ها قد أفشلتم الانتخابات في الجنوب يامد?عين الثورية
ذكرتني تصريحات الطرشان المكثفة قبيل الانتخابات والتي تمحورت حول مدى اهتمامهم بالقضية الجنوبية ذكرتني بتصريحاتهم التي ترافقت مع بدايات ثورة شباب التغيير والتي أ?َعيد إنتاجها في اليوميين الماضيين في محاولة منهم للحد من الاحتقان في الشارع الجنوبي والرافض للانتخابات بعد إن تيقنوا بأن العملية الانتخابية تواجه صعوبة في إتمامها جنوبا .
صحيح إن الحراك الجنوبي السلمي فرمل أو حد من نشاطه مع بداية الثورة السلمية والتي كانت القضية الجنوبية من أولويات تلك الثورة حسب الادعاءآت حينها ولكن مع تباشير نيلهم لهدفهم وبعد ان أصبح نجاح ثورتهم قاب قوسين أو ادني ارتفعت الأصوات في ساحاتهم معلنه بأنه لا توجد هناك قضية جنوبية وإنما هناك مطالب ومظالم مدعين أن الحراك الجنوبي ذاب في ساحاتهم بعد إن ظن منظريهم العميان أن الجنوبيين كانوا على خلاف مع نظام صالح ليس إلا , وان حراك ساحات التغيير جب ما قبله . متناسيين آلام ومعاناة أبناء الجنوب خلال سنوات خلت وتكبدهم شتى صنوف القهر والهوان والذي لم يقر به احد منهم إلا بعد إن اعترفت به أطراف النزاع القائم في اليمن ضمن مناكفاتهم السياسية والتي حاولوا من خلالها جاهدين وفي ماراثون كشف المستور لتجريم بعضهما بعضا لكسب ود و تعاطف أبناء الجنوب دون اكتراث لما اقترفت أيديهم ولازالت ضد الجنوب ودون أن يعوا بان اعترافاتهم تلك خدمت القضية الجنوبية وكشفت فظاعة الجرم الذي ارتكب بحق الجنوبيين .
إنها احد إفرازات الثورة الشبابية في اليمن وعلينا أن نقر بذلك ولولاهم لما اعترف الطغاة بجرمهم في حق الجنوبيين على الأقل في الوقت الراهن وبالمقابل كان الأجدر بهم الاعتراف بأن الحراك السلمي الجنوبي كان مصدر الهام لهم وان دعوات قادة الحراك الجنوبي لهم بالتحرك وقبل ثورات الربيع العربي صبت في نفس الاتجاه . إلا ان ما حدث ويحدث على النقيض تماما .
فبعد رحيل فارس العرب إلى أمريكا ممتطيا جواد المبادرة الخليجية وبطوقها مزينا بصك وإكليل الحصانة , تواترت الإعدادات والتحضيرات لانتخاب الرئيس التوافقي لليمن . وشهدت محافظات عدة في الشمال تحضيرات واسعة بينما في الجنوب لاقت تلك التحضيرات تعثر ملفت وبدأت تلوح في الأفق فشل تلك الانتخابات في الجنوب بعد ان كثف الحراك نشاطه وازداد احتقان الشارع واستشاط غيظا بعد أن شم ريحة المكر والخداع للورثة الجدد وبنفس ( مع فتح النون ) صالح .
ومع تواصل العمليات الدنيئة لتحويل الجنوب لساحات صراع وبنفس اسلوب نظام صالح , عادت تلك الأصوات والتي أنكرت حق الجنوبيين سابقا لتعلن بأنها ستعالج القضية عقب الانتخابات ووفق الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية المزمنة والتي لم تتطرق أصلا وبشكل واضع لقضية الجنوب وتغافلت عنها كتغافلها عن مكونات شباب ساحات التغيير نفسها , وغدا سوف يطربون آذاننا بتصريحات عكسية مترافقة مع نشوة نصر وهمي كنشوة نصر 7 يوليو 1994م .
ونبقى أمام مشهد ينذر بمخاطر لا تحتمل سواء على المستوى المحلي أو المحيط الإقليمي والدولي .
وبعد ان فشلت الانتخابات في الجنوب ومع ازدياد القمع والعنف المفرط تجاه المحتجين الجنوبين يزداد الشرخ عمقا , ولم يتبقى أمام الورثة الجدد للحكم سوى الاعتراف بحق الجنوبيين والتعجيل بالحل الذي يرتضونه وترك المكابرة والعناد التي جربها صالح ولم تفلح , أو السير على دربه وبنفس أساليبه في معالجة الأمور التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم , مع اعتبار تصريحاتهم النزقة احد الأسباب التي أدت إلى رفض الانتخابات في الجنوب .