الم?ْط?ِب??لون
يحكى أن نابليون بونابرت بعد انتصار الثورة الفرنسية وتدمير سجن الباستيل إحتشد الفرنسيون في ميدان الحرية يهتفون بحياة نابليون .
كان نابليون يتابع الجماهير الهادرة دون أن تظهر عليه علامات النشوة والإغترار بتلك الجماهير وهتافها , كان قادة الجيش وبطانته والحاشية يقفون إلى جواره منتشين على خلاف ما هو عليه .
إلتفت إليه أحد قواده الكبار وقد رآه واجما?ٍ وخاطبه : أنظر يا مولاي إلى هذه الجماهير التي ت?ْحبك وتهتف بحياتك وت?ْمج??دك ?
لم يلتفت نابليون لكلام قائده ولم يتغير موقفه الواجم , لكنه رد??ِ على قائده بالقول : هذه الجماهير التي تهتف بحياتي اليوم سيتغير موقفها وتهتف بموتي لو تغير الحال , هذا هو حال الجماهير تقف مع المنتصر دوما?ٍ .
نابليون الحكيم يدرك حقيقة الجماهير , اليوم معك وغدا?ٍ ضدك .
هكذا يقول المثل المصري : يا فرعون إيش اللي فرعنك ? قال : ما لقيت حد يلم??ِني .
لا فرق بيننا وبين الجماهير الفرنسية , نقف مع القوي , ن?ْط?ِب??ل له ونهتف بحياته فإذا ما سقط انقلبنا عليه ولعن??ِاه وذكرنا مساوئه .
المطبلون :
· خلال حياتي ومعرفتي من المواقف عرفت الكثير ممن كانوا ي?ْطبلون للرئيس العراقي الراحل صدام حسين أيام مجده وسرعان ما انقلبوا عليه بمجرد سقوطه .
· الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي كان له من المحبين والمعجبين الكثير , صحفيين ومثقفين وسياسيين قلبوا له ظهر المجن بمجرد سقوطه .
· الرئيس المخلوع زين العابدين حظي بما حظي به من سبقه من المطبلين في تونس وغيرها , صاروا يلعنونه بعدما سقط .
· الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كان له من يدافع عن سياساته ويسبح بحمده ليل نهار , تحول البعض منهم إلى شهود إثبات على جرائمه .
· الرئيس علي عبدالله صالح هو أيضا?ٍ كان له من المطبلين الذين تسمنوا ونهبوا وغنموا طوال سنوات حكمه ما لا ي?ْحصى , جرفهم التيار فتنكروا له وصاروا يسردون مساوئه وكأنهم ضحايا فترة حكمه لا سببا?ٍ من أسباب سقوطه .
· فلان وفلان سواء كانوا رؤساء أو مسئولين أو أثرياء حل??ِت عليهم نكبات الدهر فتغير حالهم يتغير من حولهم ويتنكر لهم جلساؤهم وأقرب المقربين منهم إلا من رحم الله .
للرئيس هادي :
لقد علمت الكثير عن واقع البطائن والمطبلين ورأيت وسمعت وشاهدت , فاحذر من الوقوع أو تصديق التزيين , إنتق? لك بطانة خي??رة واستمع لأنين شعبك الذي يأمل منك قيادته بحكمة فأنت في موقع لا ت?ْغبط عليه أبدا?ٍ وأمامك ملفات شائكة أبرزها الحوار الوطني , وقضيتي الجنوب وصعدة والشباب المستقل الذي تعرض للخديعة وي?ْخشى أن يتحول إلى ضحية كما هو الظاهر الآن فكن عند مستوى الظن بك وفقك الله وبص??ِرك .
خطيب وإمام الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام