خبير بشؤون الإرهاب يكشف ان ‘القاعدة’ تحاول استباق الزمن
كشف الخبير بشئون القاعدة في اليمن سعيد عبيد الجمحي أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له يحاول استباق الزمن قبل أن تستكمل مكامن القوة للنظام اليمني الجديد الذي يحظى بشعبية واسعة في البلاد.
وقال لـ’القدس العربي’ ان ‘تنظيم القاعدة في اليمن يعيش حالة من القلق والخوف نتيجة التسارع في تنفيذ المبادرة الخليجية حيال نقل السلطة في اليمن التي تحقق منها النصف تقريبا حتى الآن? وأن هذا القلق القاعدي ترجم مؤخرا عبر الإسراع في تنفيذ العديد من العمليات الكبيرة’.
ونفى أن يكون بقايا النظام السابق وراء العمليات الارهابية التي اجتاحت اليمن منذ انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد? ولكنه اتهم بقايا النظام السابق صراحة ‘بتوفير الدعم اللوجستي للقاعدة ومنحها التسهيلات وغض الطرف عن تحركاتها وإخلاء المعسكرات أمامها وتخذيل الجنود أمامها’.
وأوضح أن ‘العمليات الراهنة للقاعدة ذاتية الدوافع ولكنها تنطلق من القلق والخوف من الآتي ولذا تحاول استباق الزمن’. موضحا أن ‘القاعدة شعرت بالقلق الشديد جراء التغيرات السياسية الجذرية في البلاد ولذا حاولت الاستفادة من بقايا النظام السابق في تنفيذ ما يمكن تنفيذه من عمليات قبل أن تتغير الظروف’.
وكانت العديد من عمليات تنظيم القاعدة الأخيرة في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين استهدفت المؤسسات العسكرية والأمنية التي يقودها أبناء عائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بما فيها قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الجوية وهي ما فسرها البعض بأن النظام السابق يقف وراء تدبيرها وأنها محاولة لإعطاء رسائل للغرب بضرورة الابقاء على افراد عائلة صالح في عملية هيكلة الجيش الجديدة وفقا للمبادرة الخليجية بشأن اليمن? غير أن الجمحي ذكر أن العمليات الحالية للقاعدة ذاتية الدوافع.
وأوضح ان القاعدة لم تفلح في الحصول على خصوم جدد? فلم تجد أمامها سوى مؤسسات بقايا النظام السابق كأهداف لعملياتها الذين تتهمهم بالعمالة والارتهان لأمريكا و’أنها تريد أن تشرعن لعملياتها من خلال الابتعاد عن الثورة الشعبية حتى لا تخسر الشارع وحتى لا تصطدم بالشعب? لذا فإن أهداف القاعدة الحالية منتقاة حتى تعطي لها الشرعية’.
مشيرا إلى أن خطاب القاعدة الجديد يحاول إيجاد مبرر لعملياتها بالتدخل الأمريكي الكبير في الشئون الداخلية اليمنية? حيث أصبح السفير الأمريكي غيرالد فايرستاين صانع القرار اليمني في الوقت الراهن? عبر بوابة مجلس التعاون الخليجي وأن بقايا النظام السابق ربما استثمر هذا الخطاب القاعدي من خلال غض الطرف عن تحركاتها.
وارتفعت وتيرة عمليات القاعدة خلال الأيام الماضية بشكل متتال وغير مسبوق في أكثر من منطقة في اليمن ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الجنود والضباط إثر استهدافها لمعسكرات الجيش والأمن في حضرموت وأبين وصنعاء وغيرها? والتي وصفها الجمحي بعمليات (موسم الشواء الحار) ‘إثر قلق القاعدة وخوفها من القادم المجهول? لأنها تتوجس كثيرا من التغييرات القادمة وبالذات في مؤسسات الجيش والأمن التي من المقرر أن تطالها عملية تغيير شاملة عبر خطة إعادة هيكلة الجيش وفقا للمبادرة الخليجية’.
إلى ذلك اشار العديد من المراقبين إلى أن خطاب الرئيس اليمني الجديد عبدربه منصور هادي حيال مكافحته للإرهاب ينبؤ عن عزيمة في مكافحة القاعدة والتعامل بجد?ية مع ملف الارهاب في بلاده? والذي أعطاه دافعا دينيا وليس ب?ْعدا سياسيا فحسب.
وقال هادي أمس أثناء استقباله وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا’أليستر بيرت ‘إننا عازمون على مواجهة الإرهاب بكل قوة ومهما كان الأمر وسنواصل ملاحقته حتى أخر مخبأ’.
وأكد أن تنظيم القاعدة ‘استغل الأوضاع المتأزمة في اليمن ودفع بقيادات وعناصر من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى بعض المناطق في اليمن’.
وأوضح أن المرحلة الانتقالية ستكون حافلة ببرنامج وطني على مختلف المستويات وفي المقدمة المؤتمر الوطني العام الذي ستشارك فيه جميع الأحزاب والقوى السياسية والثقافية والاجتماعية دون استثناء وكذلك إعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية ومهنية باحتراف وبأسلوب قانوني ونظامي.