الجنرال العجوز يقدم الاعتذار
عندما نتحدث عن الجنرال علي محسن الأحمر فالحديث سيطول لأن تاريخه الأسود حافل بالجرائم والقتل .. فهو من قاد الحرب على أبناء الجنوب المعروفة بحرب 94م وارتكب بحقهم أبشع الجرائم والبطش والتسلط واصدر أوامره إلى ما يسمى بالجيش الشعبي أن ينهبوا كل شيء .. فعاثوا في الأرض الفساد وقتلوا الأطفال والنساء والكهول ودمروا كل ما بنوه أبناء الجنوب خلال سنوات وبعد انتهاء الحرب قلد بوسام اللواء الدموي المجرم الذي لا يعرف إلا لغة الدم والقتل والفساد ..
كما أن اللواء علي محسن الأحمر رجلا معروف عند كل اليمنيين انه وراء كل المصائب والفتن والمشاكل التي عانت منها اليمن طيلة 33عاما .. وكذلك استطاع إقناع الأمريكان أن يمسك لعبة ما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن وأصبح الرجل الأول في اليمن .. حيث يتدخل في كل القرارات وله علاقاته الخاصة في كل مفاصل النظام فيدينون له ويعملون بجد لخدمة هذا الجنرال المشؤوم الذي لم تعرف اليمن سعادة منذ أن اعتلى هذا الجنرال إلى المنصب الذي لا منافس له .. فيعتبر بذلك انه النظام وهو من يتصرف ويتحكم بكل شيء فكان له نصيب الأسد من النفط ومن ثروات الشعب ومقدراته ..
وفي الوقت نفسه كان يفسح المجال للمشائخ والقبائل لان يأتوا إليه ويلتقي بهم ويربطهم به ويعطي المشائخ بعض المبالغ المالية المغرية وكذلك هدايا قيمة لكي يكسب ولاءهم ويدينون له بالطاعة ..كما أن هذا الرجل يتمتع بصلاحيات مطلقة فكان بمثابة الناهي والحاكم الفعلي للبلد فكان يعمل تحت جنح الظلام ويبني نفسه ويقوي ذاته وشخصيته في أوساط المجتمع اليمني .. وكذلك ساعد حزب الإصلاح والوهابية أن تنتشر في اليمن بشكل كبير فإذا اعترض احد عليهم كانوا يأتون إليه بأوامر من اللواء علي محسن الأحمر فتحركوا في فضاء واسع لا منافس ولا مضايق لهم لأنهم بذلك يرون أن القائم على أعمال النظام هو كبيرهم وقائدهم العسكري .. ومن ثم الكل يعرف من هو الجنرال علي محسن الأحمر فهو بناء هذا الصيت والشخصية بأنهار من دماء اليمنيين في الشمال والجنوب حتى أن اليمنيين أصبحوا يطلقون علية بلقب ” علي كيماوي ” من دموية هذا الرجل وإجرامه ..
وفي غضون ذلك أقدم الجنرال علي محسن الأحمر في شن حروب متتالية على أبناء المحافظات الشمالية فكان قائد الحرب وهو من وراء نشوبها لان هذا الرجل يحقد بشكل كبير على الزيدية ومن يحملون هذا الفكر .. حيث سعى إلى شن هذه الحروب الضروس عليهم لا لشيء إلا لموقفهم المناهض لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية لأنهم يعتبرون أمريكا رأس الشر وهي وراء كل المصائب التي مني بها المسلمون في هذا العالم .. لاسيما بعد أحداث 11سبتمبر في حادثة البرج بواشنطن حين أعلنت أمريكا ودول الاستكبار العالمي الحرب على الإسلام بذريعة ما يسمى الإرهاب الأمريكي ..
هنا استجاب اللواء الأحمر لتوجيهات واشنطن فسارع في ضرب أبناء المناطق الشمالية بكل ما لدية من قوة حتى انه استعان بالدعم اللوجستي والعسكري الأمريكي خلال الحروب الست للقضى على جماعة الحوثي في شمال اليمن ? واستخدم كل الحيل والأساليب المختلفة في تلك الحروب واقترف أبشع الجرائم وسفك الدماء في حروب ظالمة وغير مبررة فكانت حرب بالوكالة .. كما أن أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب لن ينسوا ما اقترفته يداك المجرمة بحقهم فهم اكتووا بنيران الظلم والجبروت والدموية خلال 33سنه ..
وفي ظل الربيع العربي تحرك أبناء الشعب اليمني في الانتفاضة والتطلع للتغيير فهتفوا ضد النظام وطالبوا برحيل كل المنظومة الإجرامية التي حكمت اليمن بالحديد والنار عقدا من الزمن .. وبالتالي سارع اللواء علي محسن الأحمر في إعلان تأييده للثورة الشعبية وانه سيحميها وقال انه لن يمارس أي دور أو عمل بعد انتصار الثورة هو وأمثاله من النظام الظالم الذي أعلنوا تأييدهم أيضا للثورة ..
في المقابل طلب أبناء الشعب اليمني من اللواء علي محسن الأحمر أن يقدم الاعتذار الرسمي لأبناء الشعب مما اقترفه خلال 33عاما وان لا يمارس أي عمل سياسيا كان أو عسكريا أو غير ذلك .. ومن ثم استمرت الثورة ولم يعتذر بل كان يسعى مع بعض من كانوا شركاه في النظام في تقديم أنفسهم قيادات عليا للثورة ويخرج في المناسبات والأعياد يتحدث للشعب عبر قناة سهيل التابعة للجناح الذي بناه ويدعوهم للاستمرار في الثورة حتى يسقط الرئيس فقط ويخلى له الجو من جديد ..
فكيف يثور نظام على نفسه ??
بعد ذلك حصلت أحداث كثيرة في الثورة وعوائق حالت دون نجاحها وجاءت المبادرة ووقعت في العاصمة السياسية الرياض .. فقبل الانتخابات التوافقية على المرشح للرئاسة حسب ما جاء في المبادرة هنا يظهر اللواء علي محسن الأحمر في لقاء خاص حرصت قناة الجزيرة أن تبرزه في هذه المرحلة كقائد وثائر وحر .. حيث تخلل اللقاء أسئلة كثيرة منها الاعتذار الذي طلب منه في بداية الثورة فرد على السؤال متلكئا ومتلون الوجه المعروف بالمكر والكذب .. وقال إذا أرادوا أن اعتذر كشخص فأنا ما عندي لأي احد شيء وأن أرادوا أن اعتذر كمنظومة فهذا يخت