لماذا هرب المشترك من دار الرئاسة?!
منذ بداية الأزمة السياسية في اليمن كانت قضية انتقال السلطة هي جوهر المشكلة بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك.. لهذا لا عجب أن تتوارى اليوم قيادات تلك الأحزاب عن الانظار وتعتكف شعورا?ٍ منها بالهزيمة.. بل لقد أظهرت أنها تعاني من حالة نفسية حتى في اليوم الذي يسلم فيه الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر السلطة لـلمناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في حفل كبير شارك فيه كبار مسئولي الدولة والشخصيات الاجتماعية والأعيان وأشقاء وأصدقاء اليمن.
الطبيعي جدا?ٍ أن تكون قيادات أحزاب المشترك ومنظريها وميليشياتها حاضرة في مقدمة الصفوف لتشهد اليوم الذي يسلم فيه الرئيس علي عبدالله صالح السلطة ويغادر دار الرئاسة الى منزله.. بعد أن خاضت ضده معركة قذرة طوال عام.. ولو من باب المزايدة.. بيد أن هناك أسبابا?ٍ قوية جعلت قيادات أحزاب المشترك تقرر رفض المشاركة في احتفال تسليم السلطة? ولعل أهمها أنها تشعر بمرارة الهزيمة وتدرك أنها سوف تتعرض لأشد ضربة في هذا اليوم من قبل الرئيس علي عبدالله صالح وسيدمر نهائيا?ٍ الأساليب الشمولية والانقلابية التي استخدمتها طوال اشهر الأزمة? ويقضي على كل محاولات اسقاط النظام وإلغاء الديمقراطية والتعددية بدعوى الثورة..
لم تحضر قيادات المشترك لأنها تعرف أن الرئيس في هذا اليوم سيعلن انتصاره ويسلم السلطة لأيادي أمينة كما وعد الشعب من قبل.. وعبر ارادة الشعب وصندوق الاقتراع.
غابت أحزاب المشترك لأنها تدرك جيدا?ٍ أن عملية الانتقال السلمي السلس للسلطة هو انتصار يحسب للرئيس علي عبدالله صالح وللمؤتمر وحلفائه.. انتصار للشعب اليمني الذي أعلن منذ 21 مارس 2011م رفضه للانقلابات ومحاولات الخروج عن الشرعية الدستورية وارادة الشعب.
فلو كانت قيادات أحزاب المشترك تشعر فعلا?ٍ أنها هي التي تقود عملية التغيير في البلاد? أو أنها المنتصرة حقا?ٍ في هذه المعركة لما ترددت لحظة واحدة من حضور حفل انتقال السلطة سلميا?ٍ? ولو من باب النكاية بأعضاء وأنصار وحلفاء المؤتمر? لكن كل الحقائق تؤكد أن الرئيس علي عبدالله صالح هو الذي يقود عملية التغيير الخالد في تاريخ اليمن حتى وهو يغادر السلطة.
رفضت أحزاب المشترك الحضور ليس حبا?ٍ منهم في بقاء الرئيس علي عبدالله صالح في السلطة.. وانما رفضا?ٍ للأسلوب الحضاري الذي تم تجسيده في عملية التبادل السلمي للسلطة.. وهو المبدأ الذي تمسك به الرئيس علي عبدالله صالح منذ بداية الأزمة فيما ظلت أحزاب المشترك ترفض القبول به طوال عام وأصرت على اسقاط النظام بالقوة والعنف والوصول الى دار الرئاسة عبر الدم أو الزحف الى غرف النوم.
لقد تابع العالم باهتمام كبير عملية انتقال السلطة باليمن سلميا?ٍ وديمقراطيا?ٍ.. وحقق اليمنيون بذلك انجازا?ٍ ديمقراطيا?ٍ رائعا?ٍ سيدونه التاريخ بأنصع صفحاته وسيخلد اسم الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره أول من جسد هذا المبدأ الحضاري ليس في اليمن وإنما على مستوى دول الشرق الأوسط.
وهكذا فقد كان الاحتفال بتسليم السلطة انتصارا?ٍ توج فيه الرئيس الصالح انتصارات الشعب اليمني على قوى التخلف والظلام والارهاب.. وهذا ما كانت تخشاه قيادات المشترك واستخدمت ضده القوة واستغلت دماء الابرياء للحيلولة دون تحقيقه ولكنها فشلت أيضا?ٍ.
للأسف لقد أصاب الذعر المشترك وفروا من حفل تسليم السلطة سلميا?ٍ لأنهم مازالوا مغرمين بالنموذج الليبي البشع رغم توقيعهم على المبادرة الخليجية.
benanaam@gmail.com