أخر الرقصات الترامبية ..
بقلم/ فهمي اليوسفي *
ملت مسامعي من ضجيج وسائل الاعلام المختلفة عن اخر الرقصات الترامبية لنتائج الانتخابات الامريكية المحسومة سلفا فكأن الاعلام شغله الشاغل الترويج لهذه المسرحية وتجاهله للقضايا الخطيرة على مستوى الساحة العربية والاسلامية التي من المفترض أن يتناولها .
العجيب نجد البعض من البسطاء او الذين تأثروا بمخرجات مطابخ الاشاعات الترامبية قد تحول دورهم للترويج ان رحيل ترامب من البيت الابيض يترتب عليه تغيير ايجابي في السياسة الامريكية تجاه الامة الاسلامية ولم يخطر ببالهم ان السلف والخلف هما متصهينون من القاع للنخاع ولديهم برنامجا إستهدفيا يتناوبون على تنفيذه في المنطقة العربية .
من وجهة نظري ان المواقف الاخيرة لهذا المعتوه قد تكون مسرحية واهية ووهمية لان الغرب حائز على شهادة الجودة بإخراج مثل هذه المسلسلات بل يسعى الامريكان من خلالها تحقيق بقية مصفوفة الاهداف التي تعثر تنفيذها خلال هذه الفترة وما ماقد ارتكبه ترامب وقراصنته بحق المنطقة الشرق اوسطية يعد كارثيا والغرض من هذه الضجة في البيت الابيض تحقيق العديد من الاهداف لترميم الوجه المشوه لامريكا ضمنها التالي
:: إعادة إنتاج المشاريع الخداعية ليتمكن الامريكان تحقيق بقية الاهداف التي تعثر تنفيذها خلال مرحلة ترامب على غرار اللعبة التي تمت في عهد سلفه لكون المؤسسات الامريكية لديها ادراك ان مخرجات الادارة الترامبية قد جلبت كراهية لها في البلدان والشعوب المستهدفة وليس امامها سوى صناعة مسرحية تعيد ترميم الوجه المشوه لامريكا و تمكنها من استكمال بقية الاهداف .
:: لكي تتمكن واشنطن من التعتيم على الدور الخطير راهنا التي تقوم به في الشرق الاوسط تجلى بعضها من خلال تحركات عسكرية إمريكية ومشاركة بريطانيا واسرائيلية كما هو الحال في البحر الاحمر والعربي وصولا الي الخليج الفارسي ..
_:: لان مستجدات الاحداث التي تشهدها العديد من دول المنطقة خصوصا فيما يتعلق بالجرائم المتواصلة بالعديد من دول المنطقة منها اليمن تحمل بصمات أمريكية بحيث لا يلتفت السواد الاعظم من ابناء المنطقة العربية والاسلامية لتلك المشاريع الخطيرة والمستمرة للغرب في المنطقة سوءأ كانت عسكرية او غيرها بما فيه دور الناتو باستكمال مشاريع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي مع الكثير من دول العالم العربي و الاسلامي .
ما ينبغي ان يدركه الجميع أن من يتولى رئاسة امريكا على مر التاريخ السياسي لا يحكم من ذاته بل هناك مؤسسات تصنع القرار وتتولي تنفيذه ويظل مهام الرئيس فقط الاشراف على التنفيذ .
وتلك المؤسسات تعي تماما أن ترامب استطاع تنفيذ المخططات الاجرامية التي صنعتها وبنفس الوقت اشرف هو على تنفيذها في العديد من بلدان الشرق الاوسط ترتب عليها كراهية لامريكا من قبل شعوب المنطقة وهذا لا يخدم إستمرارية المصالح الامريكية مع ان تلك المؤسسات لا ترغب بفقدان تلك المصالح بل تضع المشاريع الناعمة لضمان بقائها وليس امامها سوى صناعة مثل هذه المسرحيات وتسخر مكنات الاعلام للترويج والضجيج ليوهموا العقل الجمعي في العالم العربي والاسلامي ان السبب هو ترامب وليس النظام الامريكي وكافة مؤسساته بحيث يتسنى لهم تسويق الوهم في البلدان المستهدفة ويوهموا المجتمع الدولي ان واشنطن هي ذاتها تدفع فاتورة واخطاء ترامب وليست المؤسسات او الشعب الامريكي .
اذا عند كل ذي عقل فإن النظام الامريكي قبل وبعد ترامب سوءا كان بلون الديمقراطي او الجمهوري هو المسؤول عن مجمل الجرائم التي ارتكبت ولازالت بحق شعوب المنطقة ومنها اليمن .
لا يغيب عن البال ان بعض دول العالم العربي والاسلامي لازالت تتكبل فاتورة كبيرة بسبب السياسة الامريكية ذات الطابع المتوحش ومنها إيران او اليمن مع بقية محور المقاومة . الامر الذي جعل شعوب المنطقة تمقت وتزدري امريكا وبقية الناتو لان ثقافة الغرب معادية للإنسانية والانسانية خارج اوروبا والكوكتيل الغربي +إسرائيل هم المستفيدون في الاول والاخير من كافة الاحداث التي تشهدها بلدان الربيع ويعد الامريكان هم اكبر المستفيدون من ذلك ولا حصر لما قد نهبوه ودمروه واستحوذوا عليه واللصوصية الترامبية هي في صدارة اللصوصية الدولية ويكفي الاستدلال بما تم الاعلان عنه ان نسبة الارباح بلغت المئات من المليارات وخلفت جراح عميقة في بلدان الربيع .
المؤسسات الامريكية اصبحت اليوم تشعر بغيض وغبن الشعوب المستهدفة وتخشى توقف تلك المكاسب الغير مشروعة التي تحققها الامر الذي يدفها لاستخدام الأغلاط والتضليل لكي تستمر في مشاريعها الاجرامية واللصوصية فكما تلذذ ترامب بارتكاب جرائم بحق اليمن وغيرها ستجد بايدن ربما يستلذ اكثر لكن عبر مسلسلات إجرامية لاحقة التي قد ترتكبها إدارته والكثير سوف يصلون لقناعة تامة ان ادارة بايدن لا ترغب بالتوقف عن إستكمال تنفيذ مخطط سلفه .
لا غرابة ان تصنع الحيل الحلزونية لتستمر في بيع الوهم والخداع لبلدان المنطقة تكون مخرجاتها وعي مشوه كما هو الحال بالعالم الثالث لكون البصمات الاجرامية لواشنطن اصبحت شاهدة عيان
لهذا السبب
واشنطن تريد ان تسوق الوهم والتبرير لتقول ما ذنب النظام الامريكي ومؤسساته بما ارتكبه ترامب فنحن اليوم نواجه حماقات هذا المعتوه حتى في الداخل الامريكي لكي تتنصل من تحمل تبعات تلك الجرائم الترامبية لكن هذا لا يعفي الادارات الامريكية السابقة واللاحقة من تحمل المسؤولية .
. المعتوه ترامب يدرك انه خسر الانتخابات وخسارته يعنى خسارة للجمهوريين وبلا شك هو وبقية قراصنته سوف يسلمون مفاتيح البيت الابيض لبايدن بنفس التاريخ وهذه الضجة هي من مستلزمات المسرحية الوهمية .
مؤسسات وسماسرة الجمهورين هم اصحاب الحظ الاوفر بنهب ثروات العالم ولازالوا متعطشين للإستمرار في قرصنتهم ونهبهم لثروات شعوب المنطقة وليس من مصلحتهم ان تقف اي دولة ضد تلك المصالح الغير مشروعة كإيران وبقية محور المقاومة الامر الذي يجعل الادارة الامريكية تمارس الاستهداف المستمر لمن يقف ضدها مما يجعل الغرب برمته يحرص علي تدمير واضعاف من يقف ضده سوءأ بإغتيالات . اغتصابات . احتلال . تقسيم . تمزيق . نهب الثروات تطبيع مع اسرائيل وغيرها ومن يقول لا ويقف ضد واشنطن يتعرض لاستهداف ويكفي الاستدلال بالشهيد قاسم سليماني او انصار الله باليمن .
سنجد بصمات الامريكان هي من زجت بدول تحالف الصهيوسعودي بالعدوان علي اليمن اي بإشرافها واليوم اساطيلها ومساطيلها علي إمتداد البحر الاحمر والعربي وصولا للخليج الفارسي ؟ فهل هذا يعني إستعداد لجولة إستهدافية قادمة ستكون بوصلتها ايران ؟ ام من ؟ .
لكل تلك الاسباب لم يعد غريبا ان يخرج العشرات من صعاليك ترامب الي ساحة البيت الابيض ويروج لهم اعلامهم الامبريالي لان متطلبات المسرحية تقتضي ذلك .
الم يدرك ويلمس الكثير ان. هناك جرائم مستجدة في منطقة الشرق الاوسط وجلها تحمل بصمات امريكية ١٠٠% كما هو الحال باليمن بل تثير انتباه العالم وليس من مصلحة واشنطن ان تسلط الاضواء عليها وليس امامهما سوى صناعة مثل هذه المسرحيات الترامبية بحيث لا يلتفت العالم للمستجدات في البلدان المستهدفة بل تتحول انظار الساحة الدولية تجاه المسلسل الوهمي لواشنطن بساحة البيت الابيض حتى لا يلتفت العالم باسره للجرائم والمخططات الامريكية الجارية في منطقة الشرق الاوسط وإلا لماذا كل هذا التوافد العسكري لواشنطن ولندن واسرائيل في البحر المتوسط والاحمر والخليج الفارسي ؟
على هذا الاساس من اجل ان تتضح الصورة لمن يحبذ الغوص بعمق نقول له السؤال الذي يطرح ذاته
لماذا خرجت هذه المسرحية قبل دور الاستلام والتسليم بين ترامب وخلفه بأسبوعين مع ان ثوابت المؤسسة الامريكية لا يستطيع ترامب رفضها ورغما عن انفه سوف يسلم مفاتيح البيت الابيض لخلفه بتاريخ ٢٠من هذا الشهر .
اذا لا يهمنا انتخابات بايدن وضجيج قراصنة ترامب في البيت الابيض ممن يعملون معه في اندية الدعارة وتكفلت بتغطيتها اعلاميا الامبريالية الصهيونية .
انا على قناعة ذاتية ووفقا للمعطيات ان
لا فرق بين ترامب وبادين .
لا فرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي .
كليهما وجهان لعملة واحدة . فكما نفذ الترامبيون دعارتهم التي اعدتها مؤسساتهم علي حساب نهب ودمار ودماء شعوب المنطقة فإن بايدن ربما يستمر بتنفيذ نفس البرامج ولن يتغير في الامر شيء . بل يظل الخطر الامريكي والاسرائيلي والبريطاني هو الاهم علي حاضر ومستقبل المنطقة . فلا نلتفت لساحة البيت الابيض بل الاولويات ان يلتفت الجميع للتحركات العسكرية لإسرائيل والناتو في البحر المتوسط او الاحمر والعربي والخليج الفارسي هو الاهم والاولويات طرد الامريكان من المنطقة كواجب إنساني واسلامي وهذا الشرط هو بالغ الاهمية وعين الصواب ولا تراجع عنه .. لان دم الشهيد سليماني اغلى من امريكا واسرائيل وبقية عملائهم في كل بقاع الارض .
لان دم سليماني لم يجف ولازال الاستهداف قائم على كل من يحمل مشروع الشهيد سليماني بل هناك ربما ما هو اخطر اذا لم يتم طرد الامريكان من المنطقة باعتبار ذلك هو المدخل العملي لاستقرار وتنمية كل دول المعمورة وايقاف المطامع التوسعية لإسرائيل في المنطقة وهو جزء من الانتصار للقضية التي قدم حياته الشهيد سليماني من اجلها او ابو مهدي المهندس او الشهيد حسين الحوثي والصماد وكافة شهداء اليمن وانتصارا لقضية الامة الاسلامية برمتها على راسها القضية الفلسطينية .
وفي الاخير اقول تعظيم سلام للشهيد سليماني وكافة رفاق دربه بمحور المقاومة وتعظيم سلام للشهيد الثائر حسين الحوثي والصماد وكافة الشهداء بالساحة اليمنية ممن وقفوا ضد العدوان والامريكان والصهاينة والمتصهينون من الساحة العربية . وتحية خاصة للقائد المغوار السيد عبدالملك الحوثي .
الموت لإمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود .النصر للإسلام .
• نائب وزير الاعلام