مجلة أمريكية: السعودية بدأت بتسليح المعارضة السورية
أكد تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية «انخراط السعودية بشكل كبير في تطبيق «الفكرة الممتازة» التي تحدث عنها وزير خارجيتها سعود الفيصل في بداية اجتماعه الثنائي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في العاصمة التونسية». وأضافت: إن «السعودية إذا بدأت تسليح المعارضة السورية? حسب تقارير إخبارية ومصادر في المعارضة السورية تؤكد أن هناك أسلحة تصل إلى السوريين عن طريق حلفاء من القبائل السنية في العراق ولبنان».
وأضافت المجلة: إن «تقارير عديدة أفادت أن التسليح جار على قدم وساق ولاسيما بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في تونس»? مضيفة إنه «بعد انسحاب الفيصل من مؤتمر أصدقاء سورية في تونس الأسبوع الماضي قال: إن المساعدات الإنسانية لسورية لا تكفي»? معتبرا?ٍ أن «فكرة تسليح المعارضة السورية «فكرة ممتازة»? وبعدها مباشرة قال مسؤول لم يفصح عن هويته للإعلام السعودي الرسمي إن المملكة تسعى لمد المعارضة السورية بوسائل تحقيق الاستقرار والسلام وتؤم?ن لهم قرارهم باختيار ممثليهم». وأكدت المجلة أنه «على خط مواز يدعو المشايخ السعوديون بشكل علني من على منابرهم إلى الجهاد في سورية? ويلعنون هؤلاء الذين ينتظرون التدخل الغربي». من ناحية ثانية? أوضحت المجلة أن «دولا?ٍ خليجية أخرى? وقطر بشكل أساسي? ربما تكون مشاركة في مد? المعارضة السورية بالأسلحة». وقد أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أمس الأول أنه «يجب أن نقوم باللازم للمساعدة? وتشمل المساعدة منح المعارضة الأسلحة للدفاع عن أنفسهم»? وأضافت قائلة: «بينما يظل الغموض مسيطرا?ٍ على مواقف الدول الإقليمية السنية الأخرى بشأن تسليح المعارضة السورية? إلا أنها كلها الآن باتت تريد سقوط نظام الأسد أو تعثره على الأقل لأنه حليف لإيران? الذي يزعزع استقرار المنطقة بالإرهاب والتهديدات النووية». وعلى الرغم من المعارضة الغربية? أقله علنا?ٍ? لظاهرة تسليح المعارضة التي تبدو كـ«صندوق أسود» بالنسبة لهم? إلا أن السعودية تنخرط من دون خجل أو اعتبار لموقف الغرب في هذه المهمة? حسب المجلة التي تؤكد أن المملكة «لا ينقصها شيء لتسليح المعارضة لا آليات شراء الأسلحة ونقلها? ولا السيولة اللازمة لإتمام العملية بنجاح? وعلى الأرجح أن السلاح سيصل إلى من يحملون الفكر الوهابي الذي ول?د الحركات الإسلامية الأكثر خطرا?ٍ في العالم». وفيما تذك?ر «فورين بوليسي» بخطاب الملك عبد اللـه الأسبوع الماضي الذي حذ?ر فيه من أن السعودية «لن تتخلى عن التزاماتها الدينية والأخلاقية تجاه ما يحدث من ذبح للشعب السوري»? تشير إلى أهمية أخذ «العامل الروسي بالاعتبار في هذا الخطاب». الملك وج?ه نقدا?ٍ لاذعا?ٍ في خطابه للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بسبب «فشله في التنسيق مع الدول العربية قبل التصويت على قرار مجلس الأمن? لكن ذلك ليس السبب الوحيد إذ لا يمكن تجاهل تاريخ العداء الطويل بين البلدين منذ السبعينيات».
وتعود المجلة لتفتح ملف العداء السعودي الروسي الذي يعد? «عاملا?ٍ مهما?ٍ في معادلة تسليح المعارضة السورية»? إذ تعتبر السعودية أن «منع روسيا من تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط من خلال سورية يصب? في مصلحتها». ويعود تاريخ العداء بين الرياض وموسكو? بحسب المجلة? إلى السبعينيات? «منذ أن لجأت السعودية لاستخدام مصادر النفط لديها للضغط على الاتحاد السوفييتي? كما حاربت المملكة جميع الحكومات والحركات «الشيوعية» والسياسية من خلال معونات أجنبية وعسكرية وصلت إلى 7.5 مليارات دولار منحتها لمصر وشمالي اليمن وباكستان والسودان وغيرها? وكان للتمويل السعودي دور فعال في دعم الحركات والعمليات المعادية للسوفييت في أنغولا وأريتيريا وتشاد والصومال». إلى جانب ذلك? أرسلت السعودية مقاتلين إسلاميين لمحاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان في عام 1979? الأمر الذي كب?د السوفييت خسائر فادحة جعل الجيش الأحمر ينسحب من الحرب وأسقط الحكومة الموالية له في كابول.
منذ ذلك الوقت? تغي?ر الكثير من دون شك. لم يعد السعوديون بحاجة إلى محاربة «الشيوعية». الروس الجدد لا يملكون إيديولوجيا يحاربون من أجلها? إنهم مدفوعون بالمصالح السياسية البحتة. وسياسة الكرملين شهدت تغيرا?ٍ ملحوظا?ٍ? إذ باتت تتجنب أي وجود عسكري لها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا? مقابل سعي حثيث لجني الأرباح وتوسيع النفوذ عبر بيع السلاح والمعدات العسكرية والتكنولوجية لسورية وإيران. لكن «ظل? العداء بين السعودية وروسيا ما زال موجودا?ٍ? وتعز?ز بعد الأزمة السورية إلى حد? كبير».
وأضافت «فورين بوليسي» قائلة: «بات معروفا?ٍ أن طرطوس تشك?ل حجر الزاوية في التعاون الإستراتيجي القائم بين سورية وروسيا منذ السبعينيات? وإذ تثير أهمية هذا الموقع قلق الغرب والسعودية? فإن الأخيرة تدرك أن سقوط النظام يعني سقوطا?ٍ حتميا?ٍ لطرطوس? وهذا ما يشكل أيضا?ٍ أحد الأسباب لتسليح المعارضة.