السيد الحوثي يؤكد أن العدو لا يكتفي بالتحرك من الخارج بل يسعى لاختراق الأمة من الداخل
شهارة نت – صنعاء
اكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد، أن الشهادة وتضحيات الشهداء أثمرت النصر في واقع الأمة، معتبراً هذه المناسبة بأنها محطة لتجديد العزم واستذكار الشهداء وتضحياتهم وأخذ الدروس المفيدة من مسيرتهم.
وقال السيد عبدالملك الحوثي في كلمة له اليوم بالذكرى السنوية للشهيد” نستشعر في ذكرى الشهيد المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع والدولة تجاه أسر الشهداء”.
وأضاف” ظروف أمتنا وشعبنا نرى فيها الحاجة الملحة لإحياء ذكرى الشهيد وإبراز مستوى وحجم المظلومية والصمود والثبات وقوة الإرادة”.
وأشار إلى أن التحرر من سيطرة الطواغيت لا بد أن يتم الاستعداد التام للتضحية .. وقال” عندما نكون في مشكلة مع الظالمين، فإنهم سيتحركون لإيذائنا، وعلينا أن نكون على مستوى عال من الاستعداد للتضحية”.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن هدف مؤامرات الأعداء هو السيطرة على الأمة واستغلالها في واقعها البشري وإمكانياتها المادية وموقعها الجغرافي، وإذا لم تتحرك الأمة الإسلامية للتصدي لهذه الهجمة فهي معرضة لخسارة كل شيء.
وأوضح أن الأعداء يسعون لتذويب كيان الأمة وتفكيكها كلياً والسيطرة عليها وتطويعها واستغلالها، ما يجعلها بحاجة لترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله لمواجهة طواغيت العصر أمريكا وإسرائيل وعملائهم.
وأضاف” نحن في مرحلة مهمة وجدنا فيها أن مفهوم الشهادة في سبيل الله، أثمر النصر في واقع الأمة”.. معتبراً تحرير قطاع غزة في فلسطين والانتصارات التي حققها حزب الله في لبنان نماذج لنجاح تجربة الجهاد والاستشهاد.
وعرّج على تجربة الثورة الإسلامية في إيران والتي أظهرت ثمرة التضحية وكانت النتيجة تحرير إيران من الهيمنة الأمريكية ونظام الشاه .. مبيناً أن سوريا والعراق والبحرين تقدم نماذج إيجابية عن ثمار الصمود والاستعداد للتضحية والشهادة.
ولفت إلى أن العدو في هذه المرحلة لا يكتفي بالتحرك من الخارج، بل يسعى لاختراق الأمة من الداخل من خلال حركة النفاق في أوساطها والمتمثلة في النظامين السعودي والإماراتي وعسكر السودان ونظام آل خليفة في البحرين ومؤخرا النظام المغربي.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن حالة الفرز تساعد على مستوى الوعي والفهم الصحيح لطبيعة ما يجري في المنطقة وهذه إيجابية كبيرة جداً.
وقال” إن وجود العدو الإسرائيلي في فلسطين حالة لا شرعية لها أبدا وكلها بغي وإجرام ومصادرة للحقوق وسفك للدماء بغير حق، كما أن تحرك قطار التطبيع علناً كشف علاقة بعض الأنظمة بالعدو الإسرائيلي لتمكينه من قيادة المنطقة بكونه وكيلًا لأمريكا”.
وأضاف” أمريكا لا تجد في السعودية وكيلا لائقا لها في المنطقة، بل تراها بقرة حلوب، ولا ترى في بعض أدواتها وعملائها حتى بقرة حلوب، بل أشباه أحذية”.
وبين قائد الثورة أن حقيقة المعركة القائمة في واقع الأمة هي معركة تقودها أمريكا وإسرائيل وينضم بعض كيانات الأمة إليهما.
وفيما يتعلق بمواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن البعض حاول التنصل عن المسؤولية بإثارة الالتباس عبر تحويل بوصلة العداء إلى داخل الأمة الإسلامية.
وقال” محاولات تحويل بوصلة العداء إلى الداخل الإسلامي عبر توجيهها إلى إيران ودول محور المقاومة، الهدف منها إبعاد الأمة عن التصدي لأعدائها الحقيقيين”.
وأضاف” أول المتحدثين عن الخطر الإيراني كان الأمريكيون والصهاينة قبل أن يتردد هذا الحديث بشكل دائم عند السعودي والإماراتي”.. مؤكداً أن الأمريكيين والصهاينة هم الذين أشعلوا نيران الفتنة الطائفية في أوساط الأمة لتحريك التكفيريين.
وأردف قائلا” السعودية ومن معها في العدوان على اليمن يخوضون العدوان بإشراف أمريكي وبالتعاون مع كيان العدو، كما إن السعودية بمؤامراتها ضد أحرار الأمة تخوض معركة أمريكا وإسرائيل”.
وأكد قائد الثورة أن المعركة اليوم هي معركة الأمة في مواجهة خطر يستهدفها تقوده أمريكا وإسرائيل والأنظمة العميلة داخل الأمة الإسلامية، ما يجعلها اليوم معنية بتعزيز الجهود وترسيخ مستوى التعاون، فهي أمة واحدة مهما تعددت البلدان.
ومضى” تعدد البلدان لا يعني تجزئة المعركة، فالانتماء الإسلامي يشرفنا جميعا والاستهداف أيضا يشملنا جميعاً، وعملاء أمريكا وإسرائيل يسعون لحصار كل شعب بمفرده، ثم يتحركون بمؤامراتهم بشكل جماعي لاستهداف أبناء الأمة الإسلامية”.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية ستبقى الأساس بالنسبة للشعب اليمني، مهما فرط فيها الآخرون .. وقال” نحن أمة مسلمة واحدة والاستهداف لنا واحد، ويجب أن نكون في خندق واحد ولا نقبل بتجزئة المعركة”.
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي” اليوم باتت المؤامرات مكشوفة لصالح كيان العدو ضد الشعب الفلسطيني، حيث تساهم الأنظمة العميلة في حصار الفلسطينيين ومقاطعتهم في كل شيء، في الوقت الذي تمد فيه جسور التعاون مع العدو الإسرائيلي”.
وأفاد بأن السعودية تعتقل نشطاء محسوبين على حركة حماس وتعذبهم لا لذنب سوى أنهم يدعمون المقاومة ضد كيان العدو.. وأضاف” مرحلة الاصطفاف تعني إما أن تكون مع أمتك وقيمك الإسلامية وإما أن تكون مع أعدائها خانعاً وخاضعاً لا قيمة لك”.
ولفت إلى أن الشهيد الحاج قاسم سليماني والمجاهد أبو مهدي المهندس، قتلتهما أمريكا لأنهما كانا قائدين من أحرار الأمة .. وقال” كل قائد من أبناء الأمة يحمل توجه الدفاع عنها يجب أن نعرف قدره ونعتبره بطلا من أبطال الأمة الإسلامية”.
وأضاف” كأمة إسلامية علينا تعزيز حالة التعاون والتآخي كما أمرنا الله وبما يعزز من قوة الأمة وموقفها”.
وتابع قائد الثورة” على مستوى محور المقاومة يجب تعزيز التوجه بأننا أمة في خندق واحد، فيما المصطّفين مع إسرائيل تحت الراية الأمريكية هم المنحرفون والشاذون عن المسار الصحيح”.. لافتاً إلى أن التطبيع سيعزز سلطة كيان العدو على المطبعين، في حين الشعوب المقاومة لديها المنعة لمواجهة السيطرة عليها.
وأشار إلى أن المطبعين سيتحركون كأبواق للعدو الإسرائيلي للترويج للولاء له، كما سيتحركون سياسياً للضغط على دول أخرى للتطبيع .. موضحاً أن برنامج المطبعين هو التحرك لصالح العدو الإسرائيلي لا لتحقيق مصالحهم، وسيكونون هم الخاسرين.
وذكر أن كل المتطلعين للحرية والاستقلال معنيون بمواصلة المشوار بكل ثبات واستبسال لمواجهة التطبيع ومشاريع الهيمنة .. مؤكداً الثبات ومواصلة مشوار الشهداء الذي قدّموا فيه أعظم الدروس.
وشدد السيد عبدالملك الحوثي على مسؤولية الجميع الكبيرة في الوفاء لتضحيات الشهداء .. وقال” معنيون بالتصدي للهجمة علينا وعلى أمتنا، وأن نتصدى للعدوان الذي نعتبره جزءً من الهجمة الأمريكية الصهيونية على الأمة”.
وأكد الحرص على تعزيز التعاون والتآخي مع أبناء الأمة لدحر العدو الإسرائيلي والقواعد العسكرية الأمريكية من المنطقة .. وأضاف” أمتنا جديرة بالحرية والاستقلال، وهذا لن يتحقق بوجود حالة الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية”.
وعبر قائد الثورة عن الثقة في أن التضحيات تصنع الانتصارات الكبيرة، وكلما قٌدمت قوافل الشهداء في الموقف الثابت، سيتحقق الانتصار للأمة.
وأعرب عن الأمل في مواصلة دعم الجبهات بالمال والرجال والعناية بالجبهة الداخلية على كل المستويات وحمايتها من الاختراق و الاستهداف.
واختتم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالدعوة للتعامل الراشد مع المشاكل الداخلية والابتعاد عن التعامل غير المسئول من خلال الرمي بالاتهامات في الاتجاهات غير الصحيحة.