قرارات غير حكيمة
لم أكن متفائلا?ٍ بحكومة الوفاق ليقيني بأن التوافق والإنسجام لن يكونا رفيق أعضائها فالإرادة الصادقة بعيدة عن عزائم أفرادها وذلك ما أثبتته الأيام الأولى من ولادتها .
إنه حين يبدأ المنتصر بالتخلص من خصومه بطريقة المنتصر المنتشي بنصره يكون قد فتح باب جهنم على نفسه وافتقد الحكمة والمروءة وشرف الخصومة .
في صفحته على موقع التواصل – فيس بوك – وقد رأى انحرافا?ٍ خطيرا?ٍ في مسار الثورة عل??ِق السياسي الحكيم الأستاذ محمد المقالح بالقول : ( عندما يبدأ الثوار بوضع قوائم الإنتقام عليك أن تود??عهم فقد أصبحوا قتلة ) .
كما لم نفهم الدين الحنيف لنجسده في حياتنا واقعا?ٍ ملموسا?ٍ ” إدفع بالتي هي أحسن ” , ” فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي?َ حميم ” , ولم نتعلم بعد من دروس الحياة وكأنها لا تعنينا , أو جاءت التعاليم الإلهية لغيرنا وليس لمخاطبتنا كأتباع يدينون بالدين الخالد , وترقى بتعاملاتهم أخلاق الإنسانية التي أتى الدين لتتويجها .
إن الحكمة والروي??ِة في معالجة مشاكلنا هما الكفيلتان بالإنتصار لمطالبنا والوصول للتغيير الذي نشدناه من ثورتنا , وقد عانت قرارات بعض الوزراء المتعجلة وغير الحكيمة والمدروسة من الحصافة وأثبتت عقم الوسائل وحجم ما ستفرزه في قادم الأيام .
في مقال سابق تحدثت عن العواقب الوخيمة التي قد تأتي بها القرارات المتسرعة وها أنا أكرر التعليق على نماذج من هذه القرارات :
• قرارات معالي وزير الإعلام بإيقاف وفصل عدد من مذيعي ومذيعات القنوات الرسمية على خلفية مواقفهم الداعمة للنظام خلال الأزمة دون النظر إلى كون هؤلاء موظفين , ودون احترام قناعاتهم وحرية آرائهم .
• قرار حذف الإضاءة الخاصة بكلام الرئيس وأهداف الثورة اليمنية من صحيفة الثورة الرسمية دون دراسة العواقب المترتبة على ذلك .
• برغم قناعتي بحجم الفساد الذي ينخر الكهرباء بكل قطاعاتها ومناطقها فإن قرارات معالي وزير الكهرباء بتعيينات شخصيات جديدة في مؤسسة الكهرباء وتجاهل مدير المؤسسة لم تكن حكيمة مهما كانت المبررات .
• انتفاضة المؤسسات التي أثمر بعضها فأطاحت بروؤس كبيرة , لكن بعضها كان بدوافع حزبية ومماحكات , وبعضها غلب عليه الطابع المناطقي .
للأسف الشديد هذه وغيرها قرارات غير حكيمة تهدد التناسق والإنسجام وربما تقوض ما تبقى من النسيج الاجتماعي وحكومة الوفاق .
خطيب وإمام الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام