العراق في ظل التحولات السياسية ..إلى أين?!
بقراءة واقعية لتحولات الأحداث الجارية في الساحة العراقية وخاصة بعد انسحاب قوات الاحتلال يتضح بأن الإستفراد بالسلطة من قبل رئيس الوزراء والحلقة الضيقة المحيطة به من حزبه واعوانه اصبحت اكبر بكثير من ذي قبل ? استنادا?ٍ لحجم ونوعية الاجراءات التي اتخذها الرئيس المالكي في حربه ضد الخصوم السياسيين واستخدامه لأدوات السلطة التي يتمتع بها? الشرعية منها وغير الشرعية بهدف إقصاء وتهميش كل من في نفسه هدف الوصول للسلطة ومزاحمته في صناعة القرار او حتى المشاركة فيه وفق الاستحقاق الانتخابي ?بالرغم من ان هذه الإجراءات وفق الميزان السياسي و القانوني تعتبر قفز على الدستور ومصادرة لحقوق الناخب العراقي وتعطيل ان لم نقل الغاء لمبدأ الاستحقاق الانتخابي وما يترتب عليه قانونا وفق الدستور الذي ساهم السيد المالكي بنفسه في صياغة عدد من بنوده وتمريره داخل البرلمان.
في هذه المرحلة من مراحل الصراع من اجل البقاء والهيمنة على مقاليد الحكم يتضح للعراقيين والعالم بأن الدكتاتورية ممارسة وسلوك داخل السلطة أصبحت امرا واقعا لا محالة في النظام السياسي الجديد.
( هل شارف الرجل الهرم على نهايته الحتميه?!)?من معطيات ما يجري أن العملية السياسية قد وصلت مرحلة اللاعودة ليس من حيث الخلافات والتجاذبات بين اقطابها الرئيسية هذا الحال قائم منذ بداياتها بين كافة الاطراف ?تتأزم العلاقات وتعود لطبيعتها في كل مرة على مدى سنوات وذلك لطبيعة وقواعد اللعبة السياسية التي اوجدها الاحتلال المركب الامريكي الايراني ومواصفات اطراف وأركان العملية السياسية ? اذ وصف البعض ان ديمومة هذه العملية والاستمرارية فيها لا يتحقق ألا من خلال خلق الازمات وتعقيدها لاستمرار سيطرة حالة الضعف والانقسام في الخارطة السياسية وانعكاساتها على المجتمع? لتغييب دور الدولة العراقية من ميزان المعادلة الإستراتيجية للمنطقة .
وصلت العملية السياسية مرحلة اللاعودة باتجاه أقامة سلطة دكتاتورية غير عادلة تقودها قلة فاسدة ?تحتكم في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية لمصالح اجنبيه وشخصية ضيقة .
اتضحت المعالم الكبرى للسلطة الدكتاتورية بعد انسحاب قوات الاحتلال وقيام المالكي بحملة تصفيات سياسية للعديد من الساسة كنائب الرئيس طارق الهاشمي و المطلك وعددا اخرا من قيادات القائمة العراقية ?ولن تقف عند هذا الحد وانما ستطال شخصيات اخرى من داخل العراقية و خارجها ?بأساليب و وسائل متعددة سياسيا?ٍ و قضائيا?ٍ واعلاميا?ٍ ?وحملات اخرى تقوم بها المجاميع الخاصة المدعومة ايرانيا?ٍ من داخل المؤسسة الحكومية وخارجها بالتصفيات الجسدية لعدد أخر من الشخصيات السياسية ? العشائرية ? الاكادمية ..الخ .
إصرار المالكي على استلامه المهام والمسؤوليات الامنية والعسكرية قبل الانسحاب الامريكي لم يكن صدفه او حرصا?ٍ منه على التوافقات السياسية ? ويفسر الامر بأن هناك خطة درست بإحكام ودخلت حيز التنفيذ الفعلي بعد انسحاب القوات الأمريكية.
أخذت الشخصية المتسلطة للمالكي اطر أوسع من السابق وقد ينجح بإزاحة الكثيرين من خصومه وتحجيمهم سياسيا واستقطاب البعض الأخر لجانبه وارضاخ الآخرين لسلطته ?و تدوم تلك الحالة لمستوى تحدده طبيعة الظروف المتغيره والتغيرات على الصعيد المحلي والإقليمي . متطلبات إرادة اللاعبين الرئيسيين الأمريكي والإيراني في الوقت الراهن تعتبر في الغالبية منها عوامل وظروف م?ْساعدة وخادمة لظاهرة المالكي في السلطة ? ومن المؤكد ان هذه الظاهرة ستاخذ حجما?ٍ ومجالا?ٍ واسع في الهيمنة وفرض الامر الواقع بالقوة.
ومؤكد ايضا وفق الحسابات الإستراتيجية فأن الظروف والعوامل التي ساعدت في إيجاد ظاهرة المالكي بالسلطة لن تكون دائمة او تبقى طويلا ( وفق الحسابات الإستراتيجية ) فهي عوامل وظروف مرحلية متغيرة . محددة بعوامل منها ماهو ظاهر لدى الساسة والمراقبين للشأن السياسي العراقي والإقليمي ومنها ماهو خفي وغير ظاهر في الوقت الراهن .
Moh.alyassin@yahoo.ca