تضارب حول اعتقال “زعيم” القاعدة بالقاهرة
تضاربت الأنباء الواردة من العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء? حول اعتقال زعيم تنظيم القاعدة? المعروف باسم “سيف العدل”? في مطار القاهرة? لدى عودته من باكستان? عن طريق دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبينما أكدت تقارير إعلامية رسمية? ومتحدث باسم وزارة الداخلية? لـCNN في وقت سابق? نبأ اعتقال سيف العدل في مطار القاهرة الأربعاء? وإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا? عاد مسؤولان رفيعان في الوزارة لينفيا أن يكون الشخص المعتقل هو “سيف العدل.”
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية? اللواء مروان مصطفى? إن المشتبه به الذي تم ضبطه بمطار القاهرة ليس زعيم تنظيم القاعدة? وأوضح لـCNN بالعربية أن سلطات المطار ألقت القبض على شخص ي?ْدعى محمد محمد إبراهيم مكاوى? من مواليد 17 ديسمبر/ كانون الثاني عام 1952? وهو مطلوب فى القضية رقم 502 لسنة 1994 أمن دولة عليا.
كما أكد مدير مركز الإعلام الأمني بالوزارة? اللواء هاني عبد اللطيف? في تصريحات لـCNN بالعربية? أن المعتقل ليس “سيف العدل”? واسمه الحقيقي محمد إبراهيم مكاوي? إلا أن المسؤول الأمني قال إن المشتبه به كان أيضا?ٍ عضوا في تنظيم القاعدة.
وكانت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة قد ذكرت أن جهاز الأمن الوطني تلقى معلومات تفيد بنية زعيم القاعدة “سيف العدل” العودة إلى مصر وتسليم نفسه للسلطات? وتم بالفعل اتخاذ إجراءات الترقب على جميع الطائرات القادمة من شرق آسيا? حيث ي?ْعتقد أنه كان يتواجد في أفغانستان أو باكستان.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط? بحسب ما أورد موقع “أخبار مصر”? التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي? أنه لدى وصول الطائرة الإماراتية القادمة من دبي? تبين وجود محمد إبراهيم مكاوي? الملقب بـ”سيف العدل”? على متنها.
وتولى سيف العدل قيادة تنظيم القاعدة مؤخرا?ٍ? خلفا?ٍ لأسامة بن لادن? الذي تمت تصفيته في عملية نفذتها وحدة أمريكية خاصة في مايو/ أيار الماضي? على المنزل الذي كان يختبئ به? في منطقة “أبوت أباد”? قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
ولم تتضح على الفور الأسباب التي دفعت سيف العدل? وهو ضابط سابق في القوات الخاصة? ويبلغ من العمر 50 عاما?ٍ? إلى التفكير في تسليم نفسه لسلطات الأمن المصرية.
وذكرت مصادر المطار أنه بعد إلقاء القبض على سيف العدل? تم تسليمه على الفور إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارئ? للتحقيق معه? حيث أنه مطلوب منذ عام 1994? في إحدى القضايا الأمنية? ولم تحدد المصادر الاتهامات الموجهة إليه.
ي?ْذكر أن سيف العدل كان قد انضم إلى المقاتلين الأفغان في حربهم ضد الغزو السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي? وكان ي?ْعد الرجل الثالث في قيادة تنظيم القاعدة? بعد أسامة بن لادن? والرجل الثاني أيمن الظواهري? وهو أيضا?ٍ طبيب مصري انتقل إلى أفغانستان في تلك الفترة.
وبعد سقوط نظام حركة طالبان? في أعقاب “الغزو” الأمريكي لأفغانستان عام 2001? انتقل سيف العدل إلى إيران? بحسب ما أكد مسؤولون سعوديون مختصون في مكافحة الإرهاب? حيث بدأ في توجيه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية? لشن عدد من الهجمات داخل السعودية? والتي بدأت في العاصمة الرياض عام 2003.
كما ي?ْعد سيف العدل? والذي ي?ْعتقد أنه كان يشغل منصب “رئيس أركان” القاعدة? أحد أبرز من ساهموا في التدريب العسكري والاستخباراتي لأعضاء التنظيم? منذ العام 1990? كما أنه عضو سابق في مجلس شورى القاعدة.
وأدرج مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي FBI اسم سيف العدل على قائمة المطلوبين? على خلفية اتهامه بالتورط في الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على سفارتي الولايات المتحدة في كل من كينيا وتنزانيا? عام 1998.