـنوانــــــــــا تحديات المرحلة المقبلة في اليمن
تدرك النخب اليمنية والراعون الرئيسيون للتسوية السياسية في اليمن? أن هناك عثرات وعقبات يتوقع أن تقف أمام نجاح الوفاق اليمني في المرحلة المقبلة? ولكي يتم تجاوز هذه العقبات? لابد من تعاون عامة اليمنيين وأولهم الرئيس هادي وأعضاء حكومة الوفاق ومن خلفهم دعم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء الدوليين? وخاصة الراعين للتسوية السياسية وانتقال السلطة في اليمن? للعمل بجد وإخلاص لإخراج اليمن من دوامة الصراعات والحروب الداخلية وثقافة الكراهية التي ولدتها الأزمات المتلاحقة خلال سنوات حكم النظام السابق? والوصول بالبلاد إلى يمن امن ومستقر وموحد.. وذلك من خلال وأد ثقافة الكراهية التي ولدتها الأزمات المتلاحقة في البلاد والعمل على إنهاء ذاك الشرخ والجرح العميق الذي حدث في النسيج الاجتماعي? خلال سنوات حكم النظام السابق.
وتذهب أجندة المرحلة الانتقالية نحو إجراء مصالحة وطنية وعدالة انتقالية? بدأت الأسبوع قبل الماضي بمناقشة مشروع قانونها المعد من قبل الحكومة اليمنية? والمتضمن تحقيق المصالحة الوطنية وجبر الضرر لضحايا الانتهاكات والأحداث والصراعات السياسية والحروب الأهلية التي شهدتها اليمن للفترة الممتدة من صيف عام 1994م وهي الحرب الأهلية التي اندلعت بين شريكي الوحدة اليمن وحتى يوم انتقال السلطة من الرئيس السابق إلى هادي? بالتوقيع على الاتفاق السياسي? وانتخابه كمرشح توافقي للرئاسة? في الـ21 فبراير الماضي.
لكن التحديات الكبرى التي تواجه الرئيس الجديد في المرحلة المقبلة? هي الحوار الوطني وحل قضاياه وهيكلة الجيش? ومصير قياداته? خاصة تلك القيادات من عائلة الرئيس السابق.. وهذه القضية? هي الأمواج العاتية والعواصف التي ستجابه هادي وحكومة الوفاق خلال فترة حكمه في الفترة الانتقالية المقبلة.
ويحتوي الملف الأمني في اليمن? على تهديدات تنظيم القاعدة الذي استقبل رئيس اليمن الجديد هادي بعد اقل من ساعة من تعهده بمواصلة الحرب على الإرهاب? السبت قبل الماضي? يوم تنصيبه رئيسا للبلاد? بهجوم انتحاري مستهدفا القصر الجمهوري بمدينة المكلا? شرق البلاد? بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 21 جنديا من قوات الحرس الجمهوري وتسعة مصابين? بالإضافة إلى مواطنة ومنفذي العملية الذين تضاربت الأنباء حول عددهم بين منفذ واحد وثلاثة? والسبت الماضي? هجوميين إرهابيين? استهدفا مقرات قيادة القوات التي يقودها أبناء صالح? حيث استهدف الهجوم الأول مقر قيادة الحرس الجمهوري التي يقودها نجل صالح العميد احمد علي في محافظة البيضاء (170 كيلومترا- جنوب شرق البلاد)? وأسفر عن مقتل جندي وإصابة عشرة آخرين? وبعده بأربع ساعات هزت 3 انفجارات مدينة المكلا بمحافظة حضرموت -شرق اليمن- لعبوات زرعت في حوش مقر قيادة الأمن المركزي? التي يقودها نجل شقيق صالح? العميد يحيى صالح? وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين.
وتبنى تنظيم القاعدة الهجومين على القصر الجمهوري بالمكلا ومقر قيادة الحرس بمحافظة البيضاء? غير أن المعارضة? تتهم الأجهزة الأمنية التي لا تزال تحت سيطرة صالح وأبنائه وأقاربه? بتدبير هذه الهجمات حسب قولها «لإقناع المجتمع الدولي انه لا يمكن مكافحة الإرهاب في اليمن بدون أبناء وأقارب صالح».
وكانت الأحداث التي شهدتها ضواحي محافظة أبين? الأحد المضي? في جنوب اليمن? هي كبرى كبائر الجرائم التي ارتكبتها قيادة عسكرية تابعة للنظام السابق ضد الشعب اليمني? وكشفت هشاشة الأساس الذي أقام صالح عليه بناء المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد? عندما هاجم عناصر من أنصار الشريعة الموالي لتنظيم القاعدة? بتواطؤ من قائد المنطقة العسكرية الجنوبية المقال? اللواء مهدي مقولة? ألوية الجيش وقتلوا ما يقارب 85 جنديا واسر العشرات من الجنود والاستيلاء على معدات عسكرية ثقيلة? استخدمت بعد ذلك في قصف محاصرة وحدات الجيش هناك? وبعد تعزيزات عسكرية وتدخل الطيران العسكري? انسحبت القاعدة بالمعدات العسكرية التي غنمتها -أو بالأصح سلمت لها- إلى مدينة جعار للتحصن فيها استعدادا لأي هجوم عسكري كان يجري الإعداد له من قبل الجيش.
ودخل الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال? قائمة العمل المسلح خلال فترة الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلد في الـ21 فبراير الماضي? الأمر الذي يعد جديد?ٍا على المشهد الأمني المتوتر في البلاد كما تمثل حركة المتمردين الحوثيين المسلحة شمال اليمن? مشكلة أمنية خطرة تواجه البلد المنهك? فضلا عن الانفلات الأمني في طول البلاد وعرضها.
وزارة الداخلية اليمنية? تؤكد أنها ستعمل جاهدة من اجل إغلاق الملف الأمني والذي يعد من أهم التحديات التي تواجه المرحلة القادمة? وأن هناك خططا وتوجهات بإغلاقها خلال المرحلة القادمة مهما كلف ذلك.
وقال مصدر امني في الداخلية لـ»المدينة»: إن التحديات الأمنية في البلاد مستمرة? وان الأجهزة الأمنية في حالة يقظة لمواجهة أي تطورات أمنية خلال المرحلة القادمة. موضح?ٍا أن إغلاق الملف الأمني في اليمن بحاجة إلى و