فوات الأوان..!
بقلم || سند الصيادي
بتنا نؤمنُ إلى حَــدِّ اليقين أن المسيرَ الثوري العربي والإسلامي والإنساني قد تخطى حواجزَ البدايات، وَتملَّك الدفعةَ والاندفاعَ الذي يبقيه على ذات التسارع، مهما كان حجم العوائق أَو محاولات الفرملة الحثيثة، وَالتي لطالما وضعها العدوُّ على جوانب المسار، وَليس بآخرها حجر التصنيف الهشة لشعب بالإرهاب تلك التي رمى بها ترامب المتعثر والمثير للشفقة.
وعلى وقع سقوطه المدوي، يتساقط النموذجُ الأمريكي بعد قرون من الخيلاء وَالتبجح، وَبات العالمُ على موعد مع بداياتٍ غير اعتيادية، تتشكل فيها النهاياتُ برسم المشيئة الإلهية للتبديل وَسُننه للتداول وَالحاضرة في كُـلّ حقبة وَحين.
وإذَا لم يحن الأوانُ بعدُ، فَـإنَّ هذا الأرعن أمام تَحَــدًّ غيرِ يسير، لكنه ضروري وَمفصلي بمقاييس الحكمة الإنسانية والسياسية، وبحسابات البقاء وَالفناء، فالولايات المتحدة اليوم باتت في منعطف خطر وحكومة مخاطرة بالمراجعات وَاستنهاض لغة العقل، قبل أن تدفعها لغةُ المكابرة والمقامرة إلى النهاية المستحقة وَالمتكرّرة لكل طاغوت متسلسل.
وبتنوع الأقطاب والتموضعات، تنوعت التعليقاتُ وَردودُ الفعل الإقليمية والدولية حول هذه الخطوة العدوانية والهمجية، غير أن ما صدر عن شعب اليمن التواق إلى الحرية وَالخلاص وَالعيش الكريم، كانَ رسائلَ شامخةً شموخَ رجال وجبال اليمن بعد ست سنوات طوال من النزف على ذمة الدفاع المقدس عن السيادة والاستقلال، رسائل لا تتوسل ولا تستجدي وَلا تستعطف، سوى أنها لإقامة الحُجّـة وَتقليل الارتدادات والأضرار على الحمقى، مضمونُها أنه قد فات الأوان بعد أن تفاقمت الجرائمُ وَتراكمت العزائمُ وطفح الكيلُ وَانقلب السحرُ على الساحر، وَ”هيهات منا الذلة”.