جمهورية مأرب العمياء ..!!
مأرب .. بغض النظر عن موقعها على الخريطة .. نجد أن لمأرب مكانة وموقعا في قلب كل يمني .. فهي المحافظة الأكثر مشاكسة .. والأكثر تخريبا .. وإهدارا لمصادر الحياة للمواطن .. فهي تمتلك من ميزات وسلبيات البداوة مايكفي لأن يجعل المنطقة في قلاقل مدى الحياة ..!!
المحافظة التي يصر أبناؤها على القضاء على كل ملامح الإنسانية والخير.. بعقليتهم المتحجرة .. وجهالتهم .. وموقعها الذي رزقته .. موقع حساس يجعلها بمثابة قاطع طريق محترف .. وزعيم عصابة .. وبالمال وحده يمكن أن تشترى وتباع لمن يدفع أكثر .. ولمن مصلحتها وممصلحة مشائخها معه ..!!
منذ وعيت .. وأنا أسمع بأن الغاز بدأ يشح من السوق وترتفع أسعاره .. بسبب التقطعات المستمرة لتلك القاطرات المحملة بالغاز .. ويشح البترول والمشتقات النفطية بسبب أن همجيا إعتدى على مصفاة النفط وأنبوب النفط .. وتنقطع الكهرباء على مدى عمر اليمن .. بسبب أن غجريا ( خزن بقات ملطام ) ومن ضبحه قام (خبط) أحد الأبراج بخبطة حديدية .. غير مكترث بمايمكن أن يجره ذلك على المواطن المسكين .. الذي يكد طوال يومه في البحث عن لقمة عيشه .. ويرجع لداره فيفاجأ بتنغيص الكهرباء .. وإنقطاعاتها المتكررة .. ليعود إلى موال ( الشمع خير وأبقى ) .. وأخيرا وليس آخر .. النت .. حيث أصبح الناس على خدمة متردية زيادة على ماهي عليه ..قيل في تصريح رسمي أن ذلك بسبب تخريب همجي آخر في مأرب ..!!
أستغرب من سياسة البلاد .. التي تركت التحكم في مصائر البلاد يعود لمحافظة بعينها .. بعيدة وتقع على أطراف البلاد .. وتمتلك القبائل المسلحة التي لا تنكر منكرا ولا تأمر بمعروف ..!!
مأرب .. لديها قرية هي الوحيدة في العالم .. تسمى القرية العمياء .. وكان من الأولى أن تطلق هذه التسمية عليها.. فهي أجدربأن تكون عاصمة لليمن في ظل وجود كافة الخدمات الرئيسية .. النت .. الكهرباء .. الغاز .. البترول .. الطريق .. السلاح .. ولم يتبقى عليها سوى الغذاء والماء .. ورئيس من مأرب .. وتصبح العاصمة الفعلية .. فهل سنسمع قرارا خرافيا من الأخ رئيس الجمهورية يعلن فيه مأرب عاصمة عمياء .. حتى لا نظل نفكر في خطورة قطع شرايين الحياة من مأرب .. فهي ستصبح العاصمة .. وبها كل منافذ الحياة ..!!
وأخشى ماأخشاه .. أن تقطع الطريق على المعاملين الوصول إلى وزاراتهم المعنية ..وتمنع الوزراء من الوصول إلى رئيس الدولة .. وفي الإنتهاء تمنع الرئيس ذاته من مغادرة منزله .. أو أن يلقي فينا خطابا .. وربما وصل بها الشطط والجنون ..إلى أن تعلن نفسها جمهورية مستقلة .. وتعتدي على أراضينا كما حصل من العراق على الكويت بحجة أن اليمن تابع لجمهورية مأرب العمياء ..!!