بقلم/ شوقي عواضة
كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن قيام بريطانيا بإرسال قوّات خاصة بصورة سرّية لحماية حقول النّفط السعودية ونقلت الصّحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية أنّ وحدة رصد متطوّرة للطائرات المسيّرة هي من بين الوحدات التي تمّ نشرها، إعلان لم يكن أمراً جديداً يكشف عن مشاركة بريطانيا في العدوان على اليمن لا سيما أنّ دور ومشاركة بريطانيا في العدوان لا تقلّ أهميّة عن الدّورين الأميركي والفرنسي منذ بداية العدوان، فقد سبق أن أعلن مصدر في قوّات الكوماندوس البريطانية لصحيفة «دايلي مايل» أنّ وحداتٍ من الكومندوس التابعة للقوّات الخاصة البريطانيّة قد قاتلت بشكلٍ مباشر في المواجهات ضدّ الجيش واللّجان الشعبيّة داخل اليمن من خلال وحدة الخدمة الخاصّة للقوارب وأدّى ذلك إلى سقوط عدد من الجرحى في وحدة النخبة البريطانيّة.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما كشفته صحيفة «دايلي مايل» البريطانية للمرّة الأولى بالتزامن مع بداية العدوان على اليمن بإعلانها عن مشاركةٍ للقوّات الملكية البريطانية في عمليّاتٍ عسكريةٍ داخل محافظة صعدة شمال اليمن أدّت إلى إصابة خمسة من جنود وضباط الوحدة.
مشاركة بريطانيا في العدوان على اليمن لم تقتصر على إرسال القوّات الخاصّة والسرية إلى اليمن أو إلى السعودية بل أنّ بريطانيا تعتبر شريكاً أساسيّاً في العدوان من خلال ما قدمته للسعودية من أسلحةٍ متطوّرة ومشاركتها في العدوان أمنيّاً وعسكرياً ومن خلال التخطيط والإشراف وتعزيز قدرات سلاح الجو السعودي وتدريب طياريه وتجهزيهم إضافةً إلى تعزيز القدرات القتالية والتدريبيّة للجيش السعودي ومرتزقة العدوان وما أعلنه النّاشط أندرو سميث مدير حملة ضدّ الأسلحة في بريطانيا عن تدريب طيارين سعوديين على يد القوّات البريطانية يؤكّد مدى مشاركة بريطانيا في العدوان وإذا ما أضفنا إلى تلك الشّراكة الشركاء الآخرين في العدوان: الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودول الحلف الأعرابي التي شكّلت تحالفاً أممياً عدوانياً على اليمن وشعبه لم تجنِ منه على مدى سنوات العدوان سوى المزيد من الهزائم النّوعية لنخبة القوات الملكيّة البريطانية وقوّات البحرية الفرنسية وأدمغة الاستخبارات الأميركيّة وضبّاطها من المارينز وغيرها.
اليوم يعود هذا التّحالف العدواني وعلى رأسه بريطانيا للتهويل على اليمنيين من خلال إعلانها إرسال قوّات خاصة وسريّة.
فتوقيت الإعلان جاء في ظلّ استهداف الجيش وأنصار الله لـ «أرامكو» جدة بصاروخ قدس2 المجنح والذي أصاب الهدف بدقة وبالتزامن مع سقوط موقع ماس العسكري حصن الدّفاع الأوّل عن مأرب عاصمة التحالف العدواني ومركز القيادة السابعة.
وهذا يعني أنّ قوى العدوان تحاول استدراك الموقف وخطورة سقوط مأرب بيد الجيش واللجان الشعبيّة والوقوف سدا منيعاً في وجه نقل المعركة خارجياً من خلال فرض قواعد الاشتباك الجديدة التي أعلنها العميد يحيى سريع باستهداف كلّ المصافي النفطيّة والشركات الاجنبيّة في ظلّ استمرار الحصار والعدوان على اليمن.
وبالرّغم من التجربة الميدانية التي أثبتت عجز قوى التّحالف العدواني عن تحقيق أيّ إنجاز وفشله في تسجيل أي انتصار لا يزال هذا التحالف يصرّ على حماقته باستمرار العدوان دون أن يقرأ التجربة ويستخلص العبر من عمليّات توازن الّردع التي أصبحت من التاريخ بعدما استطاعت القوّات المسلحة اليمنية من الانتقال إلى مرحلة تفوّق الردع والقوّة من خلال نقل المعركة إلى الخارج واستهداف مصالح دول العدوان في السعودية في ظلّ حصار مطبق وتقدّم على مستوى الجبهات الداخلية.
ومن يراقب حركة المواجهة الميدانية منذ بداية العدوان لا يحتاج إلى الكثير ليدرك أنّ اتساع سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة التي تتزايد يوميا على مساحاتٍ شاسعةٍ تؤشّر بوضوح على مدى فشل العدوان الذي لم يدرك طيلة سنوات هزائمه أنّ المعركة بالنّسبة إلى اليمنيين هي معركة وجود وليست معركة حدود مع قوى العدوان وفي مقدمتها نظام ال سعود وبن زايد الذين لم يدركوا جيداً بأنّ لا القوّات الملكية البريطانية ولا المارينز الأميركية ولا القوّات البحريّة الفرنسية ستدفع عنهم بأس اليمنيين ولا صواريخ الباتريوت الأميركية ولا منظومات «جيراف» (الزرافة) البريطانية سترهب اليمنيين وتحبط عزيمتهم البالستية التي هي كصواريخهم إذ ستأتيكم من حيث لا تدرون فارتقبوا هزيمتكم الآتية ولو بعد حين.