بلاغ للرئيس النائب

• إلى من إستهان الآخرون بقدره .. وإستصغروا شأنه .. ولم يهمهم أمره.. أنت تعلم بالتأكيد أنك دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن كنت غائبا عن صفحاته .. وسوف تصبح أول رئيس يحكم اليمن بعد علي عبد الله صالح – الذي حكم اليمن 33 عاما .. ولم يرى العالم غيره حاكما لليمن طوال تلك السنوات .. بل وبعدها .. فلا شك بأن ابناءك وأحفادك وأجيالا تليهم سوف يضلون فخورين بأن جدهم الأكبر حكم اليمن في فترة صعبة .. ربما اشد صعوبة من تلك الفترة التي حكم فيها صالح البلاد !!
• صورك الآن ترفع في كل مكان .. ولا أعلم لماذا ? .. فأنت المرشح التوافقي الوحيد وليس هناك من يقف في مواجهتك .. والكل يسعى للتغيير .. فلماذا ترفع الصور .. ولما كل تلك المبالغ المهولة التي صرفت على الحمله الإنتخابية .. ويفترض بك أن تبدأ عهدا من التقشف والحرص على أموال الشعب .. لتوفير حياة كريمة له .. بمايضمن وصولنا ليمن سعيد .. يمن جديد !!
• سيادة الرئيس النائب .. المهام لديك جسام .. ولكنك ستكون قادرا على مجابهتها كما تعودت في جبهات القتال .. لقد درست وتعلمت خارج اليمن .. ورأيت النهضة والعمران .. فلا شك أن وطنيتك تدعوك لأن تحقق لهذا الشعب حلمك في يمن جديد.. وتضع بصمتك في كبرى صفحات التاريخ !!
• الكل يتفق عليك .. ويدهم بيدك .. لقد كان الخطأ الذي إرتكبه الرئيس السابق أن تجاهل نشر ثقافة السلام .. والوعي .. ونبذ العنف والجهل بكل أنواعها بين أبناء الشعب .. لقد اصدر زعيم راحل وهو صدام حسين .. قرارا عند توليه مقاليد الحكم بمنح ثلاثة ألف دينار لكل من يعلم أميا.. ويسهم في محو الجهل .. وصار الشعب إلى ماصار إليه .. لولا أنه تناسى أن تكميم الأفواه قد يولد إنفجارا . فلتسعى لإزالة الركام والغبار عن كاهل هذا الشعب الذي يرزح تحت وطأة الأمية لسنوات طوال .. ولن ينسى لك الناس ذلك .. فالناس لا تنسى قط من يحسن إليها .. ولاتنسى من يسيء إليها !!
• ثقافات في بلادنا تحتاج إلى وأد .. ومنها ثقافة حمل السلاح .. وثقافة الشيخ سيد القبيلة .. وثقافة الإنتهازية والمحسوبية .. وثقافة الأقربون أولى بالمعروف على حساب البلاد والكفآءات .. وثقافات أخرى تراكمت في أرشيف المواطن اليمني ومن الصعب التخلص منها .. لكنه ليس مستحيلا .. وبتعاون الشرفاء والعقلاء سوف تستطيع غرس البذرة الأولى لإزالة كل تلك المفاهيم والثقافات .. بما يوصلنا إلى مصاف الدول .. لاأقول العالمية .. بل العربية المحيطة بنا كدول الخليج .. التي نتأخر عنهم بمراحل طوال نستطيع بمساعدتهم وشيء من الحكمة والحنكة والصدق والشفافية أن نواكبهم ونقف معهم في الصف !!
• ولا ننسى الحديث عن مشكلة المشاكل .. والتي كانت حلا وصارت معضلة .. ساحات الإعتصام .. والتي تضرر منها الكثير من المجاورين لهذه الساحات .. لقد كانت الساحات قبلا تعج بقادة الفكر والرأي واليوم صارت مليئة بالعاطلين والمتشردين وأرباب السوابق وصغار السن الهاربين من منازلهم .. وحدث ولا حرج عمايعانيه الأهالي .. ولا أظنك قد تحتمل ثلاثة أيام بلياليها ومثل هذه الساحات تغطي بيتك من كل ناحية بأذاها وإزعاجها .. الأهالي ضاقت ذرعا .. والمشكلة أن علماء السياسة يؤيدون بقاء الضرر على الرغم من كونها إخلالا بحق الطريق ومن البوائق التي تؤذي الجيران .. وتنتقص من النظافة من الإيمان .. لقد صار المرور على بوابات الساحات أشبه بالمرور على بوابة حرض الحدودية .. يقف عندها الصغار يطالبون بتصاريح دخول الأهالي إلى منازلها !!
• عامان .. هما كل مالديك .. فرتب أوراقك من الآن .. وأعلم أن كل قرار سيحسب لك أو عليك .. ولم يتبقى في عمرك الكثير لتقدمه .. ولا تنسى أن الشعب أغلبه قد صار متيقظا .. ويعرف كيف يقول ” لا” بملئ فمه !!